لبنان.. مشهد مشتّت بين عواصم القرار

«الوقت لا يلعب لمصلحة لبنان، لكن لا تزال هناك فرصة وأمل». عبارة ردّدها المبعوث الرئاسي الفرنسي، جان إيف لودريان، أينما حلّ. ففي كلّ اجتماعاته ولقاءاته، شدّد لودريان على أهمية أن يدرك المسؤولون أنّ الفرصة المتاحة أمام لبنان، لن تستمر إلى ما لا نهاية، وأن المجتمع الدولي والعربي قد ينفض يده من لبنان وقضاياه ومشاكله، في حال لم يحسن اللبنانيون اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب.

وأشارت مصادر سياسية، واكبت زيارة لودريان، لـ «البيان»، إلى أن لودريان نبّه إلى ضرورة قيام الدولة بواجباتها، في ما يتعلّق بالملفّين الإصلاحي والسيادي، وإلا فسيتعذّر انعقاد مؤتمر دعم لبنان في الخريف المقبل. ذلك أن لا تعيينات قضائية، ولا مالية، ولا دبلوماسية، ولا إصلاحات، وأن كلّ ما يحصل هو مجرد محاولات لتفادي الانفجار، بأقلّ الخسائر.

وتضيف معلومات «البيان»، أن زيارة لودريان هي «جولة أفق» فقط، من دون أيّ طرح جديد، ومن دون تقديم أيّ خريطة عمل أو مهل، على عكس ما روّج البعض.

ومن بوّابة المواقف المعلنة للموفد الرئاسي الفرنسي، فإن ثمّة إجماعاً داخلياً على أن ما يُطلب من لبنان اليوم، قد تغيّر، ذلك أن الإصلاحات تراجعت، والأولويّة باتت لسحب سلاح «حزب الله»، بدفع من الولايات المتحدة الأمريكية، فيما فرنسا تحاول تسجيل إنجاز لها من خانة الإصلاح.

وعليه، فإن لبنان الرسمي، على دراية بحجم الضغوط المقبلة، وقد وصلتهم رسائل حازمة، بعض منها نُقل من دول «الخماسيّة»، ومفادها أن التصعيد مستمر، وقد يتحوّل من ضربة إسرائيلية إلى حرب، وأن لا تجديد لـ «اليونيفيل»، من دون صلاحيات جديدة، وهي حقّ التنقل وحقّ التدخل، وذلك بالإضافة إلى تعليق القروض، ومنها قرض البنك الدولي بقيمة 250 مليون دولار.

أما الحلّ، وفق ما يتردّد، فقد يكون بجولة تفاوض جديدة. أما كلّ المؤشرات، وبحسب تأكيد مصادر متابعة، لـ «البيان»، فتدلّ على أن لبنان مُطالَب بخطوات عملية، بموازاة مطالبته المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل للقيام بواجباتها تجاه ما نصّ عليه قرار وقف الاعتداءات الإسرائيلية. فكيف سيتصرّف لبنان الرسمي أمام هذه الضغوط والموجبات؟