ويأتي البرنامج ضمن «منحة دبي الثقافية»، المبادرة التي تندرج تحت مظلة استراتيجية جودة الحياة في دبي، في سياق التزامات «دبي للثقافة» وأولوياتها القطاعية الرامية إلى فتح الآفاق أمام المبدعين وتوفير بيئة قادرة على دعمهم وصقل مهاراتهم وإثراء خبراتهم.
وقالت: «يسهم البرنامج في فتح آفاق جديدة أمام المبدعين، ويتيح لهم فرصاً عديدة للتفاعل مع التجارب الفنية العالمية، وخبرات الأكاديميين والمتخصصين والاستفادة منها في استكشاف توجهات القطاع الفني عالمياً، ما ينعكس إيجاباً على أساليبهم التعبيرية التي تبرز أصالة التراث والثقافة المحلية وتقديمهما بطريقة مبتكرة، ويعزز مساهماتهم في إثراء الحراك الفني ودعم قوة الصناعات الثقافية والإبداعية، وتحقيق تطلعات دبي ورؤاها الطموحة الهادفة إلى ترسيخ بصمتها الثقافية على الخريطة العالمية»، وأشادت السويدي بما قدمه البرنامج للفنانين من أفكار خلاقة تسهم في تنمية قدراتهم، مشيرة في الوقت نفسه إلى أنه يعكس جهود الهيئة في رعاية أصحاب الكفاءات المميزة واحتضانهم، وتحفيزهم على مواصلة مسيرتهم المهنية.
كما شاركوا في جلسة حوارية مع المعماري سو فوجیموتو، صاحب الرؤية وراء تصميم «The Grand Ring»، الحلقة الكبرى الخشبية لمعرض إكسبو 2025 في أوساكا.
وخلال الجولة التقى أعضاء الوفد مع یایُوي كوماتسو، مدير المتحف الوطني للفن الحديث بطوكيو، وزاروا «ملحق متحف بولا» واستكشفوا ما يتضمنه من معارض فردية لفنانين يابانيين مثل ھیراكو سوزوكي، وتجولوا في متحف الفنون (MOA) الواقع في مدينة أتامي بمحافظة شیزوكا ويضم نحو 3500 عمل فني.
وتعرفوا على منصة «سايت ديزاين 21_21»، من تصميم المعماري الياباني الشهير تاداو أندو.، واستكشفوا أبرز مبادرات مؤسسة أوداوارا للفنون التي أسسها هيروشي سوجيموتو، وتقع في موقع ساحلي خلاب ينسجم مع الطبيعة ويُبرز مرور الزمن وحركة الشمس.
وزار الوفد مساحة الصُناع المتقدمة «ألترا فاكتوري»، واستوديو الأنيمي (A-1 Pictures)، واطلعوا على مجموعة من الأعمال الفنية والتركيبات الرقمية التفاعلية التي تمزج بين الفن والتكنولوجيا والطبيعية التي يعرضها «تيم لاب»، إلى جانب أبرز تصاميم علامة الأزياء اليابانية (CFCL)، واختتمت الجولة بزيارة متحف یایوي كوساما حيث التقوا بأكيرا تاتيهاتا.
وقال: «أتاح لنا البرنامج إمكانية استكشاف المشهد الثقافي الياباني والتعرف على تفاصيله، وهو ما أضاف بعداً مهماً للحوار الفكري مع اليابان»، بينما لفتت الفنانة أسماء بالحمر إلى أن البرنامج شكّل مصدر إلهام لها، بفضل ما حمله من فرص مكّنَتها وبقية أعضاء الوفد من اكتشاف جماليات الروابط الثقافية بين البلدين.
وقالت: «تتميّز المدن التي قمنا بزيارتها بتاريخ عريق وتصاميم معمارية فريدة، مثّلت نافذة للاطلاع على المشهد الياباني واكتشاف رؤى جديدة في مجالات الفنون والتصميم».
فيما أشار الفنان أحمد مكاري إلى أن البرنامج أتاح له لقاء فنانين يابانيين، والتأمّل في سُبل تحقيق التوازن بين الجماليات المعاصرة والموروث الثقافي، واستكشاف آليات دمج الهوية الإقليمية والمحلية ضمن أطر فنية حديثة.
وقالت: «كل حوار ولقاء وزيارة شكّل تجربة ثرية أضافت لي الكثير، بفضل ما حملته من نصائح وأفكار نوعية ومؤثرة».
أما الباحثة والقيمة الفنية آمنة الزعابي، فقالت: «شكّل البرنامج رحلة تحوّلية تمزج بين الفن وبساطة التقاليد اليابانية وعمقها الجمالي، وساعدتني الجولات في اكتشاف حوار عميق بين الإرث الثقافي والتعبير المعاصر، ما ساهم في تعزيز فهمي للسرديات الإبداعية».
كما عبّرت الفنانة فاطمة آل علي عن سعادتها بزيارة الاستوديوهات الفنية والاطلاع على ممارسات وتجارب مجموعة من الفنانين اليابانيين، مؤكدة أهمية اللقاءات التي جمعتها بعدد من مديري المؤسسات الثقافية في اليابان.
وقالت: «شكّلت هذه التجربة فرصة لبناء شبكات إبداعية مستدامة، قادرة على منحنا أفكاراً نوعية جديدة يمكن تطبيقها في قاعات الدراسة».
في حين نوّهت الفنانة لطيفة سعيد إلى أن «دبي للثقافة» نجحت عبر البرنامج في توفير بيئة محفّزة على اكتشاف تجارب ثقافية وفنية فريدة والاستفادة منها في إثراء المشهد الإبداعي المحلي.
وقالت: «يمثّل البرنامج الثقافي فرصة حقيقية للتعلّم من تجارب الآخرين، وهو ما ينعكس إيجاباً على تطوّر قدراتنا ومهاراتنا وتشجيعنا على تنميتها والارتقاء بها».