الإنفلونزا الموسمية في زمن «كورونا» مسؤولية مجتمعية لمواجهة التحديات الصحية

ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة الغرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

يتزامن موسم الإنفلونزا الموسمية هذا العام مع جائحة «كوفيد 19»، ما يفرض على المجتمع مسؤولية أكبر في أخذ اللقاح المضاد، وخصوصاً أن علامات الإنفلونزا وفيروس كورونا تتشابه كثيراً الأمر الذي يضاعف العبء على القطاع الصحي في مواجهة الجائحة، ما يستلزم رفع الوعي الصحي المجتمعي، كما أن الالتزام بأخذ اللقاح المضاد للإنفلونزا يساهم في الحد من انتشار المرض.

وتؤكد نتائج الدراسات العلمية المثبتة، أن أخذ تطعيم الإنفلونزا الموسمية يؤدي إلى انخفاض نسبة دخول مرضى السكري المستشفيات بسبب الإنفلونزا بنسبة 79%، وبنسبة 52% لأمراض الرئة المزمنة. هيئة الصحة بدبي من جهتها، وضعت خطة للتعامل مع موسم الإنفلونزا الموسمية بالتعاون والتنسيق مع الجهات المعنية، وفقاً للدكتورة هند العوضي رئيس قسم التعزيز والتثقيف الصحي.

5 محاور

وأوضحت الدكتورة العوضي أن الخطة تتضمن 5 محاور رئيسة هدفها هو رفع مستوى الوعي المجتمعي تزامناً مع موسم الإنفلونزا الموسمية سنوياً، من خلال التأكيد على أهمية الوقاية لتقليل معدلات حدوث المضاعفات الناجمة عن انتشار حالات الإنفلونزا الموسمية والمحاور هي: تنفيذ ورش تدريبية للعاملين الصحيين (عن بُعد)، والقيام بحملات تطعيم للفئات الأكثر عرضة للإصابة بفيروس الإنفلونزا وهي النساء الحوامل، الأطفال تحت سن الخمس سنوات المسنون (كبار المواطنين/‏‏‏‏ المقيمون). وتضم الفئات ذات الأولوية أيضاً المصابين بحالات مرضية مزمنة كالربو، الأمراض التنفسية، أمراض القلب، خط الدفاع الأول من مقدمي الرعاية الصحية، وأصحاب الهمم، إلى جانب توزيع المنشورات والمطويات إلكترونياً على جميع الجهات الصحية، ومحاضرات توعية (عن بُعد) لأفراد المجتمع بالتركيز على الفئات المستهدفة، إضافة إلى نشر التوعية بمواقع التواصل الاجتماعي، والقنوات الأخرى (المرئية والصوتية) والنشر الإعلامي حسب الخطة الإعلامية.

أعراض

ويعد الارتفاع الشديد والمفاجئ في درجة حرارة الجسم والسعال الجاف والشعور بالتعب والإرهاق وآلام في الجسم والعضلات وسيلان الأنف والصداع والقيء والإسهال وبخاصة عند الأطفال من أهم أعراض الإنفلونزا الموسمية.

وقاية

وأشارت إلى أن أفضل ﻄﺮﻳﻘﺔ ﻟﻠﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ اﻹﻧﻔﻠﻮﻧﺰا وﻣﻀﺎﻋﻔﺎﺗﻬﺎ اﻟﺨﻄﻴﺮة ﻫﻲ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻌﻴﻢ الإنفلونزا كل عام إضافة إلى اﻹﺟﺮاءات اﻟﻮﻗﺎﺋﻴﺔ ﻟﻠﺤﺪ ﻣﻦ اﻧﺘﺸﺎر اﻟﻌﺪوى ﻣﺜﻞ: غسل اليدين جيداً بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية وتغطية الأنف والفم بمنديل عند العطس أو السعال والحرص على تنظيف وتعقيم الأسطح بشكل منتظم.

لقاح

وبينت أن اللقاح يحتوي على فيروس غير فعال وبعد أخذ اللقاح يقوم الجهاز المناعي بإنتاج الأجسام المضادة للفيروس والتي تستغرق أسبوعين للتكون وبعدها يكتسب الجسم المناعة من العدوى، ويجب الحصول على هذا التطعيم مرة سنوياً قبل بداية موسم الشتاء والسبب في أخذه سنوياً هو أن الفيروسات تتعرض باستمرار إلى الطفرات المتعددة التي تتسبب في تغيير شكل الفيروس وظهور سلالات جديدة بانتظام ولمواكبة هذه الطفرات تتغير اللقاحات سنوياً.

موانع

وأوضحت الدكتورة العوضي أن بعض الأشخاص تكون لديهم حساسية شديدة لأحد مكونات اللقاح ويعد لقاح الإنفلونزا آمن وآثاره الجانبية جداً بسيطة وهي كآثار أي لقاح آخر كالألم أو الاحمرار في منطقة الحقن وآلام خفيفة في الجسم.

وأضافت: يعد أخذ لقاح الإنفلونزا خلال فترة الحمل آمناً، فقد أوصت الكلية الأمريكية لطب النساء والتوليد ومركز مكافحة الأمراض والوقاية منها، أن تتلقى السيدات الحوامل اللقاح إذا كان حملهن خلال موسم الإنفلونزا، بغض النظر عن مرحلة الحمل، مؤكدة أهمية الحصول على لقاح الإنفلونزا وخاصة هذا الموسم لأن الإنفلونزا وكوفيد 19 يسببان علامات وأعراضاً شائعة ومماثلة. يمكن أن يقلل التطعيم من الأعراض التي قد يتم الخلط بينها وبين تلك الناجمة عن كوفيد 19.

فوائد

وحول فوائد الوقاية من الإنفلونزا ومضاعفاتها التي قد تتعرض لها الأم حيث أثبتت الدراسات تسبب الإنفلونزا في مضاعفات أكثر حدة لدى السيدات الحوامل عنها في غير الحوامل حيث أظهرت الدراسات أن الحصول على لقاح الإنفلونزا يقلل من خطر دخول المرأة الحامل إلى المستشفى بمعدل 40٪، كما أن الوقاية من المشكلات المحتملة التي تؤثر في صحة الجنين قد تؤدي الإصابة بالحُمّى نتيجة الإنفلونزا في وقت مبكر من الحمل إلى زيادة خطر التشوهات الخلقية للجنين، إضافة إلى حماية الرضيع بعد الولادة بمرور الأجسام المضادة المتكونة في جسم الأم بعد أخذ اللقاح إلى الجنين عن طريق المشيمة ولبن الثدي ما يساعد على حماية الرضيع من الإنفلونزا بعد الولادة لحين إمكان بدء تطعيمه ضد الإنفلونزا عند عمر الـ6 أشهر.

وقالت الدكتورة العوضي إن الإصابة بالإنفلونزا الموسمية تتراوح ما بين خفيفة وشديدة وقد تؤدي للوفاة أحياناً، ويمكن أن تصيب الإنفلونزا الموسمية جميع الفئات العمرية، ويتعافى معظم المصابين بالإنفلونزا في خلال بضعة أيام ولكن قد تتفاقم الحالة لدى البعض ليصاب بمضاعفات المرض من التهاب في الرئتين والشعب الهوائية، التهاب الأذن أو الجيوب الأنفية وغيرها.

وبينت أن هناك فئات أكثر عرضة لمضاعفات الإنفلونزا وهي المصابون بالأمراض المزمنة مثل (أمراض الرئة والربو/‏ أمراض القلب/‏ مرض السكري/‏ أمراض الكلى والكبد) وكبار المواطنين والمقيمين، والأطفال أقل من 5 سنوات وخاصة من تقل أعمارهم عن السنتين والنساء الحوامل، والعاملون في الرعاية الصحية.

وبينت أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و8 سنوات عند أخذهم لقاح الإنفلونزا أول مرة، إلى جرعتين تفصل بينهما أربعة أسابيع. بعد ذلك، يمكن إعطاؤهم جرعة واحدة كل سنة من لقاح الإنفلونزا. وأشارت إلى أن الحصول على لقاح الإنفلونزا لن يحمي من كوفيد 19، بما أن هذا اللقاح يحتوي على فيروس الإنفلونزا، فإن المناعة خاصة بهذا الفيروس فقط.

ونظراً إلى طبيعة فيروسات الإنفلونزا التي تتطور بانتظام ما يؤثر في نسب فاعلية اللقاح من سنة إلى أخرى حيث تتراوح من 40-60%، تعكف شبكة المنظمة العالمية لترصد الإنفلونزا والتصدي لها، وهي عبارة عن شبكة لمراكز الإنفلونزا الوطنية والمراكز المتعاونة مع المنظمة في جميع أنحاء العالم، على رصد فيروسات الإنفلونزا السارية لدى الإنسان باستمرار وتحديث تركيبة لقاحات الإنفلونزا مرتين في السنة لمكافحة الإنفلونزا الموسمية في نصف الكرة الأرضية الشمالي ونصف الكرة الأرضية الجنوبي. ويمكن أن يوفر لقاح الإنفلونزا حماية معقولة للبالغين الأصحاء حتى عندما لا تتطابق الفيروسات المنتشرة تماماً مع فيروسات اللقاح.

نوعان

من جانبه، قال الدكتور علي السيد مدير إدارة الصيدلة والخدمات الصيدلانية في هيئة الصحة بدبي: يوجد نوعان من لقاح الإنفلونزا، الأول على شكل حقنة سنوية تحوي فيروس إنفلونزا معطلاً يحتوي على فيروسات ميتة (غير فعالة في التسبب بالمرض). يمكن إعطاء هذا النوع للأشخاص من عمر 6 أشهر وأكثر بمن في ذلك النساء الحوامل والبالغون الأصحاء ومن يعانون أمراضاً مزمنة، والنوع الثاني على شكل بخاخ أنفي سنوي يحتوي على فيروس حي مضعف لا يمكنه التسبب بإحداث الإنفلونزا وهو لا يعطى للحوامل وللأطفال دون السنتين ولكبار السن.

وأضاف: بعد أخذ اللقاح يقوم الجهاز المناعي بإنتاج الأجسام المضادة للفيروس والتي قد تستغرق أسبوعين، يكتسب بعدها الجسم المناعة الواقية من العدوى بفيروس الإنفلونزا الموسمية. كما أوضح الدكتور السيد: يجب أخذ جرعة واحدة من لقاح الإنفلونزا الموسمية مرة واحدة سنوياً، أما بالنسبة للأطفال في عمر 8 سنوات أو أقل عند أخذ اللقاح أول مرة، فإنهم يحتاجون لأخذ جرعتين على أن تكون المدة الفاصلة بين الجرعتين 4 أسابيع أو أكثر. وأضاف إن اللقاح يعطى عن طريق الحقن العضلي في أعلى الذراع، أما الأطفال الصغار أقل من عمر السنة فيعطى في الفخذ. ولا يوجد تعارض بين هذا التطعيم وأي تطعيمات روتينية أخرى ويمكن إعطاؤه في نفس الوقت مع تطعيمات أخرى.

وتابع: يجب أخذ لقاح الإنفلونزا حال توافره، ويُنصح بأخذ لقاح الإنفلونزا قبل حلول موسم الشتاء (في الفترة من سبتمبر إلى أكتوبر) ولكن يجب الاستمرار بأخذ اللقاح في أي وقت طوال فصل الشتاء حتى مارس ما دامت فيروسات الإنفلونزا سارية ومنتشرة.

وأضاف: يُسمى تطعيم الإنفلونزا تطعيماً سنوياً وموسمياً لأن تركيبته تتغير كل عام لمطابقة سلالات الفيروس المتغيرة كل عام. هو أيضاً تطعيم موسمي لأن التطعيم به يكون خلال موسم الشتاء في الفترة من سبتمبر إلى مارس من كل عام.

عدوى

الإنفلونزا الموسمية عبارة عن عدوى فيروسية تنتشر بسهولة بين الأفراد من كافة الفئات العمرية وتؤثر بشكل رئيس في الجهاز التنفسي وخاصة الأنف والبلعوم والرئتين، وتنتقل عن طريق استنشاق الرذاذ المتطاير عند السعال أو العطس أو التحدث مع شخص مصاب كما تنتقل عن طريق لمس الأسطح الملوثة بالفيروس وتتراوح حدة الإصابة ما بين الخفيفة والشديدة.

وتُوصي منظمة الصحة العالمية ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها بلقاح الإنفلونزا السنوي لكل من يبلغ من العمر 6 أشهر أو أكثر والتركيز بتطعيم فئات الناس المعرّضين، أكثر من غيرهم، وذلك لمخاطر الإصابة بمضاعفات خطيرة جرّاء الإنفلونزا كالأطفال والمسنين والحوامل والمصابين بضعف جهاز المناعة وأصحاب الأمراض المزمنة.

Email