من دبي والقاهرة إلى بكين وكنساس.. كيف ظهر القمر الدموي في سماء مدن العالم؟

شهدت سماء العالم الليلة حدثاً فلكياً نادراً، وهو ظهور القمر الدموي، الذي أذهل الملايين حول العالم بمظهره المهيب. يُعرف القمر الدموي بأنه خسوف القمر الكامل الذي يتحول فيه لون القمر إلى الأحمر الداكن نتيجة مرور أشعة الشمس عبر الغلاف الجوي للأرض وانكسارها، ما يمنح القمر هذه الهالة الغريبة والمثيرة للإعجاب.

في مدن العالم المختلفة، التقط السكان وعشاق الفلك صوراً مذهلة للقمر الدموي، من دبي والقاهرة، مروراً بالدوحة والقدس، وصولاً إلى بكين وسان بطرسبرغ وميانمار وكنساس الأمريكية، حيث أضاءت سماء الليل بلون داكن يشبه النار، محدثة مشهداً خلاباً ومثيرًا للتأمل.

الأرصاد الفلكية أوضحت أن الخسوف الجزئي أو الكلي للقمر يحدث عندما تدخل الأرض بين الشمس والقمر، فيحجب الضوء المباشر عن سطح القمر، بينما تمر أشعة الشمس عبر الغلاف الجوي للأرض، فتتسبب في لون القمر الأحمر المميز. ويعتبر هذا الحدث فرصة مميزة لعشاق الفلك للتعرف على ظواهر الفضاء، ومتابعة حركة القمر والكواكب، إضافة إلى التقاط الصور الفلكية الرائعة.

تداول رواد وسائل التواصل الاجتماعي صور القمر الدموي بشكل واسع، ولاقى الحدث اهتماماً عالمياً كبيراً، حيث أظهرت الصور المناظر المختلفة للمدن تحت وهج القمر الدموي. في بعض المدن، نظم الهواة رحلات خاصة إلى الأماكن المرتفعة أو السواحل لمراقبة الخسوف في أفضل ظروفه، مستمتعين بمشاهدة الظاهرة في أجواء هادئة وساحرة.

يعتبر القمر الدموي أيضا حدثاً تعليمياً وثقافياً، حيث استغلت بعض المدارس والجامعات الفرصة لتنظيم محاضرات وورش عمل حول الفلك والفضاء، لتعريف الطلاب بكيفية حدوث الخسوف وعلم الضوء وانكساره، إضافة إلى شرح تأثير الغلاف الجوي للأرض على الألوان التي نراها على القمر والكواكب الأخرى.

عظمة الخالق

قدم القمر الدموي مشهداً يدعو للتأمل والتفكر في عظمة الخالق سبحانه وتعالى، حيث وقف الناس في كل أنحاء العالم مشدوهين بجلال الكون وروعة خلقه.

أضاء القمر الأحمر سماء الليل، ليذكّر المشاهدين بعظمة الطبيعة ودقة الظواهر الفلكية النادرة التي تنم عن حكمة الخالق وإبداعه . هذا المشهد السماوي الفريد لم يكن مجرد حدث بصري، بل فرصة للتأمل في قدرة الله وعظمة صنعه، وللتفكر في الكون الواسع الذي يعكس عظمة الخالق وروعة تدبيره الذي يفوق كل تصور بشري.