في حين يبدو الأكل دون شعور بالجوع تصرفا عاديا للكثيرين، فإن خبراء التغذية يحذرون من تأثيراته الصحية المتعددة على الجسم والعقل، من السينما إلى السهر مع الأصدقاء، كثيرون يجدون أنفسهم يتناولون الطعام لمجرد الرغبة أو التسلية، دون الحاجة الفعلية لذلك.
كيف يتعرف الجسم على الجوع؟
جسم الإنسان يرسل إشارات الجوع والشبع عبر هرمونين رئيسيين هما، غريلين الذي يحفز الشهية، وليبتين الذي يرسل إشارة الشبع للدماغ. لكن بعض الأشخاص قد يطورون مقاومة للّبتين، مما يجعلهم أكثر عرضة لتناول الطعام دون شعور بالجوع، وفقا لموقع starsinsider.
ويُعد هرمون الليبتين (Leptin) من الهرمونات البروتينية المهمة التي تُفرَز بشكل رئيسي من الخلايا الدهنية في الجسم. يُعرف هذا الهرمون باسم "هرمون الشبع" نظرا لدوره الأساسي في تنظيم الشهية والتحكم بتوازن الطاقة.
عند ارتفاع مخزون الدهون في الجسم، تزداد مستويات الليبتين في الدم، فيرسل إشارات إلى الدماغ مفادها أن الجسم حصل على كفايته من الطاقة، مما يؤدي إلى تقليل الإحساس بالجوع وزيادة معدل حرق السعرات الحرارية.
تأثيرات على مستويات السكر والوزن
تناول الطعام دون حاجة فعلية، خصوصا الأطعمة المعالجة والغنية بالسكر والدهون، يؤدي إلى ارتفاع مفاجئ في السكر ثم انخفاضه، ما قد يسبب التعب والخمول، ويزيد على المدى الطويل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. كما يؤدي تناول السعرات الزائدة إلى زيادة الوزن، لا سيما عند الأكل أثناء الانشغال بمشاهدة التلفاز أو الألعاب.
تأثير على الجهاز الهضمي والمزاج
الأكل دون الشعور بالجوع يقلل فعالية الهضم بنسبة تصل إلى 40%، وفقا لدراسات طبية، ويمكن أن يسبب الشعور بعدم الراحة. كما أن الأكل المفرط من الأطعمة يحفز إفراز الدوبامين في الدماغ، ما يمنح شعورا مؤقتا بالمتعة يليه عادة شعور بانخفاض المزاج.
مخاطر صحية أخرى
الوجبات الغنية بالسكر والدهون تزيد الضغط على الجسم، وتضعف امتصاص العناصر الغذائية، ما قد يضعف جهاز المناعة ويزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري. كما أن تناول وجبات خفيفة قبل النوم قد يؤثر سلبا على جودة النوم ويزيد الشعور بالنعاس خلال اليوم.
متى يكون الأكل دون جوع مفيدا؟
هناك حالات يكون فيها تناول الطعام دون شعور بالجوع ضروريا، مثل الأشخاص المصابين باضطرابات الأكل أو من يحاولون تعديل أوقات وجباتهم أثناء العمل أو عند السفر لتجاوز فرق التوقيت.
رغم أن الأكل دون شعور بالجوع أمر شائع، فإن له تأثيرات متعددة على الجسم والعقل، من اضطراب مستويات السكر والوزن، إلى مشاكل الهضم والنوم والمزاج، ما يجعل الوعي بالوقت والكمية والاختيار الغذائي أمرا ضروريا للحفاظ على الصحة العامة.
