كاتب مصري يشيد بالمشهد الأدبي المحلي المتنوع
أكد الشاعر والكاتب والروائي المصري عبده الزراع أن الحركة الثقافية الإماراتية حركة فاعلة، فلا يمر أسبوع واحد إلا وتجد على أرض الإمارات العربية فعالية ثقافية دولية في شتى مجالات الإبداع والفكر والثقافة والفنون الشعبية، ما يعزز المشهد الإبداعي العربي، ويسد فراغاً كبيراً.
وتابع: باتت الإمارات وجهة للمثقفين والأدباء العرب، وتنظم عدداً كبيراً من المهرجانات والملتقيات الأدبية المهمة، ناهيك عن المشهد الأدبي المتنوع والناهض وعدد الجوائز الكبرى في الشعر والمسرح والقصة والرواية وأدب الأطفال والأدب الشعبي، التي أوجدت حراكاً كبيراً في منطقتنا العربية، إضافة إلى حركة النشر الواسعة من خلال المجلات الأدبية بجانب النشر العامة، ودور النشر الخاصة.
مهرجانات قوية
وأردف: «لقد دعيت إلى المهرجان القرائي للأطفال بالشارقة عام 2015، وكانت تلك دورة من أهم دورات المهرجان. كما أن هذا المهرجان من أهم الفعاليات الثقافية العربية والدولية الخاصة بأدب الطفل وثقافته. وقد قابلت فيه نخبة من كتاب الطفل على مستوى العالم».
واسترسل: «زرت أبوظبي في 2019، مشاركاً كشاعر في المؤتمر الذي أقيم مواكباً لاجتماع اتحاد الكتاب العرب، أيام كان رئيسه السابق الشاعر الإماراتي حبيب الصايغ، رحمه الله.
وكان مؤتمراً ناجحاً بكل المقاييس، التقيت فيه بعدد من الكتاب الإماراتيين الكبار، منهم؛ د. عائشة الغيص، راشد بن سالم السويدي، باسمة يونس، فاطمة عبدالله، فاطمة سعيد سيمبا، أسماء الزرعوني، سارة عقيل، وفاطمة الكعبي، وغيرهم».
قدم الزراع العديد من الأعمال الروائية أبرزها: «صمت الكهنة»، و«حمامة بيضاء»، و«المؤلف»، و«أساطير رجل الثلاثاء»، و«الموريسكي الأخير»، و«صلاة خاصة»، و«نادي المحبين»، و«كلاب تنبح خارج النافذة»، و«وجوه طنجة.. رحلة البحث عن الموريسكيين».
بدايات
وعن بداياته، قال: «بدأت شاعراً للعامية المصرية، وكنت أعد نفسي لأكون من شعرائها. تعلمت على دواوين بيرم التونسي، وصلاح جاهين، والأبنودي، وسيد حجاب، وسمير عبدالباقي، وزين العابدين فؤاد مروراً بتجارب شعراء السبعينات: ماجد يوسف، محمود الطويل، ومحمد كشيك، ثم الأجيال التالية بعد ذلك، وصدر ديواني الأول (البندق طاش رشاش على شعري) عام 1996 ثم توالت بعد ذلك دواويني، لتصل إلى عشرة دواوين، آخرها ديوان (حمحم براحتك في البراح) صدر في سلسلة «شعر العامية» بهيئة الكتاب عام 2021.
وتابع: «كنت أكتب شعراً للكبار والأطفال بالتوازي وكان من حسن الطالع أن صدر ديواني الأول للأطفال (رسمنا وردة) مواكباً لديواني الأول للكبار.. لكن في هذه الدواوين العشرة كتبت تجربتي في شعر العامية المصرية، ولم أكتب جديداً منذ عام 2021، لكن مشروعي في الكتابة للأطفال مازال ممتداً وثرياً ومتنوعاً».
الكتابة للأطفال
ونشر للزراع، 17 مجموعة شعرية للأطفال، صدرت تباعاً منذ عام 1996 وحتى الآن، وثمانية كتب قصصية، وست مسرحيات، وكتاب بحثي بعنوان: «أدب الطفل وثقافته.. دراسات وبحوث».
وعن ارتباطه بالكتابة المسرحية للطفل، كشف الزراع عن تنفيذه 12 عرضاً مسرحياً من أعماله، نال عنها العديد من الجوائز والتكريمات، كما كتب العديد من الأغاني للعروض المسرحية، علاوة على اشتراكه في العديد من الملتقيات والمؤتمرات الخاصة بأدب وثقافة الطفل، ومشاركته بأكثر من 15 ورقة بحثية نشرت في الكتب والمجلات المتخصصة بثقافة الطفل.
ومثل الزراع مصر في المهرجان القرائي للطفل بالشارقة عام 2015، ومازال شغوفاً بهذا العالم، يعطي فيه بكل طاقته.
وعن اهتمامه بالتراث، قال الزراع: «لقد تربت ذائقتي أيضاً على التراث الشعبي فهو حاضر بقوة في أعمالي الأدبية للأطفال، شعراً وقصة ومسرحاً، فقد استلهمت الأغاني الشعبية التي تربيت عليها في طفولتي وأعدت صياغتها بما يناسب طفل اليوم مع المحافظة على إطار الأغنية، ونشرها في كتاب من جزءين بعنوان (غنواية في لعباية)، كذلك استلهمت العديد من الحكايات الشعبية وأعدت صياغتها للأطفال، ونشرتها في باب ثابت في مجلة «قطر الندى» بعنوان «أجمل الحكايات» ثم أعدت نشر بعض هذه الحكايات في كتب منفصلة، وفي المسرح أيضاً استلهمت بعض أفكار مسرحياتي من التراث الشعبي».
أما عن انطباعه بشأن ملامح الحركة الثقافية في واقعنا العربي المعاصر، فقال: «الحركة الثقافية العربية ثرية ومتشابكة، هناك تطور كبير وملحوظ في مستوى الكتابة الإبداعية خاصة الرواية، وهناك أسماء كبيرة تعج بها الساحة من أصحاب المشاريع الإبداعية والنقدية.. فإن تميزت مصر في الرواية فإن المغرب العربي تميز في النقد الأدبي والثقافي لانفتاحه على أوروبا وخاصة فرنسا والاطلاع على النظريات الغربية في لغتها، كما تتميز سوريا والعراق ومصر وفلسطين وموريتانيا والإمارات والبحرين بالشعر والكتابة للأطفال.. كما أن تونس والجزائر والأردن، والسودان أيضاً لديها أصوات متميزة جداً في الكتابة الروائية والشعرية، وأدب الأطفال».
واختتم: «لقد زاد الاهتمام أكثر بالكتابة الإبداعية بعد زيادة عدد الجوائز العربية الكبرى، مما أوجد تنافساً شريفاً جعل الكتاب يجودون بإبداعاتهم».