في الدراما، لا يقتصر الإبداع على تقديم حكاية جديدة، وإنما يمتد إلى طريقة سردها، وأسلوب تناولها، والروح التي تبث فيها الحياة على الشاشة، وهو ما يتجلى في المسلسل الاجتماعي الكوميدي «باب السين»، الذي أنتجته «استوديوهات دبي» التابعة لمؤسسة دبي للإعلام، بالتعاون مع شركة «فور برودكشن» (4 Production)، ويعرضه تلفزيون دبي خلال شهر رمضان المبارك، وفيه تعود المخرجة الإماراتية نهلة الفهد إلى الواجهة مجدداً، بعد نجاح تجربتها «منت رايق» التي قدمتها خلال رمضان الماضي، حيث اعتادت الفهد تقديم أعمال درامية تحمل بصمة خاصة، من بينها «باب السين» الذي يجمع بين الكوميديا والدراما الاجتماعية، وتتعاون فيه مع الكاتبة مريم القلاف والكاتبة مريم نصير، حيث يستعرض العمل حكاية جديدة تتناول العلاقات الأسرية من زوايا مختلفة، لتعكس التحولات التي يمر بها المجتمع، بأسلوب خفيف وقريب من المشاهد.
وفي حديثها، عبّرت نهلة الفهد عن سعادتها بالدعم الذي توليه مؤسسة دبي للإعلام للدراما، قائلة إنه يمثل حافزاً كبيراً لها، مشيرة إلى أن ما يميز «باب السين» تقديمه مجموعة من القضايا المجتمعية بطريقة مختلفة، حيث تحمل كل حلقة مضموناً مختلفاً، لافتة إلى أنها شعرت بانسجام سريع مع الكاتبتين مريم القلاف ومريم نصير.
حدثينا أكثر عن تجربتك في مسلسل «باب السين».
يتميز مسلسل «باب السين» بفكرة جديدة ومختلفة، حيث يتناول قصة 4 إخوة كانوا متفرقين لفترة طويلة من الزمن، ثم يجتمعون مجدداً بناءً على وصية والدهم، وتدور الأحداث في إطار اجتماعي كوميدي خفيف، وتتخللها العديد من المفارقات والمواقف بين الإخوة سعود وسلمى وسامي وسندس، حيث نتابع تطورات قصصهم الشخصية. وما أعجبني في هذا العمل هو اختلاف طريقة الطرح مقارنة مع الأعمال السابقة التي تناولت قضايا الأسرة، وهو ما جعلني أتحمس للمشاركة في هذا العمل الذي أرى أنه يحمل مضموناً مميزاً يضيف شيئاً جديداً للمشهد الدرامي.
يتناول المسلسل العديد من القضايا الاجتماعية في إطار كوميدي، لماذا اخترتِ هذا الأسلوب؟
أكثر ما جذبني في هذا العمل أنه يحمل مضمونًا جديدًا ومختلفًا، حيث يتناول العديد من القضايا الاجتماعية في سياق عائلي، ولكن بطريقة أقرب إلى الواقع. وتتميز القصة بكونها تعكس العديد من الظواهر التي نعيشها اليوم، مثل تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال وترابط الأسرة، بالإضافة إلى مواضيع أخرى مثل الزواج، والعمل، والاختلافات في بيئة العمل. ما يميز «باب السين» أنه يقدم هذه القضايا بشكل متنوع، بحيث لا تتشابه الحلقات، وكل واحدة تحمل مضمونًا مختلفًا، مما يضفي تنوعًا ممتعًا على المسلسل، خاصةً أنه يعرض بأسلوب كوميدي خفيف يحبه الجمهور.
كيف تصفين علاقتك بالكاتبة مريم القلاف والكاتبة مريم نصير؟
شعرت بانسجام سريع مع الكاتبة مريم القلاف والكاتبة مريم نصير، وقد يكون ذلك نتيجة حبي لأسلوب المرأة في الكتابة، وهذا لا يعني أنني لا أحب أسلوب الرجال، ولكني ألاحظ دائمًا أن للمرأة حسًا مختلفًا في الطرح، ما يجعلني أشعر بانسجام كبير مع هذا الأسلوب، وهو ما ساهم في حدوث توافق سريع بيننا، حيث كنا طوال الوقت نتناقش حول تفاصيل العمل، وكان التعاون بيننا سلسًا وممتعًا. وما يعجبني في الكاتبتين أنهما تتمتعان برؤية متجددة وأفكار متنوعة تختلف عن الأعمال السابقة التي قدمتها، وهذا ما كنت أبحث عنه، وأتمنى أن ينال إعجاب الجمهور هذا العام.
كيف تعاملتِ مع النص من الناحية الإخراجية؟ وما الرؤية الإخراجية الجديدة التي تقدمينها في العمل؟
كل عمل جديد بالنسبة لي يمثل تجربة مختلفة، ولذلك أحرص دائماً على التعامل مع الشخصيات وكأنني أتعامل معها للمرة الأولى، وأحب أن تظهر بشكل جديد أمام الجمهور. وفي هذا العمل، تعاونت مع مدير التصوير طارق حمودة، وفريق متميز من إدارة الإنتاج والإخراج، وتمكنّا من تقديم رؤية مختلفة تخدم النص بشكل أفضل، كما عملت عن كثب مع الكاتبتين لتوزيع المشاهد في أماكن متنوعة، ما أضفى بعداً بصرياً جديداً على العمل، وأحرص على تقديم الأسلوب البسيط والممتع للمشاهد دون تعقيد أو إطالة في المشاهد، وهذه الاستراتيجية أتبنّاها منذ زمن طويل لضمان تجربة مشاهدة ممتعة وسلسة.
كيف تم اختيار أبطال العمل؟
تم اختيار أبطال العمل بعد اجتماعات ونقاشات عدة مع المنتج المنفذ يوسف الغيث. وهناك بعض الأسماء التي تعاونت معها سابقاً، لكن في هذا العام، تمت إضافة مجموعة جديدة إلى مسلسل «باب السين»، وهو ما أضفى على التجربة طابعاً مميزاً. من بين النجوم الذين انضموا إلينا هذا الموسم الفنان القدير علي السبع من المملكة العربية السعودية، والفنانة نجلاء عبدالله، والطفلة ريتال جاسم، بالإضافة إلى مجموعة من الأسماء البارزة، مثل: عبدالعزيز النصار، وشيماء سليمان، وسعود بوشهري، وأمل محمد، وزينب كرم، وأحمد النجار الذي أتعامل معه للمرة الأولى.
يعرض المسلسل على قنوات «دبي للإعلام»، كيف تصفين الدعم الذي توجهه المؤسسة للدراما المحلية والخليجية؟
حظي عملي السابق «منت رايق» بدعم كبير وهو من إنتاج استوديوهات دبي، وقد لاقى صدى إيجابياً واسعاً. وهذا العام، يأتي مسلسل «باب السين» أيضاً من إنتاج استوديوهات دبي، وأنا سعيدة جداً بما تقدمه المؤسسة من دعم للدراما، وأرى فيه حافزاً كبيراً لي كمخرجة إماراتية، لقد كان التعاون مع إدارة مؤسسة دبي للإعلام سلساً جداً، لا سيما وأنها دائماً تشجع الأعمال المميزة وتحرص على إبرازها بأفضل صورة. وهو ما يعزز انتشار الأعمال الإماراتية والخليجية، ويضعها في مكانة بارزة على الخارطة الدرامية.