«عبق الأندلس» التراثي يفوح لأسبوعين في رأس الخيمة

انطلقت، أمس، بمنطقة الرفاعة في رأس الخيمة فعالية «عبق الأندلس» التي نظمها «ذا ديزاين جالري» بالتعاون مع السفارة الإسبانية لدى الدولة احتفاءً بالتاريخ المشترك من خلال الفنون والموسيقى والمأكولات والتقاليد التي عكست جمال وروح التراث الأندلسي وتستمر أسبوعين.

بدأت الفعالية، التي حضرها محمد مصبح النعيمي، رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة رأس الخيمة، بمعرض معماري يضم 26 صورة وعملاً تشكيلياً بمشاركة النحات الإيرلندي جوزيف مكيفر. وقالت الأديبة الإسبانية الدكتورة اينو يوارت في كلمة الافتتاح بالإنابة عن السفارة الإسبانية: يسعدني افتتاح هذا المعرض المعماري الملهم، نحن محظوظون بوجود حضور إسباني هنا في رأس الخيمة يدرك أهمية مثل هذا الحدث، ليس فقط لقيمته الثقافية، ولكن أيضاً لأهميته الأكاديمية والعلمية، مشيرة إلى أن العمارة الأندلسية تطورت في إسبانيا خلال فترة الحكم الإسلامي من القرن الثامن إلى القرن الخامس عشر، وتمثل أحد أرقى التقاليد المعمارية في التاريخ.

وأضافت: من بعض الأهداف الرئيسية التي تقف وراء هذه المباني والتصاميم الرائعة، أنها دينية وروحانية، تعبر عن الإيمان الإسلامي من خلال الجمال والأنماط الهندسية مثل الزخارف العربية والخط العربي، كما، أنها تعكس مزيجاً ثقافياً فريداً، نشأ من التعايش والتبادل بين الجميع الذين يعيشون معاً في الأندلس، وتستجيب هذه المباني بذكاء للمناخ، باستخدام الأفنية والنوافير والحدائق والأقواس والجدران السميكة لخلق أجواء باردة ومريحة بشكل طبيعي، وتقف كرموز قوية للقوة والازدهار، كما يتضح من معالم بارزة مثل قصر الحمراء في غرناطة وقصر الكازار في إشبيلية.

وقدم المعرض نبذة مختصرة عن تاريخ الأندلس التي حكمها المسلمون في شبه الجزيرة الأيبيرية، خلال النصف الثاني من القرن الثامن، وكانت هذه الفترة رائعة ثقافياً، على الرغم من وجود فترات من عدم الاستقرار.

ومكن المعرض زواره من اكتشاف المباني الأكثر إثارة للإعجاب التي تركها الوجود العربي الإسلامي في إسبانيا على مدى ثمانية قرون من عام 711 وحتى عام 1492 ترك العرب والمسلمون أثرهم في الثقافة الإسبانية، ما ساعد على تفسير الروابط الثقافية بين إسبانيا والدول العربية والإسلامية، ويسمح هذا الماضي المشترك بفهم خاص بين الثقافتين والذي يكمن في جذور تاريخية عميقة وفهم مشترك لطريقة فريدة للحياة.