انطلقت أول من أمس فعاليات «الليالي التراثية» في ساحة السوق بالشارقة، حيث تماهت الأضواء مع إيقاعات الفلكلور الأصيل، في مشهد يعكس الهوية الثقافية العريقة للإمارات.
وتأتي هذه الفعالية ضمن جهود معهد الشارقة للتراث الرامية إلى صون التراث الثقافي غير المادي وتعزيز الوعي المجتمعي بأهميته، إذ تقدم «الليالي التراثية» وتستمر حتى 23 مارس الجاري، تجربة ثرية تجمع بين الفنون الشعبية، والحرف التقليدية، والمأكولات التراثية، والعروض الأدائية التي تحاكي ملامح الحياة الإماراتية القديمة خلال ليالي رمضان.
هوية
وأكد الدكتور عبدالعزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، أن «الليالي التراثي» تأتي تجسيداً لرؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في الحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز حضوره في وجدان المجتمع، مشيراً إلى أن هذا الحدث يعكس التزام الشارقة الراسخ بحماية الموروث الثقافي وصونه ونقله للأجيال القادمة بأسلوب يجمع بين الأصالة والتجديد.
وقال الدكتور عبدالعزيز المسلم: لقد علّمنا صاحب السمو حاكم الشارقة أن التراث ليس مجرد ماضٍ يُحكى، بل هو هوية حيّة تتجدد بتجدد الأجيال، وهو الجسر الذي يربطنا بجذورنا، ويشكّل حاضرنا ويستشرف مستقبلنا. ومن هذا المنطلق، تأتي فعالية «الليالي التراثية» لتعزز هذا الارتباط، عبر إحياء العادات والتقاليد الأصيلة في أجواء رمضانية تعبق بعبق الماضي وتألق الحاضر.
وأضاف أن هذه الفعالية تمثل مساحة نابضة بالحياة للتفاعل مع عناصر التراث، حيث يلتقي الحكواتيون والحرفيون والفنانون والباحثون في مكان واحد، ليحكوا قصة الإمارات بلسان التاريخ وأصالة التراث، مؤكداً أن هذا الحدث لا يعكس فقط هوية الشارقة الثقافية، بل يعزز مكانتها كمنارة للحضارة والتراث الإنساني على المستويين الإقليمي والعالمي.
أنشطة
وتشمل الفعالية العديد من الأنشطة المميزة التي تعكس زخم التراث الثقافي الغني، حيث تحتضن قرية الحكايات عروض الحكواتي عبدالناصر التميمي ومسرح العرائس، لتعيد إحياء فن الرواية الشفوية التي لطالما كانت جزءاً من الموروث الشعبي. أما قرية الأطفال، فتقدم للصغار مجموعة من الأنشطة الترفيهية والتعليمية التي تعزز ارتباطهم بالتراث من خلال تجربة تفاعلية ممتعة.
أجواء
وفي أجواء تنبض بأصالة الماضي، يتيح ركن الألعاب الشعبية للزوار فرصة استكشاف الألعاب التقليدية التي شكلت جزءاً من حياة الأجداد، بينما تجمع مسابقات المطبخ الرمضاني بين عشاق الطهي في أجواء تنافسية مفعمة بالحيوية. ويشهد الحدث مشاركة فاعلة من جمعية الناشرين، التي تتيح للزوار فرصة الاطلاع على الإصدارات الثقافية المتنوعة، إلى جانب بساط الكتب.