شاركت مؤسسة الغدير للحِرف الإماراتية في فعاليات مهرجان الصداقة الإماراتي - الصيني، الذي تنظمه سفارة الدولة في بكين، وذلك في إطار الاحتفال بالذكرى الأربعين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين دولة الإمارات وجمهورية الصين الشعبية.
وتجسد مشاركة المؤسسة حرص الدولة على مد جسور التواصل الثقافي مع الصين، حيث أتاحت للزوار الفرصة للاستكشاف والتعرف على الموروث الإماراتي العريق من خلال نماذج متنوعة من الحرف اليدوية التي تجمع بين أصالة الماضي وروح الحاضر.
وشملت المعروضات تشكيلة من الحرف اليدوية الإماراتية التقليدية، بما في ذلك السدو والتلي والخوص وغيرها من الفنون التي تتناقلها الأجيال، ما عكس غنى التراث الحرفي الإماراتي وقدرته على التجدد والاستمرار.
ولقيت منتجات الغدير إقبالاً واستحساناً كبيرين من الجمهور الصيني، الذي أشاد بالتناغم الفريد بين الأصالة والمعاصرة في التصاميم المعروضة، مؤكداً أن هذا التبادل الثقافي يعزز أواصر الصداقة والتفاهم بين الشعبين.
مشروع
يذكر أن مشروع الغدير للحرف الإماراتية، الذي تأسس عام 2006 برعاية كريمة من حرم سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل حاكم أبوظبي في منطقة الظفرة، رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، سمو الشيخة شمسة بنت حمدان بن محمد آل نهيان، مساعد سمو رئيس الهيئة للشؤون النسائية هو مشروع غير ربحي يهدف إلى تمكين المرأة وتعزيز الاستدامة الاقتصادية في المجتمع المحلي من خلال الحفاظ على الحرف الإماراتية التقليدية وتطويرها.
ويعد المشروع من أشمل المبادرات في دولة الإمارات لتمكين المرأة، حيث نجح في تدريب وتأهيل أكثر من 340 حرفية، مما أسهم في الحفاظ على التراث الثقافي الإماراتي وتعزيز الاستقلال الاقتصادي للمشاركات فيه.
معرض فني
من جهة أخرى نظمت سفارة دولة الإمارات لدى بكين، بالتعاون مع الأكاديمية المركزية للفنون الجميلة، معرضاً فنياً مشتركاً تحت عنوان «الإبداع والبحث للفنانين الشباب»، وذلك ضمن فعاليات مهرجان الصداقة الإماراتي - الصيني.
وتضمن المعرض، الذي شهد حضوراً جماهيرياً لافتاً، ثلاثة أقسام رئيسية هي «الشباب في الفن»، و«التعلم المتبادل بين الحضارات»، و«صور الوطن»، حيث عرضت فيه أعمالاً فنية متميزة لمواهب شابة من البلدين.
وأكد محمد الاستاد الحمادي، نائب رئيس جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، أن المعرض يمثل جسراً ثقافياً مهماً يعزز التواصل بين البلدين في مجالات الفنون التشكيلية والحرف اليدوية، مشيراً إلى الاهتمام الكبير الذي أبداه الزوار الصينيون بالحرف الإماراتية التقليدية والمنسوجات والعطور والصناعات المحلية.
من جهته، أوضح لين ماو، رئيس الأكاديمية المركزية للفنون الجميلة، أن المعرض يسلط الضوء على التحولات الإبداعية والتطور الديناميكي في الفن المعاصر، ويستكشف الاتجاهات الحديثة في سياق الثقافة العالمية.
ويعد المعرض منصة حيوية لتعزيز أواصر الصداقة بين الفنانين الإماراتيين والصينيين، ويعكس عمق التبادل الثقافي والروح المعاصرة للبلدين.