إذا ما استمعت بإمعان إلى أي حوار دائر بين شخصين، سوف تلاحظ أنهما يستخدمان كثيراً من أنصاف الكلمات أو الهمهمات مثل «إمممم» أو «همممم» وغيرها، وهي في حد ذاتها أصوات لا تنقل أي معلومات عن فحوى الحديث.
وظل علماء اللغويات لعقود طويلة يعتقدون أن مثل هذه الأصوات هي مجرد ضوضاء بلا جدوى.. لكن، وحسب بعض علماء اللغويات، فهي تعد أكثر من مجرد «نفايات لغوية»، بل ربما تكون ضرورية لتوصيل الرسائل والمعاني في سياق الحوار، ومن الممكن أن تكون أداة مفيدة لضمان الفهم المتبادل أثناء الحديث، وهو ما يجعلها عنصراً محورياً في سياق اللغة، وقد تكون أصعب معضلة تواجهها تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تهدف إلى إتقان اللغة البشرية بكل أركانها.
ويقول الباحث مارك دينجمانس أستاذ اللغويات بجامعة رادبود الهولندية في دراسة أوردتها الدورية العلمية «Annual Review of Linguistics» المعنية بأبحاث وعلوم اللغويات: «لقد وجدنا أن تلك الهمهمات تمثل واحدة من كل سبعة ألفاظ ينطقها الإنسان في سياق حديثه، وأن البشر يتلفظون بهذه الأصوات مرة واحدة على الأقل كل 12 ثانية، وبالتالي، من الواضح أننا نحتاج إلى هذه الهمهمات في سياق التعبير اللغوي».