«رجالات حول زايد وراشد».. إضاءات وإنجازات وقصص

يحفل كتاب «رجالات حول زايد وراشد»، لمؤلفه نجيب عبدالله الشامسي، الصادر أخيراً عن «المسار للدراسات الاقتصادية والنشر»، بإضاءات معمقة وموسعة، على دأب وحرص وأمانة وإنجازات المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، في مشوار التأسيس والبناء لتميز وريادة دولة الإمارات العربية المتحدة، مركزاً في هذا السياق، على أدوار وجهود وتفاني رجالات الدولة من الوزراء والمسؤولين الذين بذلوا الغالي والثمين، منذ البدايات، لأجل نجاح وتميز الإمارات، إذ أنهم، وكما يشير المؤلف، يجسدون جيلاً مخلصاً لوطنه وأبناء الوطن، حيث شاطروا القيادة الرشيدة في الطموح والرغبة في التحديث والتطوير والتأسيس لهياكل دولة عصرية.

يسلط الكتاب الضوء على قامات جليلة، من وزراء ووكلاء ومسؤولين، قدمت للوطن الكثير ولم تبخل.. لم تبخل بوقتها وجهدها وفكرها.. لم تفكر في مصالح ضيقة ولم تسع للأضواء بقدر ما كانت تبحث عن المهام الصعبة.

إذ أنها، وكما يقول المؤلف، قيادات مخلصة وأمينة تركت بصمتها العطرة وجسدت سيرة كفاح ورحلة نجاح، حيث لم تعرف اليأس يوم أن كانت ذات اليد قليلة، ولم تعرف الغرور يوم أن أضحت نسائم النجاح عليلة.. في جعبة كل واحد من هؤلاء آلاف الذكريات، وفي كلماتهم آلاف العبر، ساهمت هذه القيادات في تأسيس وبناء دولة قاعدتها العدل ورؤيتها التنمية ومستقبلها التطور والازدهار، وطموحها الشموخ والعزة، واجهت كل عقبات التأسيس وتحديات البناء لدولة قوامها الإنسان المؤمن بربه والمنتمي لوطنه.. وكانت سعادتها في تحقيق إنجاز تسعد بها قيادة ساهرة وظفت كل الدعم والمساندة لهؤلاء الرجال المخلصين حينما لمست فيهم الصدق في الفكر والجد في العمل من أجل وطن العز والشموخ، وشعب يريد التنمية والاستقرار والحياة الكريمة لتصبح هذه القيادات منارات للعطاء وقناديل لجيل اليوم من المسؤولين، فلهم منا كل التقدير والاحترام، ولهم منا كل الدعاء بموفور الصحة والعافية والعمر المديد لمن يعيش بيننا، والدعاء بالرحمة وأن يسكنهم فسيح الجنات لمن رحل عنا جسداً وظلت ذكراه تعطر وطننا بعبق الوفاء والإخلاص والتضحية.

ويوضح الكتاب أن هؤلاء الرجال، أسسوا منصة البناء الأولى وقاعدتها الأساسية في ظل رؤية زايد وراشد، في دولة العزة والكرامة بعد زمن طويل من المعاناة والظروف القاهرة، مسهمين في ترسيخ دعائم التنمية والازدهار والاستقرار.

ويقول المؤلف بمقدمة كتابه: إنه جيل من الوزراء والمسؤولين آمن بمفردات رسالته السامية، واجتهد من أجلها، وتفانى من أجل ترجمة طموحات قيادة الوطن، وتحقيق آمالها، آمن بأن من أجل شعبه ووطنه يهون كل غالٍ ونفيس، لم يتبرم من الظروف المعيشية التي كابدها وهو في مرحلة من تاريخ حياته.. جيل من المؤسسين قد فتح قلبه وعقله ليسمع آراء وصوت أبناء شعبه فأصبح يشاطرهم الرأي والفكر والمشورة في كل ما من شأنه إصلاح شؤونهم وتنمية مجتمعهم والذود عن وطنهم، فسار على درب قيادته التي أعطت شعبها بسخاء ودون حساب، ومدت يدها للجميع بقلب سام وعظيم، ارتقت من خلاله على كل الصغائر والمصالح الآنية، قيادة أحبت شعبها واقتربت منه فكان من الطبيعي أن يبادلها أبناء الوطن هذا الشعور.

ويوضح الشامسي أهمية حكمة وحنكة القائدين المؤسسين، في الغلب على التحديات، لافتاً إلى تميز جهود وإنجازات قادة الدولة الكرام الذين حملوا الراية بعدهما. كما يبين أهمية جهود الوزراء والمسؤولين في ترجمة رؤية القيادة.

ويشير الشامسي إلى أن الرجال تبقى أعمالهم العظيمة، ومآثرهم الكبيرة خالدة حية في أفئدة وضمائر وعقول أجيال الوطن الحالية والمتعاقبة، وتبقى تلك المآثر منهاجاً يسير عليه من يخلفهم ويسير على دربهم من أجل المحافظة على مكتسبات الوطن ومنجزاته التي تحققت في عهد السلف الصالح من الرجال.

ويقول الشامسي: الحمدلله الذي أنعم علينا بهذا الوطن بقيادة آمنت بأن الإنسان الإماراتي هو محور التنمية وأساسها وهدفها، والحمدلله أن قيادتنا الحالية تسير على نهج المؤسسين وتؤمن بثوابت وضعها الجيل المؤسس.

وتتمثل أبواب الكتاب بالتالي: الباب الأول: قيام الدولة ومؤسسوها، الباب الثاني: رجال صنعوا للوطن، الباب الثالث: الإمارات العربية ومشاريع التنمية الشاملة، الباب الرابع: بناء الإنسان وتحصين وعيه، الخاتمة.