أحمد السعيد: دور النشر الإماراتية تعمل بشكل احترافي

أحمد السعيد
أحمد السعيد

أكد الدكتور أحمد السعيد، المترجم والمؤسس والرئيس التنفيذي لبيت الحكمة للثقافة في مصر، أن دور النشر في الإمارات تعمل بشكل احترافي ومخطط له بدقة، بالإضافة إلى دورها في الانفتاح على العالم والاستفادة من التقدم الذي يحدث في قطاع النشر، وتتميز بالحيوية، كما أن نظامها يشبه نظام عمل دور النشر في إنجلترا وألمانيا، التي تعد الأفضل في العالم، كما تركز على التخصصات التي لها قاعدة جماهيرية كبيرة.

ويستعرض السعيد، الذي يترأس «مؤسسة بيت الحكمة للثقافة»، التي تهدف إلى تعزيز التواصل الثقافي بين الصين والدول العربية من خلال نقل الترجمات وحقوق النشر من الدور الصينية إلى المنطقة العربية، أبرز التحديات التي تواجه دور النشر في العالم العربي، وأهمها معاناة السوق من قلة عدد القراء، ونقص المكتبات المتخصصة في بيع الكتب والروايات الأدبية، وهو ما يعيق انتشار الأدب ويحد من توسيع قاعدة القراء.

وأوضح السعيد أن الإمارات تشهد العديد من المبادرات الرقمية التي تواكب التطور التكنولوجي الحالي، ومن أبرز هذه المبادرات ما يقدمه مركز أبوظبي للغة العربية، الذي يعمل على تحويل الأعمال الأدبية إلى محتوى صوتي، كما تمتلك الإمارات إمكانيات كبيرة تعزز من قدرتها على مواكبة هذا التطور. وأشار إلى أن كلاً من معرضي الشارقة وأبوظبي الدوليين للكتاب يعدان منابر مهمة تسهم في إثراء انتشار دور النشر داخل الدولة، ما يتيح فرصاً أكبر للأدب والثقافة.

ولفت إلى أن المجتمع الإماراتي متعدد الثقافات يشكل حافزاً قوياً لدور النشر، ما يتيح لها التنوع في تخصصاتها وعدم الاكتفاء بنمط ثقافي واحد، وهذا التنوع يدفع دور النشر إلى تقديم محتوى ثقافي متنوع يشمل مجالات متعددة، إضافة إلى ذلك تسهم المؤسسات الرسمية في طباعة أعمال ثقافية متنوعة، ما يمنح دور النشر ميزة إضافية ويساعدها في توسيع قاعدة عملها، لتعكس بذلك غنى المشهد الثقافي في الإمارات.

وحول «مؤسسة بيت الحكمة للثقافة»، التي تهدف إلى تعزيز التواصل الثقافي بين الصين والدول العربية من خلال نقل الترجمات، أكد أن الأدب الصيني حقق طفرة ملحوظة في الوطن العربي، فيتجاوز عدد دور النشر العربية المهتمة بالثقافة الصينية خمسين داراً، وهو رقم يعد مرتفعاً جداً، كما تشهد معارض الكتاب في الإمارات والقاهرة إقبالاً كبيراً من الكتاب الصينيين الذين يُدعون للمشاركة، ما يسهم في تعزيز التبادل الثقافي بين الجانبين، بالإضافة إلى ذلك يلاحظ المترجم تزايداً ملحوظاً في اهتمام القراء بالأدب الصيني على المنصات الإلكترونية، ما يدل على الرغبة المتزايدة في استكشاف هذا الأدب الغني بالمعرفة.