في ظل التحديات المتزايدة لتغير المناخ وتأثيره على المجتمعات المحلية، أدت الفيضانات وتقلبات الطقس إلى فرض قيود على حياة اليمنيين، سواء من حيث الأضرار التي لحقت بالأراضي الزراعية، أو الفيضانات التي أغلقت الطرقات وحالت دون القدرة على الوصول إلى المناطق والأسواق.
وترى بعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، أن تغير المناخ غيّر أسلوب حياة الناس في هذا البلد الذي يعيش في حرب فجرها الحوثيون قبل نحو 10 أعوام، مؤكدة وجوب أن تتكيف استجابة المنظمات الإغاثية مع هذه الحقائق المتغيرة.
وأكد عبد الستار إيسوييف، رئيس مكتب المنظمة في اليمن، أن إعادة بناء المنظمة لأحد الجسور في ريف محافظة إب يعتبر جزءاً من استراتيجية المنظمة الدولية للهجرة الأوسع نطاقاً لبناء القدرة على الصمود في مواجهة تزايد وتيرة الظواهر الجوية المتطرفة، بما في ذلك الفيضانات والأعاصير، والتي لها آثار مدمرة على الفئات السكانية الضعيفة.
ظواهر
ويشهد اليمن ظواهر جوية متطرفة متزايدة، حيث أثرت الفيضانات على أكثر من 1.3 مليون شخص في عام 2024، بزيادة قدرها 61 % عن العام الذي سبقه.
وغالباً ما تتسبب هذه الفيضانات في دمار واسع النطاق للبنية التحتية والمنازل والطرق وشبكات المياه، وتقوض أيضاً الأمن الغذائي وسبل العيش، ومن خلال بناء هذا الجسر المقاوم لتغير المناخ، ستتم معالجة هذه الهشاشة بشكل مباشر، لأنه يعزز الوصول الآمن إلى الرعاية الصحية والتعليم والأسواق وموارد المياه، ومساعدة المجتمعات على التكيف مع التهديدات المناخية المتزايدة، وصمم لتحمل هطول الأمطار الغزيرة والعواصف الشديدة، ما يضمن مروراً آمناً حتى أثناء هطول الأمطار الغزيرة والفيضانات.
تحديات
ووفق المنظمة الدولية للهجرة، فإنه وقبل إعادة بناء الجسر، واجهت المجتمعات المحلية، وخاصة النساء والأطفال تحديات كبيرة في عبور المنطقة خلال موسم الأمطار، وغالباً ما وجدوا أنفسهم معزولين عن المدارس والخدمات الصحية والأسواق. وأكدت المنظمة أن بناء بنية تحتية قادرة على الصمود في وجه قوى الطبيعة أمر بالغ الأهمية لضمان استمرارية الخدمات التي يعتمد عليها الناس يومياً.
ولا يقتصر دور هذا المشروع على تحسين سلامة وتنقل النازحين والمجتمعات المضيفة فحسب، بل يُظهر أيضاً أهمية دمج التكيف مع تغير المناخ في العمل الإنساني، حيث يمثل خطوة مهمة في تحسين البنية التحتية وضمان تنقل أكثر أماناً للسكان المعرضين للخطر في المناطق المعرضة للفيضانات، وهو يعكس التزام المنظمة الدولية للهجرة الأوسع بمعالجة آثار المناخ من خلال حلول مستدامة تركز على المجتمع.