استقبل معالي محمد أحمد المر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، كاتيا أنخيليس فارغاس، القنصل العام لجمهورية بيرو في دبي، والوفد المرافق لها، في خطوة تهدف إلى تعزيز العلاقات الثقافية وبحث فرص التعاون المعرفي المشترك.
وشهد اللقاء تبادلاً ثرياً للحديث حول الإرث الحضاري والهوية الثقافية لشعوب أمريكا اللاتينية، لا سيما تاريخ بيرو. وتناول الجانبان خلال اللقاء مستقبل المكتبات في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم الرقمي، ودور التكنولوجيا في إعادة تشكيل مفهوم المعرفة والوصول إليها.
وأشادت قنصل جمهورية بيرو بما تشهده دولة الإمارات من تطور عمراني وثقافي فريد، جعل منها وجهة عالمية تحتضن التنوع والانفتاح، مشيرة إلى أن الأمان والاستقرار والبيئة الداعمة للثقافة والمعرفة، هي ما يميز دولة الإمارات على الساحة العالمية.
من جانبه، أكد معالي محمد المر، أن ما ينعم به المواطن والمقيم في دولة الإمارات هو ثمرة رؤية القيادة الحكيمة التي جعلت الإنسان أولوية مطلقة، وسعت إلى بناء مجتمع متسامح ومثقف ومترابط، تتمازج فيه جميع الأطياف لتصنع مدينة هزمت المستحيل.
كما أوضح معاليه، أن مكتبة محمد بن راشد تبنت منذ تأسيسها فلسفة تقوم على المزج بين أصالة الكتاب وحداثة الوسائط، حيث لم تعد المكتبة مجرد مكان للاطلاع، بل فضاءً مفتوحاً للتجربة والتفاعل والتفكير، يجمع تحت سقفه الطلبة والباحثين والقراء من جميع الفئات، ويوفر لهم بيئة معرفية متكاملة تشمل قاعات دراسية متطورة ومرافق ملهمة ومصادر معلومات رقمية في شتى المجالات.
وأشار معاليه إلى أن التكنولوجيا لم تلغِ دور الكتاب، بل وسعت أفقه، وجعلت من المعرفة رحلة مرنة سريعة لا تحدها رفوف أو أزمنة. من جانبها، عبّرت قنصل جمهورية بيرو عن تطلع بلادها إلى تعزيز الشراكة الثقافية مع دولة الإمارات، مشيرة إلى أن بيرو تتمتع بمناخ متنوع وطبيعة خلابة، ما يجعلها وجهة سياحية متميزة. كما أكدت وجود علاقات استراتيجية متنامية بين البلدين في مجالات التعليم والصناعة والتجارة والسياحة الثقافية.
وفي ختام الزيارة، أهدى معالي محمد المر القنصل كاتيا فارغاس كتاب «السينما في بيرو» الذي يوثق تاريخ الفن، ويستعرض أهم صناع السينما البيروفية، كما قدّم لها أحدث كتبه بعنوان «مدغشقر .. سواحل وقوارب»، وهو توثيق بصري وأدبي لرحلة قام بها معاليه إلى مدغشقر، يبرز فيها جمال الطبيعة وحكمة التفاصيل الصغيرة من خلال عدسة الكاميرا. وبدورها، أهدت القنصل البيروفي إلى معاليه كتاباً فنياً من إصدار وزارة خارجية جمهورية بيرو.