الإفراط في ممارسـة الرياضة يعرّض الجهاز الحركي للمخاطر

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

ترتبط الرياضة بالعديد من الفوائد الصحية والنفسية، وتترك لدى الأشخاص المنتظمين على التمرينات والأنشطة شعوراً بالحيوية والصحة، إلا أن الإفراط في ممارستها قد يؤدي إلى مخاطر كبيرة، سواء على العظام أو الأربطة والأنسجة أو المفاصل، إضافة إلى الأرق والاكتئاب، وربما إلى حدوث إصابات جسدية.

أطباء في هيئة الصحة بدبي أكدوا أن المداومة عليها دون خطط وبرامج مدروسة يمكن أن تؤدي إلى أمراض كثيرة، منها الإصابة بتمزق الأربطة والتواء الكاحل أو القدم وربما شعور بألم شديد في أجزاء متفرقة من الجسم، إذ إن الألم الناتج عن التمرينات الطبيعية يختلف عن ذلك الناتج من فرط التدريب، فالألم الطبيعي يزول بعد ما يقرب من 10 أيام، أما إذا استمر فيجب استشارة الطبيب لتقييم حجم الإصابة. وقد تتسبب ممارسة الرياضة الزائدة في إصابة الجسم بالجفاف، إذ يفرز الجسم العرق لتنظيم درجة حرارة الجسم، وزيادة فقدان الجسم للسوائل تتطلب زيادة كميات الاستهلاك اليومي لتعويض ما فقده، كما يتسبب الإفراط في إفراز الجسم لهرمون الكورتيزول أو ما يعرف بهرمون الإجهاد، مما يجعل الجسم عرضة للأمراض نتيجة إضعاف جهاز المناعة.

وقال الدكتور محمد سند، اختصاصي طب وجراحة العظام في قسم الكسور والعظام بمستشفى راشد: «لا يختلف اثنان في أن الرياضة المنتظمة المعتمدة على برامج وجداول زمنية محددة مفيدة جداً لبقاء العظام وعضلات الجسم في وضع جيد وصحي، لذلك يجب الحرص على أداء الرياضة بشكل منتظم ومنظم، ولكن الإفراط في أداء الرياضة، وتحميل الجسم أعباء وممارسات فوق طاقته، يؤديان حتماً إلى مشكلات صحية عديدة وشديدة، منها تأثر الجهاز الحركي بشدة، حيث إن الجهاز الحركي للإنسان يتكون من عظام ومفاصل مع مجموعة كبيرة ومتنوعة من العضلات والأربطة.

وقال الدكتور سند إن الإفراط في الرياضة يؤثر تأثيراً سلبياً شديداً في الجهاز الحركي، ويتمثل بـالتالي:

العظام

يؤدي الإفراط في الرياضة إلى ضعف كثافة العظام بشكل ملحوظ، إذ تؤدي النسب العالية من هرمون الكورتيزون الذي يزيد بشكل ملحوظ مع الرياضات العنيفة إلى تآكل العظام بشكل كبير، ما يجعلها عرضة للكسور غير الاعتيادية، مثل كسر مارشن الذي هو عبارة عن كسور متكررة بسلاميات القدم نتيجة رياضة المشي فترات طويلة (المارثون)، أو الوقوف فترات طويلة تزيد على 10 ساعات يومياً.

المفاصل والأربطة

تتعرض المفاصل والأربطة لإصابات متكررة نتيجة الرياضة المفرطة، ما يجعل المفاصل أكثر عرضة للخشونة المبكرة، نتيجة استهلاك أسطح المفاصل بطريقة أسرع وأقوى، ويؤدي ذلك إلى آلام مبرحة بالمفاصل، وحدوث خشونة مبكرة تستوجب تغيير هذه المفاصل بمفاصل صناعية في سن مبكرة من المعتاد.

وكذلك أربطة الجسم والمفاصل بشكل عام، إذ تقوم أربطة المفاصل بالمساعدة على ثبات هذه المفاصل وتحملها ضغوط الحركة، ولكن مع الرياضات العنيفة تتأثر هذه المفاصل بشكل كبير، ما يؤدي إلى ترهلها أو إلى قطعها في كثير من الأحيان، ما يؤثر في ثبات المفاصل، ويزيد سرعة تآكلها، وتحتاج هذه الأربطة إلى عمليات معقدة وكبيرة لاسترجاع وظيفتها جزئياً في حال تعرضها للإصابة في مثل هذه الرياضات العنيفة.

وأضاف الدكتور سند: «يعتبر الجزء الأكبر من الجهاز الحركي، ألا وهو العضلات، من الأنسجة التي تتعرض للتمزق والإجهاد الشديد نتيجة الرياضات العنيفة، ما يخلّف وراءه عضلات مجهدة غير قادرة على أداء وظيفتها، وهي تحريك المفاصل والعظام بالشكل المناسب، إذ يستلزم بشكل ضروري وفوري إراحة العضلات عند حدوث إجهاد شديد نتيجة الرياضة العنيفة، حتى لا تصاب هذه العضلات بإصابات مزمنة من تمزقات وإجهاد يصعب علاجها بشتى أنواع الطرق».

مجهود جسدي

من جهته، قال الدكتور تامر فاروق، اختصاصي أمراض العظام في مستشفى راشد: «الرياضة هي القيام بمجهود جسديّ مثل المشي، أو الركض، أو القفز، أو السباحة، وغيرها، فتلك الأمور مهمّة في حياة الإنسان، فهي تُكسب الجسم الصحّة والحماية من الأمراض، لذلك يجب على كلّ فرد أن يحدّد عل الأقل نصف ساعة يومياً لممارسة الرياضة، فهناك أنواع كثيرة ومتنوّعة من الرياضة، فإن كان الفرد لا يحبّ نوعاً منها، فله خيارات كثيرة، وهناك أنواع من الرياضة المهمّة التي تقوّي الجسم، وهناك ألعاب كثيرة تُمارس كنوع من الرياضة المسلية ككرة القدم، وكرة السلة، والتنس، وقفز الحواجز، وركوب الخيل، والسباحة، وغيرها، لكن قد تتحول الرياضة من تمرينات وممارسات مفيدة للجسم إلى ممارسات تُلحق الأذى بالصحة العامة للجسم، وذلك يعود إلى بعض التصرفات الخاطئة التي يقوم بها الشخص الممارس للرياضة، ومثال ذلك أن يقوم رجل كبير في السن بممارسة أنواع الرياضات التي تتطلب مجهوداً بدنياً عالياً، وأهم هذه التصرفات: ممارسة التمرينات الرياضية بشكل مكثف دون اللجوء إلى البرامج والجداول الزمنية التي من شأنها توضيح طرق ممارسة الرياضة والأوقات التي يفضل ممارسة الرياضة فيها، واستخدام وضعيات وتقنيات خاطئة خلال ممارسة الرياضة، فمثل تلك الوضعيات تؤثر في سلامة المفاصل، إضافة إلى القيام ببعض الحركات المفاجئة، خصوصاً في أنواع الرياضات المتعلقة برفع الاثقال، لأنها تؤدي إلى حدوث التمزق العضلي». وأكد أن نوع الرياضة يعتمد على عمر الشخص، فالرياضة غير المناسبة للعمر تؤثر في صحة الجسم، فمثلاً الإفراط في استخدام العضلات وكثرة الضغط على المفاصل والعظام تسبب الكسور، كما أن ممارسة الرياضة التي تتطلب مجهوداً بدنياً كبيراً بشكل يومي تزيد خطر التعرض للكسور.

وقال الدكتور تامر فاروق: «يفضَّل قبل البدء في ممارسة التمرينات الرياضية، استشارة الطبيب والحصول على فحص طبي يساعد على تحديد الرياضة المناسبة لصحة الإنسان، ويجب على الإنسان الحفاظ على ممارسة التمرينات الرياضية بانتظام، وجعلها ضمن العادات اليومية، لأنها تعود على الجسم بفوائد صحية عديدة».

بالأرقام

10

› يختلف الألم جرّاء التمرينات العادية عن الناتج من فرط التدريب، فالطبيعي يزول بعد نحو 10 أيام أما إذا استمر فيجب استشارة الطبيب

30

› يُنصح كل فرد أن يحدّد عل الأقل 30 دقيقة يومياً لممارسة الرياضة المتنوعة والمناسبة باعتدال

01

› الرياضة المنتظمة مفيدة لبقاء العظام وعضلات الجسم لكن ينبغي الانتباه أولاً لأن تكون وفق برامج محددة

60

› تختلف المداومة على الرياضات وفق السن، إذ لا يمكن أن يمارس شخص بعمر الـ60 ما يقوم به شاب بعمر الـ20

 

Email