الجداريات الفنية.. لغة بصرية ملهمة تبرز جاذبية دبي

جدارية «الاندماج» أبدعها الفنان الجزائري أحمد عيطوش في حديقة ند الشبا
جدارية «الاندماج» أبدعها الفنان الجزائري أحمد عيطوش في حديقة ند الشبا
 شفى غدار والجدارية الجصية
شفى غدار والجدارية الجصية
 غصن جبران مع جدارية «المد»
غصن جبران مع جدارية «المد»

يعد الفن في الأماكن العامة جزءاً من منظومة الفنون التي تحتضنها دبي، حيث تواصل الإمارة من خلال مشاريعها المتنوعة إبراز جاذبيتها، وحيوية مشهدها الفني الذي يتميز بتنوع تجاربه الاستثنائية، وما تمتلكه الإمارة من أعمال وتركيبات وجداريات فنية ملهمة تسهم في تعزيز قوة استراتيجية الفن في الأماكن العامة، الهادفة إلى تحويل دبي إلى معرض فني مفتوح ومتاح للجميع، بما يتماشى مع خطة «دبي الحضرية 2040» الرامية إلى تحقيق تنمية عمرانية مستدامة في دبي.

وتسعى هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة» من خلال مجموعة الجداريات التي تنفذها في جميع أنحاء دبي، إلى دعم المبدعين وأصحاب المواهب، وتحفيز روح الابتكار لديهم، وتمكينهم من المساهمة في تحويل أحياء دبي وميادينها العامة ومناطقها المختلفة، إلى وجهات سياحية وثقافية ملهمة.

وخلال الفترة الماضية، نجحت الهيئة في إنجاز تشكيلة متنوعة ومختارة من الجداريات الفنية، ومن أبرزها «الجدارية الجصية» التي تزين واجهة مكتبة الصفا للفنون والتصميم، وقد استلهمتها الفنانة اللبنانية شفى غدار من تراث دبي، وتتميز هذه الجداريات بقدرتها على إبراز تنوع الإمارة وحيويتها، حيث تعيد الجدارية تخيل التصميم المعماري القديم لمبنى المكتبة، وتبرز جماليات ودقة الزخرفة الإسلامية التي كانت جزءاً من مكتبة الصفا.

في المقابل، استلهم الفنان الأرجنتيني المقيم في الإمارات غصن جبران «سانكتوم» تفاصيل جدارية «المد» التي نفذها في حديقة أم سقيم من حركة الأمواج وطاقة المياه وتلامسها مع الرمال، ليعكس بذلك طبيعة العلاقة التي تجمع دبي بالبحر، وتتكون الجدارية من لوحة رباعية ضخمة، استخدم فيها «سانكتوم» ألوان الأخضر والأزرق والفيروزي، معبراً من خلالها عن الرابطة التي تجمع الماء والتربة، في حين تتألف جدارية «الاندماج» التي أبدعها الفنان الجزائري المقيم في الإمارات أحمد أمين عيطوش «سنيك هوتيب» في حديقة ند الشبا، من ثلاثة أسطح ونفذها بطريقة احترافية لتبدو قطعة واحدة، في حين تبدو جدارية «مثال» التي نفذها أيضاً «سنيك هوتيب» في حديقة «أبوهيل» بمنزلة خطاب صامت لكل من يحاول أن يكون نسخة أفضل من نفسه كل يوم.

ومن الجداريات البارزة التي شكلت نقطة تحول في مسيرة تطور «القوز الإبداعية» من منطقة صناعية إلى وجهة ثقافية نابضة بالحياة، جدارية «متحد» التي أنجزها قبل خمس سنوات كل من: فنان الخط العربي التونسي كريم جباري، والمصممة الأمريكية جيمي براون، في عمل تعاوني دائم يعد من أوائل الأعمال الفنية العامة التي شهدتها المنطقة.

واستُلهمت الجدارية من كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لتجسد كيف يمكن للفن أن يتجاوز حواجز اللغة والخلفيات الثقافية، ويجمع الناس تحت مظلة مشتركة من الجمال والتعبير.

وخلال مهرجان سكة للفنون والتصميم، المبادرة التي تندرج ضمن استراتيجية جودة الحياة في دبي، تحرص الهيئة سنوياً على تقديم تشكيلة مميزة من الجداريات الملهمة، التي تشكل منصة للفنانين للتعبير عن رؤاهم ووجهات نظرهم المختلفة.

وكانت النسخة الـ13 من المهرجان، التي عُقدت في فبراير الماضي في حي الشندغة التاريخي، قد شهدت عرض 13 جدارية تميزت بتنوع أساليبها الفنية، وأفكارها المبتكرة.

وتعد الجداريات من أبرز عناصر التعبير البصري في المشهد الثقافي المعاصر لدبي، إذ تجمع بين الأزمنة ووجهات النظر المختلفة، وتعزز الروابط بين أفراد المجتمع.

ومع مواصلة «دبي للثقافة» جهودها في تفعيل الفنون في الأماكن العامة، بدعم من المبادرات الحكومية ذات الصلة، تسهم الأحياء والمناطق الجديدة بالإمارة في توفير مساحات ملهمة تتيح للفنانين استكشاف رؤاهم.