أظهرت دراسة أن عقار الصرع «سولثيام» يسبب انخفاضاً بأعراض حالة انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم، والذي يسبب الشخير واللهاث أثناء النوم. وعُرضت نتائج الدراسة بمؤتمر الجمعية الأوروبية لأمراض الجهاز التنفسي الذي اختتم أول من أمس بفيينا، حسب موقع «24». وأكدت الدراسة أن العقار سيسهم في علاج الشخير لدى ملايين الأشخاص. 

وفي التفاصيل فقد أصبح دواء يُستخدم لعلاج الصرع، يُعرف باسم "سولثيام" والمُباع تحت الاسم التجاري "أوسبولوت"، مرشحًا واعدًا في معالجة مشكلة شائعة تتسبب في الشخير والاختناق أثناء النوم. فقد أظهرت نتائج تجربة سريرية دولية حديثة شملت 298 مريضًا أن هذا الدواء يمكن أن يقلل من أعراض انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم.

وأوضحت الدكتورة جان هيدنر، الأستاذة في طب الجهاز التنفسي في مستشفى ساهلغرينسكا الجامعي في غوتنبرغ، السويد، أن المرضى الذين تناولوا أعلى جرعات من سولثيام شهدوا تحسنًا ملحوظًا. بعد 12 أسبوعًا من العلاج، أظهرت النتائج انخفاضًا بنسبة تصل إلى 50% في عدد مرات توقف التنفس وارتفاعًا في مستويات الأكسجين في الدم أثناء النوم.

من جانبه، قال الدكتور بويك كوتيكا، استشاري جراحة الأنف والأذن والحنجرة في مستشفى نافييلد هيلث برينتود في إسيكس، إن التغييرات في نمط الحياة مثل فقدان الوزن وتقليل استهلاك الكحول يمكن أن تكون مفيدة أيضًا في إدارة انقطاع التنفس أثناء النوم. وشرح كوتيكا أن انقطاع التنفس أثناء النوم هو حالة تتمثل في توقف متكرر للتنفس خلال النوم، مما يؤدي إلى نوم متقطع، صداع صباحي، ونعاس خلال النهار.

وأضاف كوتيكا: "يعد الاعتقاد الشائع بأن الشخير وانقطاع التنفس أثناء النوم هما نفس الشيء غير صحيح. يحدث الشخير نتيجة تدفق الهواء المتقلب ويمكن أن يؤثر على كل من الأطفال والبالغين. ولكن إذا كان مجرى الهواء مسدودًا بشكل مستمر، فقد يتطور الأمر إلى انقطاع التنفس أثناء النوم."

في الأطفال، غالبًا ما يكون السبب وراء الشخير هو تضخم اللوزتين واللحمية. وأشار كوتيكا إلى أن إزالة هذه الأنسجة يمكن أن تحسن بشكل كبير من جودة النوم ووظيفة الدماغ لدى الأطفال المتأثرين. أما في البالغين، فقد يكون الشخير ناتجًا عن انسداد في الأنف بسبب انحراف الحاجز الأنفي أو الزوائد الأنفية، ولكن في الغالب يكون السبب هو سقف الحلق الرخو في الحلق.

يمكن أن يكون من الصعب اكتشاف انقطاع التنفس أثناء النوم نظرًا لأن الأعراض تحدث أثناء النوم.

  • خيارات العلاج

بينما تحتاج تأثيرات سولثيام إلى مزيد من الدراسة، أشار كوتيكا إلى وجود خيارات علاجية بديلة لانقطاع التنفس أثناء النوم. تشمل هذه الخيارات أجهزة الضغط الإيجابي المستمر على المجرى الهوائي (CPAP)، الأجهزة الفموية، بخاخات الأنف، مضادات الهيستامين، وتعديلات نمط الحياة مثل فقدان الوزن وتقليل تناول الكحول. بالنسبة لبعض المرضى، يمكن أيضًا النظر في الخيارات الجراحية مثل الجراحة باستخدام الترددات الراديوية قليلة التوغل، استئصال اللوزتين، والجراحة بالليزر أو الروبوتية.

وأضاف كوتيكا: "يمكن أن تحسن الجراحة باستخدام الترددات الراديوية قليلة التوغل المجرى الهوائي العلوي عن طريق تقصير وتصلب سقف الحلق الرخو، وتقليل حجم اللسان، وتحسين تدفق الهواء عبر الأنف."