الثقافة الصحية تحصين للمجتـمع من الأمراض والمضاعفات

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يشكل رفع الوعي الصحي بمخاطر الإفراط في تناول المضادات الحيوية والأدوية بشكل عام، وتعزيز الثقافة بعدم استخدامها دون وصفة طبية وحسب الحاجة الحقيقة لها، تحصيناً للمجتمع من الأمراض والمضاعفات لصحة المجتمع.

وأكد عدد من مستطلعي «البيان الصحي» أن الكثير من الناس يلجأ إلى استخدام الأدوية لاسيما المضادات الحيوية بشكل عشوائي وعند أية أعراض لأمراض نزلات البرد والإنفلونزا والزكام والكحة، والتهابات الجهاز التنفسي، ودون وصفة من الطبيب، غير مدركين للمخاطر الصحية التي يعرضون صحتهم لها، الأمر الذي يتسبب في زيادة مناعة البكتيريا لهذه المضادات، ويجعلها عديمة الفائدة، كما تخفض أداء الجهاز المناعي، وبالتالي زيادة التعرض إلى الأمراض.

حملات

وطالب حمد سنان الشحي بزيادة حملات التوعية لرفع نسبة الوعي بين مختلف شرائح المجتمع حول الاستخدام العشوائي للأدوية بشكل عام والمضادات الحيوية بشكل خاص، بالإضافة إلى توعيتهم بأهمية تناول الجرعات الموصى بها من قبل الطبيب وعدم التوقف عن استكمال العلاج فور الشعور بالتحسن.

وشدد على ضرورة توعية الناس بأهمية استشارة الطبيب لمعرفة ما إذا كانت هناك إصابة بأي عدوى، وتحديد نوع العدوى بكتيرية أو فيروسية، للحصول على الدواء والعلاج الملائم لكل حالة ولكل عمر والجرعات المناسبة لها.

حالات

وقال ساجد البلوشي: إنه عندما يشكو من التهابات في الجيوب الأنفية ويذهب للطبيب الذي يفاجئه بعدم وصف أي مضادات حيوية لحالته ويكتفي بعلاجات اخرى، يلح عليه بأن حالته تحتاج إلى مضاد حيوي لكي يتمكن من الشفاء السريع والعاجل، لكنه يشير إلى رفض الطبيب الذي يقول له إنه لا يصف المضادات الحيوية إلا في الحالات الضرورية وأن حالته لا تستدعي تناوله، مشيراً إلى أن كثرة تناول هذه الأدوية يخفض مناعة الجسم بشكل عام.

ولفت إلى الحاجة إلى مزيد من برامج التوعية في المجتمع من أجل تسليط الضوء على أضرار استخدام المضادات الحيوية بشكل عشوائي، ويجب على المرضى اتباع الإرشادات التي يقدمها لهم أطباؤهم والالتزام بالبرنامج العلاجي الخاص باستخدام المضادات الحيوية، لاسيما وأن التقديرات تشير إلى أن مقاومة مضادات الميكروبات تتسبب سنوياً في 700 ألف حالة وفاة حول العالم، ومن المتوقع ارتفاع هذا الرقم ليصل إلى 10 ملايين حالة وفاة سنوياً بحلول عام 2050.

إجراءات

من جانبه، قال محمد الصغير إنه يجب اتخاذ إجراءات حاسمة لمنع أي صيدلية من صرف أي مضاد حيوي دون وصفة طبية للحد من العشوائية في استخدامها، مشيراً إلى أن صرف المضادات الحيوية بدون وصفة طبية يؤدي إلى زيادة استهلاكها، وبالتالي فإن ذلك يؤدي إلى ظهور مقاومة لها وهي مشكلة شائعة محلياً وعالمياً، وبالتالي فإن التقليل من استعمال المضادات بلا داع في حالة الالتهابات الفيروسية مثلاً سيؤدي إلى التقليل من مشكلة مقاومة المضادات الحيوية والتي لها تداعيات خطيرة جداً قد تؤدي في مراحل كثيرة إلى الوصول إلى طريق مسدود لعلاج بعض أنواع البكتيريا التي تكون مقاومة لكل أنواع المضادات الحيوية. 

وطالب بحملات توعية على نطاق أوسع سواء من خلال وسائل الإعلام التقليدية أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتوعية المرضى بالطريقة الصحيحة لاستخدام المضاد، واتباع النصائح الطبية وعدم تناوله إلا من خلال وصفة من الطبيب المختص.

وأوضح ناصر أكرم أن كثيراً من الناس يختصرون رحلة العلاج من بعض الأمراض بالذهاب إلى الصيدلية فوراً لشراء أنواع مختلفة من المضادات الحيوية، سبق لهم أن تناولوها من قبل أو سمعوا عنها من الأقارب والأصدقاء، ثم يتناولونها على عاتقهم، مشيراً إلى أهمية تعليمات هيئة الصحة بعدم بيع المضادات الحيوية إلا بوصفة طبية·

آثار

بدورها، قالت بدرية عمران إنها أدمنت على استخدام أدوية الاكتئاب والسهر، كونها كانت تتناولها من دون استشارة الطبيب كلما شعرت بقلق أو اكتئاب بعد أن وصفها لها الطبيب في أول مرة، وذلك دون أن تدرك أن القلق عارض لا يلبث أن يزول تلقائياً بزوال السبب ولا يحتاج منها أن تتناول الأدوية مرة أخرى، وأن مخاطر هذه الأدوية تطغى على فوائدها حال أفرط المريض في تناولها، ومن آثارها السيئة أنها كانت تشعر غالباً بالغثيان والدوار والانفعال، والشعور بالشرود في العقل والتفكير، وكل ذلك بسبب سوء استخدام الأدوية.

01

الإفراط في تناول المضادات الحيوية يسهم في القضاء على البكتيريا الحميدة وبالتالي تضعف مناعة الجسم التي تعتبر خط الدفاع الأول في مقاومة الأمراض

80 %

بات ما بين 50 إلى 80 % من الجراثيم مقاومة للمضادات الحيوية، ما قد يؤدي إلى انتكاس الجهاز المناعي، وبالتالي إطالة مدة المرض وصعوبة علاجه وزيادة خطر المضاعفات

02

تحدد استشارة الطبيب مسار العلاج في حالتي العدوى البكتيرية والفيروسية فمثلاً يعتبر المضاد الحيوي علاجاً مناسباً لالتهاب الحلق العقدي، وهي ليست مناسبة لمعظم التهابات الحلق، الناتجة عن الإصابة بالفيروسات

700

تتسبب مقاومة مضادات الميكروبات سنوياً في 700 ألف وفاة حول العالم، ومن المتوقع ارتفاع هذا الرقم ليصل إلى 10 ملايين حالة سنوياً بحلول عام 2050

Email