3 شعراء يلقون قصائد من نور في النادي الثقافي العربي بالشارقة

نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة أول من أمس أمسية شعرية اشترك فيها ثلاثة شعراء متميزين بقدراتهم الإبداعية الراقية، وهم مصعب بيروتية وشيخة المطيري ويزن عيسى.

أدار الأمسية الإعلامي عبداللطيف محجوب، الذي قال: إن الشعراء يمكن أن يصوموا عن كل شيء إلا الشعر، فهو دماؤهم التي تسري في عروقهم ونفسهم الذي يتنفسونه صباحاً ومساء، وصوم الشعراء كصوم الناس جميعاً ولكن أرواحهم الرقيقة تصبح شفّافة أكثر حتى لكأنها تتلألأ نوراً وضياء، فيسكبون ذلك الضياء شعراً آسراً جميلاً.

بدأت القراءات الشعرية مع الشاعرة شيخة المطيري التي قرأت عدة قصائد استهلتها بقصيدة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم. وتمتاز شيخة المطيري في شعرها بالقدرة على خلق أفق درامي متنامٍ على شكل صور بديعة تظل تتآلف إلى أن تكون صورة واحدة كبيرة هي استعارة عن غربة الشاعرة عندما تستعصي أمامها الأحلام الجميلة، وتأبى أن تتحقق أو عندما تقف أمام مشهد إنساني مؤثر يترك جرحاً في نفسها الرقيقة، فلا تستريح حتى تبدعه على تلك الطريقة الجميلة، لذلك تكثر في شعرها الأساليب الدرامية وخاصة أسلوب الحوار، مع اللغة الرقيقة الشفافة، وقرأت المطيري، من قصيدة من «وحي الزجاج»:
سماؤك آياتٌ وعيناك مذهبُ
فأسرِ بقلب في هواك يُعذب
يراك عصي الوصل شيمتك الجفا
وكل طريق نحو عينيك يصعب
القراءة الثانية كانت من نصيب مصعب بيروتية، الذي استهلها بدوره بقصيدة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، عبر فيها عن سمو النفس وانعتاق الروح حين ترتقي بمحبتها إلى آفاق النور المحمدي.

وبيروتية شاعر متمكن ذو تجربة شعرية رسخها عبر عطاء متواصل، صنع له حضوراً عربياً مشهوداً، وهو مشدود في كثير أشعاره إلى مراتع طفولته وشبابه وصور تلك الأيام الجميلة وخيالات تلك العوالم التي لا تبرح تزوره، فيفصل منها بروداً وأردية رائعة يتقي بها صقيع وحميم غربته، كأنه لا يزال ذلك الطفل الراتع في ملاعب الشام الجميلة، وقرأ بيروتية:
ولم تزلْ تذكرُ الأحلامَ إذ رحلتْ
وغايةً كِدتَ تنساها.. ولم تقلِ!
طفلٌ تعلّقَ بالغيماتِ..
فامتزجتْ على يديهِ رمالُ البوْحِ بالبلَلِ
وكانت ليزن عيسى وقفة في رحاب سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، هي وقفة المحب الحائر الذي بهره ذلك النور الساطع من كل الجهات. ويزن عيسى شاعر شاب استطاع أن يجعل لنفسه صوتاً شعرياً متميزاً بقدرته الرائعة على تركيب الصور التي تفجر المعاني تفجيراً، فتصنع من شتات الرموز والعبارات والمواقف والإشارات المختلفة توليفة قابلة للتأويل في اتجاهات دلالية جديدة، وهو بذلك منخرط كلياً في الحداثة الشعرية، وقرأ يزن:
أريقُ حواسي دمعةً تلوَ دمعةٍ
ومِنْ حيثُ تخضرُّ المواقيتُ أقصدُ

كأنّيَ - ما قالَ الظلامُ - إشارةٌ
إلى قمرٍ في وحشةِ الكونِ يولدُ