«روبوت» للقسطرة القلبية في مستشفى راشد الأحدث عالمياً

د. فهد باصليب أثناء إجراء القسطرة الروبوتية

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف الدكتور فهد باصليب، استشاري أمراض القلب والقسطرة، المدير التنفيذي لمستشفى راشد في دبي، عن إدخال الجيل الثاني من روبوت القسطرة إلى مستشفى راشد أخيراً، بكلفة 6 ملايين درهم.

وقال الدكتور باصليب: إن الجهاز هو أحدث ما توصل إليه الخبراء في روبوت القسطرة على مستوى العالم، وهي المرة الأولى التي يستخدم فيها في الدولة، لافتاً إلى وجود جهازي روبوت قسطرة من الجيل الأول أحدهما في مستشفى راشد والآخر في أحد مستشفيات الكويت.

وأشار إلى إجراء ثلاث عمليات بواسطة روبوت القسطرة الحديث خلال الأسبوع الماضي داخل مستشفى راشد كللت جميعها بالنجاح، وكان أولها لمريض عربي الجنسية، وأنهم حالياً في مرحلة تدريب الأطباء الفنيين من قبل الخبراء المتخصصين، إذ تتم العملية بواسطة طبيب وفني فقط من دون الحاجة إلى ممرض.

وأكد فهد باصليب أن الهدف من استقطاب هذا الروبوت هو مواكبة تطويره في المستقبل مع دخول الجيل الثالث منه عام 2020، والذي سيمكن الأطباء من إجراء عملية قسطرة الشرايين عن بعد، لافتاً إلى أن الدراسات والتجارب في هذا الصدد بدأت بالفعل على الحيوانات فقط في الوقت الحالي.

مزايا

وذكر فهد باصليب أن أهم ما يميز الجيل الثاني من روبوت القسطرة هو تقليل كمية الأشعة التي يتعرض لها المريض والطبيب على حد سواء بنسبة تصل إلى 30%، فضلاً عن عدم حاجة الطبيب المسؤول للتعقيم وارتداء السترة الرصاصية الواقية، والتي كانت عاملاً أساسياً لإصابة الكثير من الأطباء المعروفين في الدولة بديسك الرقبة والظهر، بالإضافة إلى تقليل مدة العملية، والدقة الشديدة بالتحكم بأنبوب القسطرة بدرجة أقل من مليمتر.

وأضاف أنه يمكن للطبيب خلال العملية العودة إلى استخدام اليد البشرية في حال أي طارئ، وهو ما تم بالفعل تجريبه خلال إحدى العمليات الثلاث، مشيراً إلى أن اختزال وقت العملية باستخدام روبوت القسطرة من الجيل الثاني قد يزيد مع تمرس الأطباء على استخدامه، وأن هذا الروبوت سيرفع مهارة الأطباء من هم دون المستوى، ويضاعف خبرة الأطباء من هم فوق المستوى.

وأضاف أن كلفة هذه العملية أكثر من كلفة العملية بواسطة اليد البشرية، إذ يتوفر مع الذراع الآلي كاسيت وهو للاستعمال مرة واحدة وكلفته حوالي 5 آلاف درهم يتحملها المريض، وبالتالي سيتم استخدام هذا الروبوت في حالات معينة وبناءً على قرار الطبيب في معظم الأحيان.

وأشار إلى أن نسبة نجاح عمليات قسطرة الشرايين بواسطة اليد البشرية تصل إلى 99%، إذ يجرى في مستشفى راشد ما يقارب 100 إلى 120 عملية قسطرة شهرياً، مقابل حوالي 1800 عملية سنوياً، فيما يصل عدد عمليات القسطرة التي يتم إجراؤها في جميع المستشفيات التابعة لهيئة الصحة بدبي 3000 عملية سنوياً.

كما أوضح الدكتور باصليب الفرق التقني بين أجيال روبوت القسطرة، الأول والثاني والثالث الذي يجري استحداثه حالياً، وقال إن الجهاز السابق لا تتوفر فيه خاصية التحكم بأنبوب القسطرة، وقد يخرج من مكانه أحياناً، وبالتالي قد يتعرض الشريان للتمزيق، فيضطر الطبيب إلى العودة من التحكم الأوتوماتيكي إلى اليدوي لتعديل مرور السلك (الواير) داخل الأنبوب، فيما يمكن الروبوت الجاري بواسطة الذكاء الاصطناعي تحريك «الواير» بشكل دائري بسيط مع خاصية تقديمه وترجيعه، وبالتالي حماية الشريان من أي ضرر، أما الجديد من هذا الروبوت فهو يعرض أمام الطبيب طرقاً عدة لعلاج المشكلة كالانسداد على سبيل المثال، والطبيب يختار الطريقة الأنسب من وجهة نظره.

إجراءات وقائية

وأكد استشاري أمراض القلب والقسطرة، المدير التنفيذي لمستشفى راشد بدبي، ورئيس مؤتمر القلب العالمي، أن دولة الإمارات قامت باتخاذ سلسلة من الإجراءات الوقائية للحد من أمراض القلب ومنها رفع نسبة التعرفة الجمركية على أسعار التبغ ومشتقاته إضافة إلى مشروبات الطاقة والمشروبات الغازية، كما قامت بافتتاح العديد من الأماكن المخصصة للمشي لتشجيع الناس على ممارسة الرياضة، لافتاً أن الخطة الوطنية ترمي لخفض نسبة الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والشرايين إلى 18.3% من 25% بحلول عام 2021.

وقال إن نسبة الوفيات بين الداخلين إلى قسم أمراض القلب والقسطرة بمستشفى راشد، 1.5% من الداخلين، وهي نسبة قليلة، منوهاً إلى نسبة نجاح عمليات القسطرة في القسم تصل إلى 99%.

وأشار إلى أن عمليات القسطرة التي تجرى بالمستشفى 80% قسطرة علاجية و20% قسطرة تشخيصية، منوهاً أن من بين العمليات الأخيرة المهمة تبديل صمام بالقسطرة لمريض عمره 95 عاماً.

وأشار إلى أن هيئة الصحة في دبي توفر أحدث الأدوية وأحدث أجهزة البرمجيات في قسم القلب بالمستشفى، من بينها أحدث أدوية علاج الكوليسترول عالمياً، وهي عبارة عن حقنة تؤخذ كل شهر، بعد أن كان الجيل السابق من هذا النوع من الحقن يأخذ كل أسبوعين فقط، مشدداً على ضرورة سرعة تقديم العلاج لمرضى الجلطات القلبية وأخذ الأدوية باعتبارها خط الدفاع الأول لإنقاذ المريض.

ونوه إلى وجود سجل عملي لمرض الرجفان الأذيني على مستوى دول الخليج، وسجل آخر لقصور عضلات القلب، اعتماداً على دراسات أجريت على حالات مرضية خلال السنوات الماضية، وستنشر نتائج هذه الأبحاث قريباً.

وذكر الدكتور باصليب، أن نتائج الدراسات التي أجريت بمشاركة أطباء إماراتيين وأوربيين وكنديين، حول علاج قصور عضلات القلب والرجفان الأذيني وارتفاع الكوليسترول، ستظهر بعد عامين، أي في عام 2020.

وعن خطة عمل إنشاء المركز العالمي للقلب بدبي، أفاد باصليب، أن هيئة الصحة في دبي حصلت على اعتماد المجلس التنفيذي في إمارة دبي، لإنشاء مركز عالمي لأمراض القلب والأوعية الدموية في دبي، وسيقام في حرم مستشفى راشد بالشركة مع القطاع الصحي الخاص والارتباط مع جهة عالمية أخرى، وبسعة سريرية تتراوح بين 100 إلى 120 سريراً طبياً، منوهاً بأن عدد أسرة أمراض القلب في الهيئة حالياً يتراوح بين 50 و60 سريراً.

وأوضح أن الهيئة الآن في طور إعداد المناقصة، وبعد عام سيرى العقد النور ويبدأ تنفيذ عمليات الإنشاء التي تستمر لمدة 3 سنوات، وخلال الفترة الحالية وحتى بدء الإنشاءات، يتم تحديد واختيار الشريك الطبي الخاص وجهة الارتباط العالمية.

Email