متخصصون في أدب الطفل: الكاتب شريك في التربية

محمد المعمري ومحمد الشاعر وآرتي خاتو أني بهاتيا وشرارة العلي خلال الجلسة
محمد المعمري ومحمد الشاعر وآرتي خاتو أني بهاتيا وشرارة العلي خلال الجلسة

أكد عدد من الكُتّاب المتخصصين في أدب الطفل أن الكتابة للأطفال تتطلب من الكاتب أن يكون موجهاً ومربياً وقادراً على التفاعل مع عالم الطفولة بلغة قريبة وبيئة مفهومة للطفل. وبيّنوا أن الأدب يمكن أن يكون أداة فاعلة لمساندة الأسرة، خصوصاً في مواجهة التحديات التي يصعب على الأهل توضيحها للأطفال.

وأشاروا إلى أهمية توظيف القصص الكلاسيكية والتي كان يرويها الأجداد في غرس القيم، وبناء الوعي، وتعزيز التماسك الأسري؛ لما تحمله من ثراء معرفي وتجارب إنسانية، يمكن تحويلها إلى حكايات معاصرة تواكب تطورات العصر وتُعيد إحياء الروابط العائلية من خلال سرد المواقف اليومية وتقاسم اللحظات.

جاء ذلك في جلسة حوارية بعنوان: «الاحتفاء بقوة الروابط الأسرية»، ضمن البرنامج الثقافي لمهرجان الشارقة القرائي للطفل في دورته السادسة عشرة، وشارك فيها كل من الدكتور محمد المعمري، والكاتب محمد الشاعر، والكاتبة آرتي خاتو أني بهاتيا، وأدارتها شرارة العلي.

وأكد الدكتور محمد المعمري أن التماسك الأسري لا يتحقق إلا من خلال اعتماد أفراد الأسرة على بعضهم البعض في مختلف المواقف، مشيراً إلى أن التواصل الدائم، والاطمئنان المتبادل، والاستجابة لنداء الحاجة، هي أسس جوهرية تضمن بناء أسر مترابطة. وأضاف أن الأطفال الذين ينشؤون في بيئات أسرية مستقرة ومتواصلة، هم الأقدر مستقبلاً على تأسيس أسر قوية قادرة على الاستمرار والتماسك.

وأشار المعمري إلى أن الكتابة للأطفال تُعد من أصعب أنواع الكتابة، فهي تتطلب من الكاتب أن يكون في موقع المربي والمعلم والمسؤول في آن واحد، وأن يغوص في عالم الطفولة وبيئتها ولغتها الخاصة. ولفت إلى أن بعض المفردات أو الأساليب التي تبدو مألوفة في ثقافة معينة قد تكون غير مناسبة في ثقافات أخرى، ما يحمّل كاتب الطفل مسؤولية مزدوجة في اختيار لغته بدقة، والاستفادة من التغذية الراجعة لفهم ما يريده الأطفال وما نطمح لتقديمه لهم.

من جهته، أوضح الكاتب محمد الشاعر أن من أكثر المواضيع التي يحب تناولها في أدب الطفل هي تلك التي تتعلق بالعلاقات داخل الأسرة، مشيراً إلى أن الطفل بحاجة دائمة لفهم كيفية التعامل مع والديه وإخوته، ومع ما يطرأ من ظروف حياتية داخل البيت. ولفت إلى أن كثيراً من التحديات الأسرية يصعب على الأهل شرحها للأطفال أو توضيحها بشكل مباشر، وهنا تبرز أهمية الكاتب الذي يُفترض أن يكون صوتاً مسانداً للأسرة، يغرس في الطفل الوعي والإدراك من خلال قصص قريبة من بيئته وواقعه.

وأكد أن القصص العالمية لعبت دوراً كبيراً في ترسيخ القيم والمفاهيم الأخلاقية لدى الأجيال.

بدورها، شدّدت آرتي خاتو أني بهاتيا على أهمية إعادة إحياء تقاليد السرد القصصي داخل الأسرة، مؤكدة أن القصص الكلاسيكية التي كان يرويها الأجداد تحمل في طياتها ثراءً معرفياً وتلقائية إنسانية عميقة، تجعل منها مصدر إلهام لا ينضب لقصص معاصرة تصلح للأطفال اليوم.