تحظى المرأة الإماراتية بمكانة مميزة في ميادين الثقافة والفنون، بفضل عطاءاتها المتفردة وتجاربها الإبداعية وإنتاجاتها الفكرية وإسهاماتها المؤثرة في مجالات الكتابة والتأليف والنشر والشعر والنقد الأدبي، والتي أتاحت لها فرصة المساهمة في إثراء الحراك الثقافي في الدولة، ما جعل منها نموذجاً ملهماً للأجيال القادمة.
وتواصل هيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة) الاحتفاء بالمرأة الإماراتية ودورها في بناء الوطن ودفع مسيرة النهضة والتنمية الشاملة، حيث تسعى عبر مشاريعها ومبادراتها المتنوعة إلى تسليط الضوء على إسهامات المبدعات الإماراتيات في مجالات الأدب والنقد، ويأتي ذلك انطلاقاً من إيمانها بأهمية الاستثمار في الكفاءات النسائية وفتح الآفاق أمامها، وتطوير قدراتها وتحفيزها على المساهمة في دعم الصناعات الثقافية والإبداعية.
إسهامات
وعلى مدار السنوات، لم تكتفِ المرأة الإماراتية بدور المتلقي للأدب والشعر، بل أسهمت عبر إصداراتها ومؤلفاتها الأكاديمية والنقدية في إنتاج الرواية والقصة القصيرة وتأليف الشعر، وتقديم قراءات نقدية متنوعة تناولت فيها النصوص الأدبية والشعرية والأعمال السينمائية والمسرحية، لتغني بها المكتبات المحلية والعربية، وتفتح من خلالها الآفاق أمام أجيال جديدة من المبدعات والكاتبات والناقدات، ما انعكس إيجاباً على الحوار الأدبي والفكري في الدولة.
وكما نجحت المرأة الإماراتية في تعزيز حضورها في قطاعات الفنون والتصميم، فقد شهد مجال النقد الأدبي بروز العديد من النماذج النسائية المميزة، من بينها الدكتورة شريفة موسى، أستاذة النقد الأدبي بجامعة الإمارات، التي عرفت بكتاباتها الرصينة وتناولها الرواية والشعر من منظور جمالي واجتماعي، وكذلك الناقدة الدكتورة نادية بو هناد، المتخصصة في علم النفس الثقافي وتحليل الشخصيات الأدبية من منظور نفسي، بينما قدمت الروائية والقاصة فاطمة المزروعي مجموعة مقالات نقدية أضاءت فيها على التجارب النسائية في القصة والرواية الإماراتية.
وأولت الناقدة والشاعرة الدكتورة شيخة الجابري اهتماماً كبيراً بالموروث الثقافي ودلالاته في النص الأدبي، وأسهمت عبر كتاباتها في تقديم قراءات نقدية للشعر الشعبي والفصيح، في حين ركزت مقالات الناقدة الأدبية والسينمائية أمل الجمل على العلاقة بين النصوص الأدبية والفنون البصرية، واستعرضت تلك المقالات من خلالها رؤى متقدمة حول الرواية والسينما الخليجية. وأسهمت الدكتورة موزة غباش الباحثة في علم الاجتماع الثقافي في تقديم تشكيلة من القراءات النقدية ذات البعد الاجتماعي، خصوصاً في الأدب النسوي، ونشرت الباحثة والأكاديمية الدكتورة عائشة بالخير قراءات للحكاية الشعبية الإماراتية عبرت من خلالها عن اهتمامها بالتراث الشعبي والنقد الثقافي. وتناولت الناقدة والقاصة الدكتورة مريم الهاشمي تطور السرد الإماراتي وتحولاته الأسلوبية، في حين اهتمت الشاعرة والباحثة ابتسام المعلا بالجانب النقدي الخاص بالشعر الإماراتي، وتضمنت إصداراتها تحليلات حول بنية القصيدة ورؤيتها الجمالية. كما طرحت القاصة والناقدة أسماء الزرعوني العديد من القراءات النقدية للأعمال القصصية والروائية، لا سيما في الكتابات النسائية.
وفي هذا السياق، أشارت شيماء راشد السويدي، المدير التنفيذي لقطاع الفنون والتصميم والآداب في «دبي للثقافة»، إلى أن المبدعة الإماراتية تحظى بحضور فاعل على الساحة الأدبية والفنية المحلية، خصوصاً في مجالات النقد الأدبي والفني والسينمائي والمسرحي، ما يعكس أهمية دورها في الارتقاء بالفكر ورفع مستوى الوعي في المجتمع. وقالت: «أثبتت المرأة الإماراتية جدارتها في القطاع الثقافي والإبداعي، وتمكنت بطموحاتها وأحلامها من تطويره عبر ما قدمته من إصدارات وأعمال أدبية ونقدية مهمة، أسهمت في إلهام الأجيال الجديدة وإثراء المشهد الثقافي المحلي».
وأكدت السويدي حرص «دبي للثقافة» على رعاية المبدعات واحتضانهن وتشجيعهن على مواصلة شغفهن وتحقيق أحلامهن. وأضافت: «تسعى الهيئة من خلال برامجها إلى تهيئة بيئة ملائمة قادرة على تمكين المرأة الإماراتية ودعمها وتحفيزها على عرض إنتاجاتها الإبداعية أمام الجمهور، والاستفادة من الخبرات العالمية والأفكار المبتكرة التي تعزز مساهماتها في دعم قوة الاقتصاد الإبداعي».
