بمناسبة اليوم العالمي للطيران المدني، تبرز دولة الإمارات نموذجاً عالمياً في بناء قطاع طيران متطور، قادر على إعادة صياغة مستقبل النقل الجوي وتقديم معايير جديدة في السلامة والاستدامة والابتكار. ويأتي هذا التميز امتداداً لمسيرة من الإنجازات التي جعلت من الإمارات أحد أهم مراكز الطيران في العالم.
وقال سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني، رئيس مطارات دبي، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة، في تدوينة عبر منصة «إكس»: «في اليوم العالمي للطيران المدني، نؤكد من جديد المكانة المحورية لقطاع الطيران في تعزيز ريادة دبي ودولة الإمارات، فقد كان هذا القطاع عبر العقود بوابتنا إلى العالم، ودافعاً رئيسياً لمسيرة التنمية، ورمزاً لانفتاحنا، وجسراً يربط الحضارات ويقرب الشعوب». وأضاف: «مع كل رحلة جديدة، نجدد التزامنا بالريادة والابتكار، ونواصل الاستثمار في مستقبل صناعة الطيران، وخدمة المجتمعات، وتعزيز التواصل بين الشعوب». وتحتفي دولة الإمارات هذا العام بإنجاز استثنائي، بعد إعادة انتخابها لعضوية مجلس منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) للمرة السابعة على التوالي، وهو تأكيد جديد لثقة المجتمع الدولي بدور الإمارات الريادي في صياغة سياسات الطيران المدني عالمياً، ولريادتها في تطوير البنية التحتية وتمكين الكفاءات الوطنية وتعزيز الشراكات الدولية.
نمو متواصل
وشهدت مطارات الإمارات خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2025 حركة غير مسبوقة، حيث استقبلت 102.9 مليون مسافر بنمو 5.3% مقارنة بالفترة نفسها من 2024، ما يؤكد استدامة النمو والمكانة التنافسية العالية لمطارات الدولة بوصفها حلقة وصل رئيسية بين الشرق والغرب.
ويعتمد قطاع الطيران الإماراتي اليوم على منظومة مطارات تعد من الأكثر تطوراً على مستوى العالم، حيث تستند إلى استثمارات ضخمة في التوسعة والتحديث المستمر لمنشآتها. وتشمل هذه الجهود تطوير صالات حديثة تستوعب ملايين المسافرين سنوياً، وإدخال أنظمة تشغيل متقدمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لإدارة حركة المسافرين والعمليات الأرضية بكفاءة عالية. كما يجري العمل على تعزيز قدرات الشحن الجوي من خلال منشآت متخصصة مجهزة بأحدث تقنيات المناولة والتخزين، بما يضمن مرونة في تلبية متطلبات النمو المتسارع في التجارة العالمية. وتسهم هذه البنية المتطورة في ترسيخ مكانة الدولة وجهة مفضلة لشركات الطيران العالمية، وبيئة نموذجية لتجربة سفر متكاملة وآمنة.
تحول رقمي
ويشهد قطاع الطيران الإماراتي تحولاً رقمياً واسعاً من خلال تبني أنظمة رقمية متقدمة تعيد صياغة مفهوم إدارة المطارات والخدمات الجوية، وتشمل هذه التقنيات استخدام حلول ذكية للتنبؤ بحركة المسافرين، وأدوات تحليل بيانات لدعم اتخاذ القرار، إضافة إلى أنظمة متطورة لأمن الطيران وإدارة الأمتعة. ويسهم هذا التحول في رفع كفاءة التشغيل، وتقليل زمن الانتظار، وتعزيز مستوى السلامة، ما يجعل مطارات الدولة في طليعة المطارات العالمية التي توظف التكنولوجيا لتعزيز تجربة السفر وتحقيق أعلى مستويات الكفاءة التشغيلية.
تطور المنظومة
وتتابع الإمارات تعزيز حضورها ضمن منظومة الطيران الدولية من خلال دعم المبادرات الهادفة إلى تطوير المعايير التشغيلية ورفع مستويات السلامة والانبعاثات المنخفضة، كما تعمل الدولة على الاستثمار في برامج البحث والتطوير المرتبطة بتقنيات الطيران المستدام، بما في ذلك الوقود المستدام للطائرات وأنظمة الطيران منخفضة الانبعاثات. وقد أسهم موقعها الجغرافي الحيوي في تحويلها إلى مركز عالمي للربط بين القارات، ما يسهل تدفق المسافرين والبضائع عبر ممرات جوية محورية. وإلى جانب ذلك، تلعب الإمارات دوراً فاعلاً في تعزيز تكامل قطاع الطيران مع القطاعات الاقتصادية الأخرى، مثل السياحة والخدمات اللوجستية، وهو ما يجعلها عنصراً أساسياً في دعم نمو الاقتصاد العالمي وتطوير مستقبل الصناعة الجوية.

