مِقَالِيد الْغِيُوم

إبْتِدَا الْفَجِرْ نِسْمَةْ خَوْف وَاصْبَحْ سِكِيْنِهْ..!

يَحْبِسْ أنْفَاسِهْ الطَّيْر وِيْغَرِّدْ تَحَتْهَا

مِنْ قِيُوْد السِّمَا يَطْلِقْ حِبَالْ الرِّهِيْنِهْ

لَيْن تِنْقَادْ لِهْ وِالنُّوْر يَشْرِقْ جِهَتْهَا

كِلّ مَا وَدَّعْ أطْرَافْ الظَّلامْ بْيِدَيْنِهْ

عَوِّدَتْ فِيْ طَرَفْ كَفِّهْ تِصَاعْ رْقُبَتْهَا

كَنِّهْ يْقُوْل: جِيْتِيْ فِيْ الْيِدَيْن الأمِيْنِهْ

فَتَّحَتْ لِكْ مِقَالِيْد الْغِيُوْم أرْوِقَتْهَا

إقْبِلِيْ بِالسَّحَابْ اللَّى تَحَتْ مَنْكِبَيْنِهْ

تَمْخِرْ بْرُوْقَهْ عْبَابْ الدِّجَى بِصْبَحَتْهَا

أسْتِخِيْل الْمَنَاشِيْ تَحْت طَلَّةْ جِبِيْنِهْ

وَاسْمَعْ مْن الْهُبْوب الْبَارْدِهْ تَمْتِمَتْهَا

إتْرِكْ اللَّى حِنِيْن (أُمّ الْحِوَيِّرْ) حِنِيْنِهْ

اللِّيَالِيْ تِلِفّ.. تْدُوْر.. وِشْ سَالْفَتْهَا..؟!

مِنْ شِكَى الْهَمّ صَدْرِهْ عَافَتْ النَّوْم عَيْنِهْ

لَيْلِتِهْ كِلّ مَا طَالَتْ تِطُوْل أسْئِلَتْهَا

بَثّ حِزْنِهْ وْعَزَّى الذِّكْرِيَاتْ الْحِزِيْنِهْ

فِيْ رِجَا حِلْمِهْ الْمَعْقُوْد فِيْ نَاصِيَتْهَا

وِانْ تَلاشَتْ بِهْ الأيَّامْ مَا قَالْ وَيْنِهْ

الْمِقَادِيْر مِنْ رَبِّيْ مَا تَظْلُمْ بَخَتْهَا

عِقُبْ تَلْوِيْح كَفِّهْ عِنْد سُوْر الْمِدِيْنِهْ

سَوْلِفَتْ خِطْوِتِهْ لِجْبَالْهَا وَاوْدِيَتْهَا

الطِّعُوْن الْعِمِيْقِهْ وِالْجِرُوْح الدِّفِيْنِهْ

وِالاَّ الايَّامْ تِبْقَى حَافِظَهْ ذَاكِرَتْهَا

وِدِّهْ الْقَاعْ يَمْسِكْ جَرَّةْ مْوَادِعِيْنِهْ

أطْرَبْ الْحَيّ شَاعِرْهَا وْزَفّ أُمْسِيَتْهَا

كِلّ مَا ارْتَابَتْ الْخِطْوَهْ وْصَارَتْ رِصِيْنِهْ

تِسْحَبْ أوَّلْ مِشَاوِيْر الْعِمِرْ لاخِرَتْهَا

ظَاعِنْ الدَّارْ خَوْفَهْ لَوْ عُوَاتِيْ سِنِيْنِهْ

مَرِّتِهْ مَعْ مِدَى الْعِمْر الرِّحِيْب وْمَحَتْهَا

كِلّ مَا احْتَالْ يَخْفِيْ مَا بِقَى مِنْ حَنِيْنِهْ

عَوَّدْ أوْضَحْ لِهْ مْن الشَّمْس فِيْ رَابِعَتْهَا

مِنْ يِبَيِّحْ عَلَى جِسْر الْمُوَادَعْ كِنِيْنِهْ

مَلّ مِنْ زِخْرُفْ الدِّنْيَا وْمِنْ بَهْرِجَتْهَا

لا تِقُوْلُوْن دَمْع الرَّجِلْ ذِلّ وْ غِبِيْنِهْ

الْحَيَاةْ أبْسَطْ بْوَاجِدْ مِنْ مْعَادِلَتْهَا

الْمِطَرْ مَا تَخَافْ الأرْض صَبَّةْ غِشِيْنِهْ

تَنْبِتْ الأرْض لا مِنّ السِّيُوْل جْرَحَتْهَا

فِيْه أوَادِمْ تِشُوْف الدَّمْع حَاجِهْ مِهِيْنِهْ

مِشْكِلَتْهَا مَا هِيْب تْحِسّ فِيْ مِشْكِلَتْهَا

مَيْر قِدَّامْ يِشْعَاهُمْ مِنْ الطَّيْر أنِيْنِهْ

لَيْتِهُمْ مَاخِذِيْن مْن الطِّيُوْر أفْئِدَتْهَا

إسْأَلْ اللَّى مْجَرِّبْ فَقْد أحَدْ وَالِدَيْنِهْ

تَعْرِفْ الْحَاجِهْ اللَّى وِشْ كِبُرْ مَنْزِلَتْهَا