اكتشاف القرن .. أسرار جديدة حول مقبرة تحتمس الثاني في الأقصر

تم اكتشاف مقبرة تحتمس الثاني، آخر ملوك الأسرة الثامنة عشر غير المكتشفة، في الأقصر بصعيد مصر . يُعد هذا الاكتشاف أكبر اكتشاف أثري منذ قرن، وهو الأول من نوعه منذ اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون عام 1922.

كان تحتمس الثاني زوجًا وأخًا غير شقيق للملكة حتشبسوت، التي تعتبر واحدة من أعظم الفراعنة في مصر. ويُعتقد أنه حكم لمدة أربع سنوات تقريبًا، وأنجب طفلًا واحدًا هو تحتمس الثالث.

تم الاكتشاف من خلال بعثة مشتركة بين المؤسسة المصرية والبريطانية، وبعد 12 عامًا من العمل في الوديان الغربية. وقد تمكنت البعثة من تحديد هويات أكثر من 30 زوجة ملكية وامرأة من البلاط في هذه الفترة.

كان الاكتشاف بمثابة مفاجأة، إذ اعتقد علماء الآثار في البداية أن المقبرة تعود إلى زوجة ملكية. ومع ذلك، فإن وجود سلم واسع وغرفة دفن مزخرفة بشكل معقد يشير إلى دفن ملكي، مما يؤكد أنها مقبرة الفرعون المفقودة منذ زمن طويل.

توفي تحتمس الثاني، أحد أجداد توت عنخ آمون الذي عثر على مقبرته عام 1922، منذ 3500 عام، وكان يُعتقد أنه دفن في الطرف الآخر من الجبل بالقرب من وادي الملوك .

اعتقد علماء الآثار أنهم عثروا على قبر زوجة ملكية. ومع ذلك، فإن الدرج العريض وغرفة الدفن المزخرفة تشير إلى أنه من المرجح أن يكون مكان دفن أحد الملوك.

من هو تحتمس الثاني؟

كان تحتمس الثاني زوجًا وأخًا غير شقيق للملكة حتشبسوت، التي تعتبر واحدة من أعظم الفراعنة في مصر. ويُعتقد أنه حكم لمدة أربع سنوات تقريبًا، وأنجب طفلًا واحدًا هو تحتمس الثالث.

يُعتقد أن عهد تحتمس الثاني يعود إلى الفترة من 1493 إلى 1479 قبل الميلاد تقريبًا، ولكن حياته طغت عليها والده الأكثر شهرة تحتمس الأول وزوجته حتشبسوت (إحدى النساء القليلات اللاتي حكمن بمفردهن) وابنه تحتمس الثالث.

تم الاكتشاف من خلال بعثة مشتركة شكلتها مؤسسة أبحاث المملكة الحديثة (NKRF)، وهي مؤسسة أكاديمية مستقلة بريطانية ، ووزارة السياحة والآثار المصرية، وهو مشروع تابع لمعهد ماكدونالد للأبحاث الأثرية في جامعة كامبريدج.

يعد القائد والمدير الميداني، بيرس ليثرلاند، من جالاشيلز، باحثًا مشاركًا فخريًا في معهد ماكدونالد للأبحاث الأثرية في جامعة كامبريدج.

ويرأس البعثة الدكتورة جوديث بونبيري، زميلة كلية وولفسون، ويضم الفريق خبراء مصريين ودوليين وعمال محليين.

ويأتي هذا الاكتشاف نتيجة 12 عامًا من العمل في الوديان الغربية.

وقد تمكنت البعثة في السابق من تحديد هويات أكثر من 30 زوجة ملكية وامرأة من البلاط في هذه الفترة، كما تمكنت من اكتشاف 54 مقبرة في الجزء الغربي من جبل طيبة في الأقصر.

وقال ليثرلاند: "يحل هذا الاكتشاف لغزًا كبيرًا في مصر القديمة: موقع مقابر ملوك الأسرة الثامنة عشرة المبكرة. لم يتم العثور على مقبرة هذا الجد لتوت عنخ آمون أبدًا لأنه كان يُعتقد دائمًا أنها تقع في الطرف الآخر من الجبل بالقرب من وادي الملوك.

"في البداية اعتقدنا أننا ربما وجدنا قبر زوجة ملكية، لكن الدرج العريض والمدخل الكبير أوحانا إلى شيء أكثر أهمية.

"كان اكتشاف أن حجرة الدفن كانت مزينة بمشاهد من كتاب أمدوات، وهو نص ديني مخصص للملوك، مثيرًا للغاية وكان أول مؤشر على أن هذا قبر ملك."

قدمت القطع الأثرية التي تم اكتشافها في المقبرة، بما في ذلك أجزاء من جرار المرمر التي تحمل نقوشًا باسم تحتمس الثاني وزوجته الرئيسية حتشبسوت، أدلة قاطعة، وهي القطع الأثرية الوحيدة المرتبطة بدفن تحتمس الثاني التي تم العثور عليها على الإطلاق.

في وقت ما قبل السنة السادسة من حكم تحتمس الثالث، تشير الأدلة الأثرية إلى حدوث فيضان كارثي في ​​هذه المقبرة، وبعد ذلك تم نقل المحتويات إلى مقبرة ثانية.

ويشير اكتشاف البعثة لرواسب أساس سليمة إلى أن هذا القبر الثاني مخفي في نفس الوادي - مما يثير الشك حول هوية الجسم CG61066 الذي تم العثور عليه في الخبيئة الملكية عام 1881 والذي تم تحديده سابقًا على أنه تحتمس الثاني، وفقا لصحيفة إندبندنت.

وتم تأريخ الجثة باستمرار على أنها تعود إلى أكثر من 30 عامًا، ولكن تم وصف تحتمس الثاني بأنه "الصقر في العش" عندما اعتلى العرش وحكم لفترة كافية ليصبح أبًا لثوتموس الثالث قبل وفاته.

وقال وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي: "هذه أول مقبرة ملكية يتم اكتشافها منذ اكتشاف غرفة دفن الملك توت عنخ آمون عام 1922".

وأضاف "إنها لحظة استثنائية لعلم المصريات والفهم الأوسع لقصتنا الإنسانية المشتركة."

يقول الدكتور بيرز ليزرلاند، مدير البعثة الأثرية، إنه تم العثور على جزء من السقف الأصلي للمقبرة الذي كان ما زال سليماً، وهو سقف مزخرف باللون الأزرق ومرصع بالنجوم الصفراء، وهو عنصر زخرفي لا يوجد إلا في مقابر الملوك.

أسرار جديدة

وفي حديثه لبرنامج (نيوز أور) على بي بي سي، عبر الدكتور ليزرلاند عن شعوره عند اكتشاف المقبرة قائلاً: "الإحساس الذي يصاحب العثور على شيء غير متوقع هو شعور مذهل، وأصابتني الدهشة الشديدة في تلك اللحظة".

وأضاف أنه بعد اكتشاف المقبرة، لم يتمكن من التحكم في مشاعره وانفجر بالبكاء عند لقاء زوجته في الخارج.

"المقبرة تحتوي على سلم ضخم وممر كبير للغاية، ما يدل على عظمة المكان. الفريق الأثري واجه صعوبة كبيرة في إزالة الأنقاض من الممرات التي كانت مليئة بالحطام نتيجة الفيضانات، واضطروا إلى الزحف عبر ممر ضيق يبلغ طوله 10 أمتار قبل أن يصلوا إلى غرفة الدفن"، بحسب لزيرلاند.

ويضيف أن الفريق اكتشف في غرفة الدفن السقف الأزرق المزخرف وقطع من كتاب "أمدوات"، وهو نص ديني كان مخصصاً للملوك، وهو ما كان دليلاً إضافياً على أن المقبرة تعود لأحد الملوك.

ونقل موقع "بي بي سي" عن ليزرلاند قوله إن المفاجأة كانت أن المقبرة فارغة تماماً، ما يؤكد أن محتوياتها قد تم نقلها إلى مكان آخر في العصور القديمة بعد أن غمرتها الفيضانات، التي تسببت في تدميرها.

ومن خلال البحث في الحطام، عثر الفريق على قطع من أواني الألباستر المنقوشة باسم الملك تحتمس الثاني وملكة حتشبسوت، وهو ما أكد هوية صاحب المقبرة.

وعلق الدكتور ليزرلاند قائلاً: "لحسن الحظ، تم كسر بعض القطع خلال عملية النقل، وهذا ما ساعدنا في اكتشاف صاحب المقبرة"، مضيفاً أن الفريق لديه فكرة مبدئية عن مكان المقبرة الثانية، التي قد تحتوي على كنوز إضافية.