«المنتج - المخرج» السعودي جابر العتيبي: السينما العربية أمام تحدٍ وجودي مع الذكاء الاصطناعي


ثمن «المنتج والمخرج» السعودي جابر العتيبي مخرجات جلسة الإنتاج والسينما التي عُقدت ضمن فعاليات اليوم الثاني لقمة الإعلام العربي 2025، في مركز دبي التجاري العالمي، والتي تحدثت عن أهمية الذكاء الاصطناعي كأداة مهمة في صناعة الأفلام ودور المخرج في توظيفه في العمل السينمائي.
وقال إنه يوافق الرؤية الفنية التي تؤكد أهمية الذكاء الاصطناعي في العمليات الإنتاجية والفنية في العمل السينمائي لكن قطعاً لن يكون بديلاً للرؤية البشرية المتمثلة في المخرج، بشرط أن يواكب الكادر البشري التطورات العصرية وإلا سيكون الجميع أمام تحدٍ وجودي في مواجهة الذكاء الاصطناعي.

الذكاء الاصطناعي

وكشف العتيبي عن تجربة ناجحة حول تسخير العلوم والذكاء الاصطناعي في الإنتاج السينمائي المسرحي عبر تنظيم فعاليات سوق عكاظ، في نسخته العاشرة التي يصفها بالتجربة الثرية، ومليئة بالتحديات والإبداع. والتي أشرف فيها على دمج التقنيات السينمائية بالمسرح الحي لإعادة إحياء مشاهد تاريخية من العصر الجاهلي والإسلامي. واستخدم الإسقاطات الضوئية، والدراما التفاعلية، لتنقل الزائر في رحلة بصرية تحاكي الأصالة بطريقة عصرية. وكان النجاح كبيراً بفضل العمل الجماعي وتفاعل الجمهور.

 الجودة والهوية
وعن أبرز التحديات التي تواجه الصناعة السينمائية السعودية اليوم يقول العتيبي إن التحديات موجودة، من أهمها البنية التحتية، تطوير الكوادر البشرية، وتأمين التمويل. لكن ما يميز هو الدعم الرسمي الكبير الذي تجده من الدولة، ووجود مواهب شبابية متعطشة لصناعة سينما حقيقية، وهذا يمنح الجميع التفاؤل.
ويرى جابر العتيبي أن السينما السعودية رغم التحديات موعودة بمستقبل مشرق بكل المقاييس في رؤية 2030 التي أعادت الاعتبار للثقافة والفن كركيزتين للتنمية. حيث توجد إرادة سياسية، وجمهور متعطش. والتحدي القادم هو بناء كوادر احترافية، والاستثمار في المحتوى النوعي. السينما السعودية قادرة أن تكون منافسة إقليمياً وعالمياً إذا تم الحفاظ على الجودة والهوية.

المهرجانات الإقليمية
وأشاد جابر العتيبي بحضور السينما السعودية والخليجية في المهرجانات الإقليمية والدولية خلال السنوات الأخيرة، حيث شاركت بعدد من الأفلام في مهرجانات عربية ودولية مرموقة مثل «دبي» و«كان»، «برلين»، و«القاهرة السينمائي»، و«قرطاج». وأبرزت هذه المشاركات تطوراً في جودة المحتوى والإنتاج، وهو ما يعكس نضوج الصناعة والاستثمار في الكوادر المحلية.

الأفلام السعودية والخليجية
وأكد أن الأفلام السعودية والخليجية تحتاج إلى الاستمرار في الاستثمار في كتابة السيناريو، وتطوير الهوية السردية المحلية، مع الاهتمام بالإخراج والإنتاج النوعي. لتصل إلى العالمية، لأن العالم يحب القصص الأصيلة، والمنطقة تملك مخزوناً ثقافياً وتاريخياً هائلاً. ما ينقص هو التركيز على النوعية لا الكمية، وتوسيع الشراكات مع مؤسسات التوزيع والمهرجانات الدولية.

مهرجان البحر الأحمر
ويشير جابر العتيبي وبكل ثقة إلى أن مهرجان البحر الأحمر، على سبيل المثال، أصبح بوابة مهمة لدخول السوق العالمي، خاصة مع حضور أسماء سينمائية عالمية ودعم الإنتاج المشترك. كما أن مهرجان «أفلام السعودية» يحتضن المواهب المحلية ويمنحها فرصة للظهور والنضج. الأهم أن هذه المهرجانات أصبحت محركات صناعة وليس مجرد احتفاليات.

شريك إبداعي
لافتاً إلى أن المنتج لم يعد ممولاً فقط، بل هو شريك إبداعي واستراتيجي. يجب أن يقرأ المهرجانات ويعرف متطلباتها، ويعمل منذ البداية على اختيار النصوص المناسبة، وتوظيف فرق إخراج وتصوير محترفة، والتخطيط لمرحلة ما بعد الإنتاج، والتوزيع الذكي. لأن دور المنتج أصبح حاسماً في وصول الفيلم للعالم.

فيلم سعودي عالمي
واختتم جابر العتيبي حديثه بالكشف عن عمله على مشروع سينمائي ضخم، يُعد أحد أبرز المشروعات الوطنية الكبرى، التي تخدم وتعزز وتتماشى مع رؤية المملكة 2030، من خلال تناوله لقضايا اجتماعية ونفسية وسلوكية، بجرأة واحترافية، وبتجسيد درامي مثير، يعكس صراع النفس الإنسانية، من خلال المواجهة المثيرة بين الخير والشر، في محيط اجتماعي محلي، يعكس وعي المجتمع وتطوره، كنقلة نوعية في عالم السينما السعودية، حيث الابتكار والانفتاح وحداثة وتفرّد فكرة الكاتب، والسيناريو، والتصوير والإخراج، مع وجود عناصر قوة عديدة ترتبط بالإثارة والدراما، وتكمن في ضخامة عدد المشاركين فيه من ممثلين وعاملين، فضلاً عن المشاهد الحماسية غير المألوفة التي يتخللها الفيلم، مما يضفي طابعاً استثنائياً للفيلم، وفرصة ذهبية لتسليط الضوء، على التنوع الثقافي والفني والسياحي والعمراني في المملكة العربية السعودية. وتقديم صورة حديثة للمجتمع السعودي، وكبلد يفتح ذراعيه للعالم، ويحتضن الإبداع الفني والصناعي، ويدعم الفنون بكافة أشكاله، كما يتوقع أن يسهم هذا المشروع السينمائي، بشكل كبير في تنشيط سوق صناعة السينما المحلية، وتعزيز مكانة المملكة عالمياً، كمركز إنتاج سينمائي عالمي، فضلاً عن تعزيز ودعم البرامج الوطنية التي تستهدف خطط ومبادرات التسويق والترويج للصناعة والسياحة والرياضة والترفيه والفن في السعودية، وذلك بمشاركة فنانين سعوديين وعرب، وسيكون جاهزاً للعرض في مهرجانات محلية عربية وإقليمية وعالمية قادمة.