تعـزيز الوعي بعـواقب الإفـراط في الفيتامينات يجنّب المخاطر الصحية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

«أشعر بالتعب، ربما أعاني نقصاً في بعض الفيتامينات».. «مناعتي ضعيفة أعتقد أنني بحاجة إلى فيتامينات».. عبارات كثيرة تتردد، وثمة معتقدات خاطئة تدفع الكثيرين إلى تناول الفيتامينات، ودون وصفة طبية، وغير مدركين لعديد المخاطر التي قد يتعرضون إليها جراء الجرعات الزائدة والتناول العشوائي لهذه الفيتامينات.

عدد من مستطلعي «البيان الصحي» أكدوا أن تعزيز الوعي بعواقب الإفراط في استخدام الفيتامينات يجنّب الكثير من المخاطر الصحية، مشددين على ضرورة أن يقدم الأطباء توضيحات للمرضى حول أهمية حصولهم على تلك المعادن والفيتامينات والمكملات الغذائية الأخرى من المصادر الغذائية الطبيعية في طعامهم بدلاً من تزويد الجسم بها عبر تناول المكملات.

وقال الدكتور مازن النابلسي: إن تناول الفيتامينات باجتهاد ذاتي أضحى جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وأصبحت «الحبة السحرية» التي تقي من الأمراض وتزيد من نشاطنا وقدرتنا، لكن يبقى السؤال الأهم «ما هو ضررها؟ ومتى يجب تناول هذه الفيتامينات؟».

موضة

وأضاف أن تناول الفيتامين أصبح «موضة» يتهافت عليها الناس دون استشارة طبيب أو إجراء فحص طبي مسبق، حتى أصبحت تجارة الفيتامينات رائجة في المجتمعات، التي لا تعي بأن الإفراط في استخدامها يندرج تحت مقولة «كل شيء زاد عن حده انقلب لضده».

بدوره، قال حسام مازن: هناك مفهوم خاطئ ومنتشر بين الشباب وهو أنه إذا كان القليل من الفيتامينات مفيد فإن الكثير بلا شك سيكون أفضل، إلا أن من يفعلون ذلك على الرغم من أنهم يتمتعون بصحة جيدة، يتعرضون لأخطار لا يدركون أبعادها نتيجة إصرارهم على هذه الفيتامينات من دون داعٍ، وهنا يدخل العنصر التجاري لكثير من شركات الأدوية للإعلان عن منتجاتها بمفهوم خاطئ لدى عامة الناس لاسيما فئة الشباب، حول فوائد مزعومة لكميات مبالغ فيها من الفيتامينات مما يؤثر سلباً على صحة الناس.

وأشار حسام إلى أن أغلبية الناس لا يقرأون التعليمات المطبوعة على علبة الفيتامينات، وينتهي بهم هذا إلى تناول المكملات الغذائية بشكل غير صحيح، مما قد يصيبهم باضطرابات في الجهاز الهضمي وعدم تحقيق الفائدة منها، ليس هذا فحسب وإنما قد لا يعي الكثيرون التفاعلات التي قد تحدث بين هذه الفيتامينات وبين بعض الأدوية الأخرى التي يتناولها المريض بشكل يضر بصحته أكثر مما ينفعه، وهذا كله يحتاج إلى توعية الجمهور بشكل أوسع.

آثار جانبية

من جهتها، أوضحت أمينة المزروعي أن بعض الأمهات اعتدن أن يعطين أبناءهن الفيتامينات والمعادن اللازمة للجسم، معتقدات أنه كلما تناول أطفالهن فيتامينات أكثر كلما أصبحوا أكثر صحة ونشاطاً، على الرغم من عدم وجود حاجة طبية أو توصية طبيب مختص بتناولها، ما يهددهم بالعديد من المشكلات الصحية، قد تصل إلى مستويات سامة وتتسبب في آثار جانبية ضارة.

وتحدثت المزروعي عن تجربة إحدى معارفها التي كانت تحرص على أن يتناول طفلها ذو الخمسة أعوام الفيتامينات باستمرار، والتي تقوم بشرائها من الصيدلية بمجهود ذاتي دون استشارة الطبيب، إلى أن لاحظت أنه أصبح يعاني من الإمساك وعدم الراحة، وعندما استشارت الطبيب أخبرها بأن تناول جرعات زائدة من فيتامين (ج) يتسبب في الإصابة بالإمساك. ونصحها بأن يتناول طفلها الأطعمة الغنية بفيتامين «ج»، حيث يساعد جسمه على امتصاص الحديد، مما يساعد على منع فقر الدم، ومن بين تلك الأطعمة، الفلفل الأحمر والأخضر، والكيوي، والفراولة، والبروكلي، وعصير الطماطم.

اضطرابات

أما منال سعيد فأكدت أنها تعمل في مهنة تتطلب بقاءها طوال النهار خارج المنزل، كما تتطلب منها الحيوية والنشاط، لذلك حرصت على تناول الفيتامينات والمكملات الغذائية لتعويض بعض الوجبات التي لا تتمكن من تناولها طوال اليوم، فلاحظت بعض التأثيرات السلبية على صحتها مثل اضطرابات المعدة، فضلاً عن إبقائها مستيقظة طوال الليل.

وهذه الأعراض المزعجة استدعت استشارة الطبيب الذي أكد لها أن العديد من الفيتامينات تحتوي على مكونات يمكن أن تزعج المعدة، وتسبب مشكلات في الجهاز الهضمي، كما أن تناول الفيتامينات قبل النوم يؤدي إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم، الأمر الذي يسبب الشعور بالحيوية وبالتالي الاستيقاظ طوال الليل، فضلاً عن أن بعضها قد يحتوي على مادة الكافيين التي تسبب الأرق، نظراً لدور بعض الفيتامينات في تعزيز الطاقة.

توضيحات

من جهته، شدد عبدالله خميس على ضرورة أن يقدم الأطباء توضيحات للمرضى حول أهمية حصولهم على تلك المعادن والفيتامينات والمكملات الغذائية الأخرى من المصادر الغذائية الطبيعية في طعامهم اليومي بدلاً من تزويد الجسم بها عبر تناول تلك المستحضرات الجاهزة، مع توضيح خطر الإفراط في تناولها.

10

تتوفر في الصيدليات عشرات أنواع الفيتامينات والتي تستهدف جميع الفئات العمرية لمختلف احتياجات الجسم التي يقررها الطبيب بعد إجراء الفحوصات وتحاليل للدم

01

تناول جرعات كبيرة من فيتامين (النياسين) - أحد أفراد مجموعة فيتامين B المركب في صورة مستحضراته الصيدلانية يؤدي لتوسع في الأوعية الدموية للجسم وانخفاض ضغط الدم

50

يمكن أن يؤدي الإفراط في تناول فيتامين A وخاصة بجرعة 50 ألف وحدة بشكل يومي إلى القيء والإصابات الجلدية وفقدان الشهية وتضخم الكبد والطحال

06

يقود الاستخدام الزائد لفيتامين (ب6) والذي يسمى (البيرودوكسين) إلى الشكوى من الاعتلال العصبي الحسي المحيطي في جسم المريض، فيما يعرّض الإفراط في تناول C لأخطار حصى الكلى

Email