البرنامج المبتكر للهيئة ينال 7 نجوم بجائزة الأداء المتميز للوقاية من المرض

«صحة دبي» تحقق تطوّراً لافتاً في مستهدفات الأجندة الوطنية بمحاربة «السكري»

ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة الغرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

 

حققت دولة الإمارات تقدماً في مكافحة مرض السكري، إذ تراجعت من المركز الثاني عالمياً في نسبة الإصابة بالمرض، خلال سنوات، إلى المركز الخامس عشر، ما يعد إنجازاً كبيراً للجهود التي تبذلها الجهات الصحية، التي وضعت محاربة المرض في مقدمة أولوياتها، سواء من خلال تكثيف حملات التوعية بهذا المرض أو إجراء الفحوصات المجانية للمواطنين والمقيمين لا سيما في ظل وجود أكثر من 300 ألف حالة غير مشخصة، لديها القابلية للإصابة بالمرض.

هيئة الصحة بدبي، بدورها ركزت جهودها في محاربة المرض من خلال خططها الهادفة إلى تحقيق مستهدفات الأجندة الوطنية، فقد استحدثت الهيئة برنامجاً مبتكراً حاز على سبعة نجوم ببرنامج الوقاية المبتكرة لمكافحة داء السكري «الوقاية خير من العلاج» في جائزة دبي للأداء الحكومي المتميز، بني على دراسة أفضل الممارسات العالمية للوقاية من داء السكري بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين، ويعتبر الأول من نوعه في المنطقة والعالم، ونجح في تقليل معدلات الإصابة بمرض السكري في إمارة دبي.

ووضعت الأجندة الوطنية للصحة في حكومة دولة الإمارات موضوع التصدي للمرض ضمن أهم أولوياتها لخفضه من 19%إلى 16.4%، بحلول عام 2021، نظراً للمضاعفات الذي يتسبب بها المرض، إذ يحتل مراكز متقدمة في الإنفاق على الخدمات الصحية، حيث يتجاوز حجم الإنفاق على السكري 9.8 مليارات درهم العام الماضي.

 

نموذج رائد

وأوضحت الدكتورة ناهد منصف مدير إدارة الشؤون الصحية وقائد برنامج الوقاية المبتكرة لداء السكري، أن البرنامج يعتبر نموذجاً رائداً للرعاية الصحية المجتمعية للوقاية من داء السكري في إمارة دبي، ويتماشى مع رؤية الإمارات وخطة دبي 2021 واستراتيجية هيئة الصحة بدبي في تعزيز أنماط الحياة الصحية والوقاية من الأمراض.

وأضافت إن البرنامج نجح في التقليل من معدلات الإصابة بداء السكري في مجتمع إمارة دبي بين الفئات الأكثر عرضة للمرض، وذلك عن طريق الحد من عوامل الخطورة مثل: زيادة الوزن والسمنة، قلة النشاط البدني والحركي، الغذاء غير الصحي، والضغوط النفسية، والتدخين.

وبينت الدكتورة ناهد منصف، الأثر السلبي للمرض على الأفراد و المجتمع وكذلك القطاع الصحي نتيجة لزيادة الإنفاق على العلاج، حيث أشار الاتحاد العالمي لداء السكريIDF إلى أن متوسط الإنفاق على مرضى السكري في الإمارات يقدر بحوالي 9.8 مليارات درهم سنويا، كما بلغت نسبة المصابين نحو 17.3% في عام 2017 و هي نسبة مرتفعة، أما بالنسبة لإمارة دبي فلقد بلغت نسبة المصابين بداء السكري نحو 15.2% ونسبة الأشخاص المعرضين للإصابة نحو 15.8% وذلك بناءً على نتائج المسح الأسري للسكري لإمارة دبي 2017.

وأضافت الدكتورة منصف أن هيئة الصحة بدبي استحدثت برنامجاً مبتكراً مبنياً على أفضل الممارسات العالمية للوقاية من داء السكري بالإمارة، وذلك في إطار جهود المجلس التنفيذي لتبني الهيئات لمبادرات رائدة وشاملة تعالج مشاكل صحية ذات أولوية.

5 نقاط

وأوضحت أن النموذج الرائد الذي تبنته هيئة الصحة يركز على إطار هيكلي يشمل 5 عناصر تتضمن تعزيز أنماط الحياة الصحية ورفع الوعي الصحي لدى المجتمع وتبني أسلوب حياة أكثر صحة، وتنفيذ برنامج متكامل مبنية على الأدلة والبراهين للكشف المبكر عن الأمراض وعن عوامل الاختطار المسببة لداء السكري مثل السمنة وعدم ممارسة النشاط البدني وتناول الغذاء غير الصحي، واستحداث تداخلات وقائية مبتكرة فتح (عيادات نمط الحياة)، lifestyle medicine clinic للحالات المكتشفة التي تعاني من نسبة الخطورة المتوسطة أو العالية للإصابة بمرض السكر من خلال برنامج الكشف المبكر التي تقدم من خلال مرافق الرعاية الصحية الأولية، وكذلك تعزيز النظام الصحي ودعمه بالأدلة والبروتوكولات الإرشادية، والشراكة الفعالة مع الجهات الحكومية والخاصة ذات العلاقة ليتوافق مع سياسة الدولة وإمارة دبي للحد من الأمراض غير السارية، إضافة إلى تطوير سياسة الحد من الأمراض المزمنة على مستوى إماره دبي بتوجيهات من إدارة السياسات والاستراتيجية في الهيئة.

 

أنماط صحية

بدورها، قالت الدكتورة حنان عبيد رئيس شعبة الأمراض الحادة والمزمنة: إن الهيئة أطلقت عيادات لأنماط الحياة الصحية في مركزي البرشاء وند الحمر الصحيين وهي إحدى مبادرات هذا النموذج بعد الانتهاء من مرحلتها التجريبية لبرنامج وصفة السعادة، حيث حقق المشاركون نسب جيدة من إنقاص الوزن يتراوح بين 7 إلى 11 كيلو غراماً، خلال الأشهر الستة الماضية من خلال الإشراف والمتابعة للمشاركين من قبل الأطباء، والتثقيف الصحي والتغذية والأندية الرياضية.

وأوضحت أن المرحلة التجريبية للبرنامج التي تم تنفيذها بالتعاون مع نادي دبي للسيدات ونادي بالرميثة للرجال وجامعة الشارقة تضمنت 43 مشاركاً بينهم 25 من الإناث و18 من الرجال، حيث تم تقديم المسح الصحي الشامل لهم من قبل الطبيب المتخصص وإجراء الفحوصات اللازمة، ومتابعتهم من قبل أخصائي التغذية والتثقيف الصحي، إضافة إلى توفير حصص رياضية متنوعة وجلسات تحفيزية من قبل نادي دبي للسيدات ونادي بالرميثة للرجال، كما قامت جامعة الشارقة بمراجعة واعتماد هذه المنهجية الجديدة للوقاية من مرض السكري

وأشارت إلى فلسفة البرنامج إذ يتبنى أسلوباً جديداً لا يعتمد على الوصفات الدوائية، بل يتخطى ذلك ليكون علاجاً سلوكياً ومجتمعياً ونفسياً متكاملاً، وذلك تماشياً مع رؤية الإمارات وخطة دبي 2021 واستراتيجية هيئة الصحة بدبي في الوقاية وتعزيز أنماط الحياة الصحية، إضافة إلى مشاركة البرنامج في برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز «في دبي نتعلم» صناع التفوق.

وقالت: إن المشاركين حققوا نسباً جيدة في إنقاص الوزن، إضافة إلى انخفاض احتمال خطر إصابتهم بداء السكري خلال السنوات العشر المقبلة، وفقاً لمؤشر فينيش العالمي لقياس خطر السكري بشكل واضح، حيث تناقصت نسبة الاحتمال وفقاً للمؤشر السابق من نسبة الخطر المرتفعة إلى المتوسطة بمعدل 13%، وتناقصت نسبة الإصابة المتوسطة إلى المنخفضة لدى فئة النساء 7%، كما تناقصت نسبة احتمال الإصابة المرتفعة إلى المتوسطة لدى فئة الرجال بمعدل 7%.

آلية عمل

وأوضحت الدكتورة عبيد آلية عمل البرنامج الذي يتم اختيار المشاركين فيه من خلال أطباء الرعاية الصحية الأولية، حيث يقومون بتقييم الحالات وتحديد إمكانية تعرضهم لداء السكري خلال السنوات العشر المقبلة باستخدام قياس نسبة مخاطر الإصابة بالسكري حسب مؤشر فينيش العالمي لقياس خطر الإصابة بالسكري، ومن ثم يقوم المرشد الصحي أو المثقف الصحي بمتابعة الحالات والتنسيق مع مقدمي الخدمات المجتمعية في المناطق المحيطة والقريبة من مقر إقامة المشارك كالأندية الرياضية، ومتخصصي التغذية الصحية، ومتخصصي التحفيز النفسي والسلوكي وغيرهم، وقياس مدى اندماجهم ومشاركتهم في البرامج مع مقدمي الخدمات في المجتمع.

وصفة السعادة

وأما عن مشاركة نادي دبي للسيدات في برنامج «وصفة السعادة» فقد حرص على تقديم خدمات متميزة لهذه المبادرة من خلال توفير عضويات وحصص لياقة بدنية واستشارات غذائية للسيدات المعرضات للإصابة بمرض السكري.

ولفتت لمياء عبد العزيز خان مديرة نادي دبي للسيدات إلى نجاح البرنامج، والأثر الإيجابي لممارسة التمارين الرياضية والاهتمام بنمط غذائي متوازن على صحة الإنسان، لتجنب والحد من الأخطار التي يمكن أن يتعرض لها وصولاً للهدف الصحي المنشود، مؤكدةً التزام النادي في القيام بدوره في التثقيف الصحي الهادف إلى تشجيع الفتيات والنساء بمختلف الفئات العمرية على ممارسة الرياضة واتباع نمط حياة يناسب تطورات العصر، وتقديم الاستشارات والنصائح الطبية التي تنعكس إيجاباً على دور المرأة في الأسرة والمجتمع بصفة عامة.

مسؤولية مجتمعية

وقالت مديرة نادي دبي للسيدات: إننا نقوم بهذا الدور التوعوي والتثقيفي انطلاقاً من المسؤولية المجتمعية لنادي دبي للسيدات، وبالتعاون مع العديد من المستشفيات والمراكز الطبية ونخبة من الأطباء وخبراء التغذية والتنمية البشرية من داخل وخارج الدولة، ونعلن عنها باستمرار عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، وتشهد إقبالاً لافتاً من عضوات النادي وأفراد المجتمع بصفة عامة، متمنيةً حياة صحية وهانئة للجميع.

 

إشادة بمبادرات «صحة دبي» للحد من الإصابة بالمرض

شدد عدد من المستطلعة آراؤهم، على أهمية حملات التوعية بأخطار ومضاعفات مرض السكري، وتوعية الناس بطرق الوقاية من المرض بكل أطيافه وأنواعه، من خلال توعية الطلبة والموظفين والأهالي باتباع نظام غذائي صحي غني بالخضروات والفاكهة، وقليل السعرات الحراري، وتشجيعهم على ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم للحفاظ على مستوى السكر الطبيعي في الجسم، والحفاظ على الجسم الصحي والوزن المثالي للوقاية من الإصابة بمرض السكري، لا سيما وأن منظمة الصحة العالمية تتوقع أن يكون مرض السكري سابع مسبب للوفاة الرئيسية في العالم بحلول عام 2030.

وقال عبد الله سلمان: «السكري يحتاج إلى وقفة من الأسرة أولاً، لافتاً إلى أهمية الدور النفسي والمعنوي الذي يمكن أن تلعبه الأسرة والمجتمع في التخفيف على مريض السكري ومساعدته في تجاوز مراحل العلاج والتعايش مع المرض بطريقة صحية وسليمة».

وأضاف: «يجب تعيين كوادر تمريضية مؤهلة وملمة بالتعامل مع حالات سكري الأطفال في المدارس لضمان مواجهة المشكلات الصحية التي قد تواجه الطلبة المصابين بالمرض، والتي من أهمها انخفاض مستوى السكر أثناء الدراسة، وارتفاع مستوى السكر في الدم، وعدم الرغبة في المشاركة في التمارين الرياضية، والشعور بالإحباط والمصاعب النفسية، خاصة وأن انخفاض سكر الدم حالة قد تحدث بسبب عدم تناول الوجبة أو تأخيرها، أو زيادة في التمارين الرياضية أو بسبب زيادة في جرعة الأنسولين بالخطأ، وتؤدي إلى التسبب بالعرق، والشحوب، والدوار (الدوخة) والإغماء ما يشكل خطراً على حياة الطفل».

 

مسؤولية

من جانبه، أشار علي أحمد أن بعض المدارس تحاول وضع العراقيل نحو عدم قبول طفل السكري في المدرسة، خوفاً من تحمل المسؤولية، وهذا خطأ، ومن جانب آخر، هناك كثير من الأهالي يقومون بإخراج الطفل من المدرسة عند اكتشاف إصابته بالسكري، ومنهم من يؤخر التحاقه بالمدرسة، بسبب القلق من انخفاض مستوى السكر أثناء الدراسة وصعوبة متابعة علاج وتحاليل السكري، وطالب بضرورة استحداث برامج تدريبية تخصصية «للسكري» للممارسين الصحيين، ودعم الأبحاث وخصوصاً المتعلقة بالتكلفة الاقتصادية للتخطيط الجيد لمحاربة المرض وعبئه الاقتصادي.

 

خدمات

وبدوره، ثمن سيف عبدالله المزروعي الخدمات الصحية المقدمة لمرضى السكري من حيث البنية التحتية وتوفير المستلزمات الطبية وكفاءة العاملين المختصين في هيئة الصحة بدبي، وناشد بتوفير كتيب يحتوي على أعراض السكري وطرق التعامل معه على الأطفال في المدارس وأولياء أمورهم.

ومضى إلى أن الفرد قد يتحكم في غذائه بحيث يجعله صحياً، وقد يمارس التمارين الرياضية كذلك، إلا أنه قد لا يستطيع أن يتحكم في الضغوطات العصبية التي تجعل التحكم في نسبة السكر والحفاظ علي صحته من أصعب الأمور، كونها تدفع صاحبها في كثير من الأحيان لتناول المأكولات غير الصحية، فضلاً عن عدم المحافظة على العلاج الدوائي.

لذلك ينصح المزروعي بضرورة السيطرة على الضغوط العصبية، وإيجاد الحلول المناسبة لأي مشكلة، والتفكير بشكل هادئ في المشكلات اليومية التي تواجهنا، مشيرة إلى أن بعض التمارين الرياضية مثل اليوغا تساعد على تهدئة الأعصاب والتخلص من الضغط العصبي بما يقينا خطر الإصابة بمرض السكري، ومتابعة الحياة بشكل طبيعي وصحي.

إيجابية

من جهته، أشاد لافي عبود بالمبادرات الإيجابية التي أطلقتها هيئة صحة دبي للحد من الإصابة بمرض السكري، مناشداً جهات العمل والمدارس بالمشاركة في هذه المبادرات فيما يتعلق بالجانب الوقائي، وذلك في إطار المسؤولية الاجتماعية والحرص على رفع الوعي الصحي بين أبناء المجتمع.

تطوير

طورت هيئة الصحة في دبي منظومة وصفة السعادة من خلال تحديث تطبيق «حياتي» ليشمل تقييم الحالات وتحديد إمكانية تعرضها لداء السكري خلال السنوات الـ 10 المقبلة باستخدام قياس نسبة مخاطر الإصابة بالسكري الكترونياً وربطها بخدمة مستقبلية جديده تسمى عيادات الحياة الصحية وهي خدمة متكاملة مبتكرة لتقليل فرص الإصابة المستقبلية لداء السكري يقوم عليها طبيب، أخصائي تغذية وأخصائي تثقيف من خلال الربط مع الأندية الرياضية.


Email