«آرت دبي» 2025 .. شراكات جديدة ترتقي بالمشهد الإبداعي

 «آرت دبي» مساحة إبداعية بطبيعة عالمية
«آرت دبي» مساحة إبداعية بطبيعة عالمية
 تجربة فنية فريدة يحظى بها زوار المعرض
تجربة فنية فريدة يحظى بها زوار المعرض

تُقام نسخة عام 2025 من معرض «آرت دبي» من 18 إلى 20 أبريل، وتستعرض أعمالاً متنوعة لفنانين موهوبين من مختلف أنحاء منطقة الشرق الأوسط ووسط وجنوب آسيا وأفريقيا، وتسلط الضوء على إبداعات فناني القرن العشرين المعاصرين الذين رسموا المشهد الفني لمناطقهم، وتركوا بصمتهم الخاصة على خارطة الثقافة العالمية.

«البيان» التقت بينيديتا غيون - المديرة التنفيذية لـ«آرت دبي» للحديث عن جديد نسخة هذا العام، في هذا الحوار.

ما هي أبرز الأهداف التي يسعى معرض آرت دبي إلى تحقيقها في دورته لعام 2025؟ وكيف يعكس البرنامج التزام المعرض بتطوير المشهد الثقافي المحلي والإقليمي؟

المهمة الأساسية لمعرض آرت دبي هي بناء منصة متجذّرة إقليمياً ومتصلة عالمياً، وتجسد دورة 2025 هذا التوجه بوضوح.

إذ إن 76 % من البرنامج يأتي من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا، ما يعكس استمرار التزام المعرض بتسليط الضوء على المجتمعات الإبداعية التي غالباً ما تكون غير ممثلة بشكل كافٍ على الساحة الفنية العالمية.

كما تستقبل هذه الدورة أكثر من 30 عارضاً يشاركون للمرة الأولى، ما يعكس نمو المعرض من جهة، وتزايد جاذبية دبي كمركز مهم للفنانين والمعارض من جهة أخرى.

وتضم أقسام المعرض الأربعة – آرت دبي المعاصر، آرت دبي الحديث، بوابة، وآرت دبي ديجيتال – أصواتاً إقليمية في حوار مع أسماء بارزة على الساحة الدولية. وتشهد النسخة عودة معارض كبرى مثل بيروتان، إلى جانب عدد قوي من المشاركين الجدد في السوق.

ويعالج البرنامج موضوعات معاصرة مثل الهوية والهجرة والذكاء الاصطناعي والثقافة الرقمية، مع استمرار العناصر الحية والتفاعلية في تشكيل تجربة المعرض.

كما تسهم المبادرات الممتدة على مدار العام، مثل «كامبُس آرت دبي» وبرنامج الأطفال من مجموعة أي.أر.أم القابضة، في تعزيز دور آرت دبي كمنصة ثقافية لا تقتصر على الجانب التجاري فقط، بل تساهم في رسم ملامح مستقبل المشهد الإبداعي في المنطقة.

تتضمن دورة 2025 سلسلة من الشراكات الجديدة والمشاريع الفنية التكليفية.

كيف تساهم هذه الشراكات، مثل الشراكة مع السركال أفينيو وجوليوس باير، في إثراء تجربة المعرض وتعزيز دوره الثقافي؟

تُعد الشراكات الاستراتيجية عنصراً أساسياً في دعم المعرض للمشهد الإبداعي وتكليفه المستمر للفنانين.

وتشهد هذه النسخة انطلاقة شراكة متعددة السنوات بين آرت دبي والسركال أفينيو، يتم من خلالها إنتاج أعمال أدائية لفنانين عالميين بارزين.

وفي الوقت نفسه، تعكس الشراكة المستمرة مع جوليوس باير، والتي تحتفل بمرور 10 سنوات على تواجدها في آرت دبي و20 عاماً في دبي، كيف يمكن للقطاع الخاص أن يدعم سرديات قوية تجمع بين الفن والابتكار والهوية؟ ويقدم هذا العام العمل الرقمي الكبير «اتجاهات (تمازج)» للفنان الإماراتي محمد كاظم، حيث يحوّل إحداثيات مدينة دبي إلى تجربة تركيبية غامرة تستكشف مفاهيم التلاقي والتدفق العابر للحدود والمساحات المشتركة، في تجسيد واضح لتطور المدينة ولدور آرت دبي كمحور ثقافي.

وتُظهر هذه الشراكات مسؤولية مشتركة تجاه نمو القطاع الثقافي، من خلال توفير بنية أكثر استدامة للتنمية، وإعطاء أولوية للتعليم والابتكار الرقمي والتجريب الإبداعي داخل المعرض وخارجه.

تُركز فعاليات آرت دبي 2025 على الفن الرقمي والتركيبات التفاعلية. برأيكم، كيف يواكب هذا التوجه التحولات التكنولوجية في عالم الفن، وكيف يعزز تجربة الزوار؟

يعكس قسم آرت دبي ديجيتال روح المدينة نفسها، سريعة الإيقاع، ريادية، ودائمة الابتكار. وهذا القسم، الذي يدخل عامه الرابع، لطالما كان سبّاقاً في استشراف الاتجاهات الجديدة، ونجح في ترسيخ مكانته كمنصة تعليمية وتفاعلية.

ويشهد هذا العام تركيزاً كبيراً على الذكاء الاصطناعي، الذي يهيمن على النقاشات في مختلف المجالات.

ويواكب المعرض هذا الزخم من خلال أعمال مثل «هايبرد إكسبرينس» الذي يحوّل الأحلام إلى صور يتم توليدها بالذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى تركيبات ضخمة من استوديو أووتش ومن الفنان النيويوركي المختص بفن البيانات والحركة بريكفست.

ويضم القسم لحظات غامرة وتفاعلية تجعل من المفاهيم المعقدة تجارب حسية ممتعة ومباشرة.

كما نشهد انضمام معارض دولية بارزة لهذا القسم وزيادة ملحوظة في بيع الأعمال الرقمية ضمن المعرض.

يستمر آرت دبي في دعم البحث الأكاديمي وتطوير القادة الثقافيين. ما هي البرامج والمبادرات التي ستُنفذ في هذا الإطار ضمن الدورة القادمة، وكيف تهدف إلى إعداد الجيل القادم من المبدعين والقادة؟

على المستوى الأكاديمي، يواصل قسم آرت دبي الحديث توسيع نطاقه – ويشمل هذا العام أمريكا اللاتينية لأول مرة، مع التركيز على الروابط والقضايا المشتركة بين غرب آسيا وشمال أفريقيا.

ومن أبرز ما سيتم عرضه: أعمال نادرة للفنان الفنزويلي داريو بيريز فلوريس، إلى جانب عروض مؤثرة للفنانة الفلسطينية ليلى شوا والفنان اللبناني نبيل قانصو.

كما تعزز مشاركة مجموعة الرؤية الجديدة من العراق تركيز المعرض هذا العام على التاريخ الفني غير المستكشف وروابط التضامن الفني بين المناطق.

بدعم من مجموعة مقتنيات دبي، وهي مجموعة تُبنى خصيصاً لمدينة دبي، ستُعمّق سلسلة «حوارات حديثة» في المعرض هذه الحوارات، حيث تجمع فنانين وقيّمين فنيين وباحثين للتأمل في التراث الإقليمي وتعقيدات الحداثة في مجتمعات لم تُستكشف بعد.

ويمثل هذا الجانب الأكاديمي جزءاً من التزام أوسع بتطوير قادة ثقافيين منذ سن مبكرة.

وتعكس كل هذه المبادرات التزام آرت دبي ببناء مشهد ثقافي مستقبلي يقدّر البحث والتعليم وتبادل الأفكار عبر الأجيال والحدود.

تُعتبر القمة الفكرية «منتدى الفن العالمي» وقمة آرت دبي الرقمية من المحطات البارزة في البرنامج. ما هي الموضوعات التي سيتم تناولها في هذه القمم، ولماذا تم اختيار هذه العناوين تحديداً؟

يحمل منتدى الفن العالمي تاريخاً موازياً للمعرض ذاته. ويشرف على نسخة 2025 كل من شومون بصار و«واي 7» – الثنائي البريطاني متعدد التخصصات المكوّن من هانا كوب وديكلان كولكويت. وتتمحور هذه النسخة حول فكرة «ذا نيو نيو نورمال».

وسيستكشف البرنامج تحولات واسعة، في الحوسبة الكمومية والذكاء الاصطناعي والاقتصاد القائم على الألعاب والجغرافيا السياسية الثقافية وصناعة الجمال والرفاهية وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي المستمر على حياتنا الشخصية والسياسية.

أما قمة آرت دبي الرقمية، التي يشرف عليها غونزالو هيرّيرو ديليكادو، فتجمع أصواتاً رائدة من العالم والمنطقة لمناقشة تطورات الثقافة الرقمية ودور دبي كمركز عالمي للابتكار.

بالنظر إلى الشراكات الرفيعة التي تجمع آرت دبي مع جهات مثل جوليوس باير و«بياجيه» و«دبي للثقافة»، كيف تسهم هذه الشراكات في دعم المعرض وتعزيز استدامته وتأثيره في الساحة الفنية؟

تعكس شراكاتنا إعادة تفكير أوسع في الدور المؤسسي الذي يمكن أن يلعبه معرضاً فنياً، ما يساعد على بناء ودعم النظم البيئية الثقافية المحلية بطرق هادفة وطويلة الأمد.

ويجسد تعاون آرت دبي، الذي استمر لعشر سنوات مع جوليوس باير، كيف يمكن للشراكات المستدامة أن تؤدي إلى نماذج تكليف جديدة وبرامج ثقافية مبتكرة وعالية التأثير.

والأهم من ذلك، أن هذه الشراكات تُتيح للمعرض تقديم برامج تمتد على مدار العام، ما يفتح آفاقاً مستدامة للفنانين خارج أوقات المعرض.