الصحة المدرسية.. تعزيز لسعادة المجتمع ووقاية للأجيال في المستقبل

محمد السويدي

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد عدد من أولياء الأمور أهمية الصحة المدرسية إذ تستهدف الشريحة الأكثر حيوية وحركة، والأكثر حاجة للرعاية والتوجيه والاهتمام، ألا وهي شريحة الطلبة في مراحل التعليم المختلفة، فتشكل حصانة وحماية للأجيال من الأمراض وتعزز جودة الحياة لديهم، لا سيما أنها تتطلع في برامجها إلى مجتمع أكثر سعادة، وفي الوقت نفسه طالبوا بدعم إمكانات المدارس وأن تكون العيادات المدرسية الطبية المصغرة على أهبة الاستعداد للتعامل مع حالات الطلبة.

وتبرز أهمية التركيز على الجوانب الوقائية لحماية أجيال الغد من الأمراض على تنوعها وتفاوت درجات خطورتها، وللوصول إلى القاعدة السليمة التي تركز على الوقاية من الأمراض، والحد من الإصابة بها ثم علاجها، بكل ما يشكل من أعباء وكلفة.

من ناحيته، أشار مانع المرزوقي (ولي أمر) إلى أن إدارات الصحة المدرسية بحاجة إلى إمكانيات بشرية ومعدات طبية ومساعدة، تمكنها من أداء دورها بكفاءة عالية مطلوبة، والكل حريص على تحقيقها لارتباطها بالأبناء، ثروة المجتمع.

وأضاف: يجب في بداية العام الدراسي وانطلاق العملية التربوية التعليمية، أن تكون العيادات المدرسية الطبية المصغرة على أهبة الاستعداد للتعامل مع مئات الطلبة يومياً، خاصة تلك المتقاربة جغرافياً، ويمكن تنقل الطاقم الطبي والتمريضي بينها بسهولة، ومن غير استنزاف للوقت والجهد، مؤكداً أن المرض لا ينتظر، وآلامه لا ترحم الصغار ولا الكبار، والعلاج يتطلب أن يكون المعالج موجوداً حتى يقوم بعمله، ولا يمكن تقديم العلاج عبر الهاتف بناء على وصفة قد لا تكون دقيقة، على الأقل بسبب عجز الصغير عن التعبير عما يشعر به، فالتشخيص يجب أن يكون من الطبيب مباشرة بعد فحصه.

 

خطط سنوية

بدورها، أشارت المعلمة سها السعيد إلى أن مهام الصحة المدرسية تتركز على الجوانب الوقائية، وتتضمن خططها السنوية برامج لمكافحة السمنة وتسوس الأسنان وفقر الدم والسكري وغيرها الكثير، وهي تعنى بها ضمن وضع سياج من السلوكات الصحية السليمة لدى الطلبة، في الحفاظ على صحتهم ودرء الإصابة بالأمراض، من خلال الرياضة والمشي وهجر العادات الغذائية التي تضر بالإنسان.

وأضافت أن إدارة المدرسة تحرص على توعية الطلاب بمخاطر الغذاء غير الصحي، خاصة أن هذه الفئة عرضة للتسمم الغذائي، نظراً لاختلاط بعض المفاهيم لديها، فضلاً عن أننا نهدف إلى توعيتها بالنظافة العامة، لافتة إلى حرص إدارة المدرسة على إحضار الفواكه وتوزيعها على الطلبة للتعريف بأهمية الفاكهة في بناء الجسم وتنشيط الذاكرة، وإكساب الجسم اللياقة والحيوية والنضارة.

وقالت: إن هذه الفئة تحتاج إلى اهتمام خاص حتى يعتمدوا على المعارف الصحية في حياتهم المقبلة وينقلونها إلى أبنائهم في المستقبل، فالمدرسة تتعدد أدوارها ومن الضروري أن تكون فاعلة في حياة الطلاب.

 

من جانبها، قالت فاطمة بن طوق (ولية أمر): إن الدور الأكبر لإدارات الصحة المدرسية يتطلب أن تكون مؤهلة لأداء مهني عالي المستوى، يعنى بالتركيز على الوقاية قبل العلاج، ويعلم الصغار والكبار في المدارس سبل الوصول إلى الوضع الصحي الأمثل، ما يستوجب توفير كل الدعم لها لتؤدي رسالتها على الوجه الأكمل.

ومن ناحيته لفت محمد السويدي أخصائي نفسي في منطقة دبي التعليمية إلى أهمية الصحة النفسية في المدارس التي تهدف إلى معالجة المخاوف المتعلقة بالمشكلات النفسية والاجتماعية والصحية، والتي تؤثر على التعلم، والأداء الخاص بالطلاب بشكل كبير، وتتفاقم هذه المشكلات عندما يستوعب الصغار الآثار المدمرة المترتبة على أدائهم الضعيف في المدرسة، ويعاقبون على سوء سلوكهم.

وقال يوجد لدى معظم المدارس بعض البرامج لمعالجة مجموعة من المشكلات المتعلقة بالصحة العقلية والنفسية، مثل مشكلات التكيف والحضور في المدارس، والتسرب، والإيذاء الجسدي والجنسي، وغيرها.

تغذية سليمة

وأشار الدكتور محمد عبدالله رباح، أخصائي طبيب أطفال إلى أن جهاز المناعة بالجسم يعتمد على التغذية السليمة، وكما هو معروف فإن سوء التغذية يؤدي إلى نقص المناعة المكتسبة عند الأطفال ويكونوا عرضة للإصابة بالأمراض بمعدلات أكبر، مشيراً إلى أن تغذية الطفل هي مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الأهل وخاصة الأم، وإعطاء الطفل الأنواع المهمة من الأطعمة التي تحتوي على الفيتامينات والمعادن والعناصر المضادة للأكسدة التي تساعد على تقوية جهاز المناعة ومقاومة الجسم للأمراض خاصة مع دخول الأطفال إلى المدارس وأهم هذه الأطعمة، الثوم وهو مفيد جداً لتقوية جهاز المناعة لاحتوائه على مركبات وعناصر مضادة للأكسدة ومعدن السيلينيوم.

وأضاف أن السمك وزيت السمك الذي يحتوي على كمية كافية من الأحماض الدهنية أوميغا 3، هو مفيد لتقوية الكريات البيضاء في جهاز المناعة، بالإضافة إلى الزبادي والأجبان التي تساعد الجهاز الهضمي وتعيق نمو البكتيريا الضارة في الجهاز الهضمي.

وقال إن الفواكه والخضروات الطازجة من الأساسيات التي يجب أن تحتوي عليها وجبة الطفل المدرسية خاصة التي تحتوي على البيتاكاروتين مثل الطماطم والكيوي والبرتقال والجزر الذي يحتوي على كميات جيدة من فيتامين C والبوتاسيوم التي تقوي جهاز المناعة ومقاومة الأمراض، فضلاً عن الموز الذي يحتوي على كمية كبيرة من البوتاسيوم والألياف، والبروكلي لاحتوائه على مضادات الأكسدة كما أنه غني بالفيتامينات والمعادن والألياف ويحسن من قدرة جهاز المناعة، واللوز لاحتوائه على البروتينات ونسبة عالية من المعادن الضرورية لبناء العظام مثل الكالسيوم والمغنيسيوم والفوسفور.

Email