أطلقتها «صحة دبي» في مركزي البرشاء وند الحمر

خدمة 24 ساعة.. نجاح لافت في خفض الحـالات الطارئة المحوّلة للمستشفيات

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

ساهمت خدمة الــ(24) ساعة بمركزي البرشاء وند الحمر الصحيين، التي أطلقتها هيئة الصحة بدبي في خفض الحالات الطارئة المحوّلة إلى أقسام الطوارئ بمستشفياتها لتصل إلى حالتين فقط من كل 1000 حالة تراجع هذه المراكز ما ساعد في تخفيف الضغط عن أقسام الطوارئ والكوادر الطبية والتمريضية العاملة في تلك الأقسام التي كانت تعاني في السابق من ضغط شديد.

وأكدت الدكتورة علياء رفيع مديرة مركز البرشاء الصحي على أهمية خدمة 24 ساعة والتي استقبل المركز من خلالها 21 ألف حالة مرضية من أصل 197 ألفاً راجعوا المركز العام الماضي.

وقالت إن المركز يقوم من خلال خدمة (24) ساعة باستقبال الحالات الطارئة البسيطة والمتوسطة، والحالات المحولة من أقسام الطوارئ في المستشفيات التابعة لهيئة الصحة بدبي ليتم التعامل معها وفق أحدث البروتوكولات والممارسات العالمية من خلال كوادر طبية وتمريضية مؤهلة ومتخصصة في هذا المجال.

رعاية متميزة

واستعرضت الدكتورة رفيع مختلف الخدمات التي تقدمها مراكز الرعاية الصحية الأولية بما فيها مركز البرشاء الصحي ودورها في تقديم خدمات الرعاية المتميزة للمرضى وفق أعلى المعايير العالمية وخاصة بعد حزمة الاعتمادات التي حصلت عليها كافة مراكز الرعاية الصحية التابعة للهيئة.

وقالت: إن مركز البرشاء الصحي يقدم جميع خدمات الرعاية الصحية الأولية المتعلقة بصحة الفم والأسنان وطب الأسرة وفحوصات ما قبل الزواج، ومتابعة الحوامل، وهشاشة العظام، وأمراض السكر، والتغذية، والخدمات الوقائية، وعيادة المسافرين، والزيارات المنزلية لكبار السن، وطب العيون، والعظام، والأنف والأذن والحنجرة، وعيادات تعزيز الصحة التي تعني بصحة المرأة والرجل والمراهقين وكبار السن، وخدمات صحة الطفل بما تشمله من تطعيمات، والفحص المبكر للأمراض الوراثية، وعيادة الإقلاع عن التدخين، وخدمات فحص الأشعة بجهاز الماموغرام للكشف المبكر عن سرطان الثدي، وغيرها من الخدمات الأخرى.

عيادات تخصصية

من جانبها، قالت الدكتورة عائشة البسطي أخصائية طب الأسرة، مديرة مركز ند الحمر الصحي إن المركز استقبل خلال العام الماضي 190 ألف مراجع استفادوا من مختلف خدمات المركز وعياداته التخصصية المتنوعة.

وأكدت أهمية خدمة 24 ساعة التي تأتي ضمن جهود الهيئة لتوفير الحلول المختلفة التي تساهم في تقديم خدمات سهلة وميسرة للمتعاملين وتعمل على تلبية احتياجاتهم المتزايدة من الخدمات الصحية، إضافة إلى تخفيف الضغط على أقسام الطوارئ بمستشفيات الهيئة وخاصة مركز الإصابات والحوادث بمستشفى راشد.

وقالت الدكتورة عائشة البسطي: إن تقديم الخدمات الطبية الطارئة على مدار الساعة ساهم في تعزيز الخدمات العلاجية التي تقدمها مراكز الرعاية الصحية الأولية لمراجعيها من المرضى مشيرة إلى التنسيق القائم مع مركز الحوادث والإصابات بمستشفى راشد لتحويل واستقبال الحالات الطارئة وتقديم العلاجات اللازمة لها.

وأشارت إلى التعاون والتنسيق القائم بين مستشفيات الهيئة ومراكز الرعاية الصحية الأولية فيما يتعلق بتبادل الاستشارات الطبية حول مختلف الحالات المرضية بما فيها متابعة الحوامل والتحويل إلى المستشفيات في الحالات الطارئة.

إنجازات

وكانت مراكز الرعاية الصحية الأولية بهيئة الصحة بدبي قد حققت خلال الفترة الماضية العديد من الانجازات المتميزة كحصولها على شهادة إدارة الابتكار (TS 16555-1:2013 ليكون قطاع الرعاية في الهيئة هو الأول عالمياً الحاصل على هذه الشهادة، وهو الأول أيضاً الحاصل على شهادة إدارة المستشفيات الخضراء والنظيفة، إلى جانب شهادات الايزو، والحصول على الاعتماد الكندي، ضمن التصنيف الماسي، وهو المستوى الأعلى في الاعتماد الكندي، بعد أن حصلت المراكز على الاعتماد الدولي (JCI) من اللجنة الدولية المشتركة لاعتماد المنشآت الصحية.

350 حالة

بدورها، أكدت الدكتورة علياء المزروعي المدير التنفيذي لمستشفى راشد بدبي على أهمية استحداث خدمة 24 ساعة بمراكز الرعاية الصحية الأولية ودورها في تخفيف الضغط على مركز الإصابات والحوادث بمستشفى راشد الذي استقبل خلال العام الماضي 165 ألف حالة.

وأوضحت الدكتورة المزروعي أن المركز يستقبل يومياً 350 حالة تقريباً منها 25% حالات حرجة و15- 30% بحاجة إلى الإدخال الفوري للمستشفى، ونحو 50% حالات حرجة تستدعي التدخل الطبي الفوري مثل الجلطات الدماغية والسكتات القلبية والحوادث، وهو الأمر الذي يشكل ضغطاً كبيراً على الكوادر الطبية والتمريضية والفنية العاملة في المستشفى.

وأشارت إلى سرعة استجابة المستشفى للحالات الطارئة التي تستدعي تدخلا عاجلا، حيث يمتلك مركز الإصابات والحوادث نظاماً دقيقاً لتصنيف الحالات، وتحديد الوقت المخصص ودرجة الاستجابة لكل حالة حسب خطورتها، وهناك حالات يتم إدخالها إلى غرف العمليات في وقت قياسي بعد فحصها.

ولفتت إلى العديد من الحالات المعقدة والإصابات البليغة التي يتم تحويلها من المستشفيات الحكومية والخاصة إلى مستشفى راشد، مؤكدة أن جميع الإصابات البليغة والحالات الطارئة يتم التعامل معها بشكل فوري وعاجل حسب تصنيف الحالة عند وصولها المستشفى.

وقالت الدكتورة المزروعي إن عدد غرف العمليات في المستشفى يصل حالياً إلى 10 غرف مجهزة بأحدث الأجهزة والتقنيات، حيث يقوم المستشفى يومياً بإجراء 30 عملية بين البليغة والمتوسطة وفقاً لأفضل البروتوكولات والممارسات العالمية.

خدمات متميزة

كما أشارت الدكتورة المزروعي إلى التميز الذي يحظى به مستشفى راشد من حيث وجود العديد من الأقسام التخصصية التي ينفرد بها وتعد الأولى من نوعها على مستوى الدولة مثل جراحة استئصال أورام الكبد للأطفال والبالغين، وقسم جراحة اليد والكف والذي نجح أطباؤه في استعادة أيدٍ مبتورة بالكامل لمرضى من مختلف الجنسيات، إضافة لقسم متكامل للحروق وعلاجها، وقسم متكامل للكسور المضاعفة وقسم متكامل للتعامل مع الأوعية الدموية إلى جانب جراحات المريء، وجراحات الأعصاب، والجراحات العامة، وعمليات السرطان والكبد والبنكرياس، وغيرها من الجراحات التي يتفوق فيها، ولا سيما جراحات السمنة، والعظام والعمود الفقري.

وعزت الدكتورة المزروعي الضغط الكبير الذي يشهده مركز الإصابات والحوادث بمستشفى راشد إلى مكانة وسمعة وثقة المتعاملين بخدمات المركز الذي يتميز بإمكاناته المتطورة من حيث التجهيزات التقنية والكوادر البشرية.

تصنيف الحالات

من جانبه، أشاد الدكتور محمود غنايم استشاري ورئيس قسم الطوارئ بمستشفى دبي بالتعاون القائم بين أقسام الطوارئ بمستشفيات هيئة الصحة بدبي وبين خدمة 24 ساعة للحالات الطارئة بمراكز الرعاية الصحية التي تعمل كوحدة متكاملة هدفها التميز في الخدمات التي تقدمها حيث تعتبر الأفضل في هذا المجال والأكثر تقدماً على مستوى المنطقة ونفخر بأننا جزء من منظومة حاصلة على الاعتراف الدولي JCIA في مجال الخدمات الصحية.

وأشار إلى نظام التصنيف الكندي العالمي الذي يتبناه مستشفى دبي، والذي تم تعديله بما يتلاءم مع طبيعة مجتمع الإمارات والأنماط الصحية السائدة، حيث تم توحيد وتطبيق هذا التصنيف في جميع أقسام الطوارئ بهيئة الصحة في دبي.

كما أوضح انه وفقاً لهذا النظام تم تصنيف الحالات إلى 5 فئات بحيث يكون المستوى الأول هو الأخطر ويتم التعامل والتدخل العلاجي له بشكل عاجل، ثم المستوى الثاني والذي يتم التعامل معه خلال عشر دقائق، والمستوى الثالث ويقدم له العلاج خلال 30 دقيقة، ومن ثم حالات المستوى الرابع والخامس ويقدم لها العلاج خلال ساعة أو ساعتين، حيث إن معظم تلك الحالات غير خطيرة، ويمكن التعامل معها في مراكز الرعاية الصحية الأولية.

واستعرض الدكتور غنايم الإمكانيات والتجهيزات المتطورة التي تتمتع بها أقسام الحوادث في الهيئة من حيث الكوادر الطبية المتخصصة في مجال طب الطوارئ والتقنيات الحديثة في مجال التشخيص والعلاج.

كما لفت إلى جهود وانجازات قسم الطوارئ بمستشفى دبي الذي بدأ بتقديم العلاج المتخصص، ثم العلاج المتميز، بعد ذلك الانتقال إلى مرحلة رضا المتعاملين ثم رضا المتعاملين التام والآن إلى مرحلة إسعاد المتعامل وهي عملية تتطلب جهداً كبيراً وحرفية غير مسبوقة وان لم نصل إلى ذلك فسوف لن يكون لنا مكان في سباق التميز، وعليه فنحن نعمل جاهدين في أقسام الطوارئ على أن نقدم الأفضل.

خطة توسعية

وقال رئيس قسم الطوارئ في مستشفى دبي: إن المستشفى ينفذ خطة توسعية شاملة لقسم الطوارئ بالمستشفى لرفع الطاقة الاستيعابية، من خلال زيادة عدد الأسرة ليصل إلى 60 سريراً مجهزاً تجهيزاً كاملاً إلى جانب تقديم خدمات طبية متخصصة، وتحديث الأجهزة الطبية المستخدمة، وتسهيل رحلة المريض وتقليص مدتها إلى الحد الأدنى، لنقله من مستوى الرضا عن الخدمة إلى تحقيق السعادة التامة بمستواها، مشيراً إلى أن القسم يستقبل يومياً ما بين 350 و 400 حالة، فيما تتصدر آلام الصدر والقلب والشرايين ومضاعفات السكر مسببات دخول القسم.

وأوضح غنايم أن أمراض القلب والشرايين تصدرت قائمة أسباب دخول المرضى إلى قسم الطوارئ بالمستشفى، إضافة إلى مضاعفات مرض السكري، وأمراض الكلى، والنزلات المعوية، والنزلات الشعبية بالنسبة للأطفال، فيما كان الإنهاك الحراري يتصدر هذه الأسباب قبل سنوات، مؤكداً أن نسب الإصابة به تراجعت بنسبة 80%، خصوصاً بعد تطبيق وزارة الموارد البشرية والتوطين لقوانين حظر العمل وقت الظهيرة.

90 %

ذكر الدكتور محمود غنايم أن قسم الطوارئ في مستشفى دبي يتعامل مع أكثر من 90% من الحالات التي يستقبلها وفق المعدل الزمني العالمي المعتمد، الذي تم تعديله بما يتلاءم مع طبيعة مجتمع الإمارات والأنماط الصحية السائدة.

مطالبات بالتوسّع في خدمة 24 ساعة بزيادة المراكز

أشاد متعاملون ممن استطلع «البيان الصحي» آراءهم بخدمة الــ(24) ساعة في مركزي البرشاء وند الحمر الصحيين، التي أطلقتها هيئة الصحة بدبي ومساهمتها في خفض الحالات الطارئة المحوّلة إلى أقسام الطوارئ بمستشفياتها وتخفيف الضغط عن المستشفيات، والانعكاسات الإيجابية على خدمة المرضى، مطالبين بتعميم الفكرة وزيادة عدد المراكز التي تعمل بهذا النظام.

كما ثمنوا الجهود المستمرة واللافتة التي تبذلها هيئة الصحة بدبي للارتقاء بخدمات الرعاية الصحية.

من ناحيته، أكد جمال محمد أن القرار ترتب عليه حصول المرضى بشكل عام على خدمات صحية شاملة خلال الفترة المسائية، وذلك من خلال العمل على توفير تلك الخدمات في المراكز القريبة من سكنهم، مثمناً حرص هيئة الصحة بدبي على تسهيل خدماتها للمواطنين والمقيمين بتوفير ساعات أطول لخدماتها وخصوصاً في المناطق التي تشهد ازدحاماً.

وأضاف أن تمديد ساعات العمل في هذه المراكز الصحية، ينم عن جهود الهيئة المستمرة للارتقاء بخدمات الرعاية الصحية التي توفرها عبر شبكة مراكز الخدمات العلاجية الخارجية، لافتاً إلى أن الساعات الإضافية تسهم في توفير قدر أكبر من المرونة والراحة في عملية الفحص، كما تسهم في خفض مدة الانتظار والازدحام في هذه المرافق.

كثافة

بدوره، قال محمد فوزي: إن تمديد ساعات العمل في المراكز الطبية يراعي أوقات المرضى والمتعاملين ويجنبهم مراجعة المستشفيات خلال ساعات الازدحام أو حتى خلال أوقات دوامهم، مؤكداً أهمية تمديد ساعات العمل في المراكز الصحية التي تشهد كثافة سكانية عالية، كما أن تمديد العمل بالمركز الصحي ليصبح العمل فيه 24 ساعة من شأنه أن يسهم في تقليل الازدحام على المستشفيات، خصوصاً في أوقات متأخرة من الليل ويخفف من معاناة المرضى.

واستطرد: ظاهرة ازدحام المرضى المراجعين بالعيادات الخارجية كانت مشكلة تثقل كواهلهم، فضلاً عن الأمراض التي تفتك بهم، وتضطر نسبة من المرضى والمراجعين إلى الانتظار طويلاً لمقابلة الأطباء المعالجين، وهي عملية مرهقة لمريض بحاجة إلى من يأخذ بيده.

تطور

من جانبها، أكدت الدكتورة نجوى فضل من جامعة الجزيرة، أن الخدمات المقدمة من قبل مراكز هيئة الصحة بصفة عامة في تطور مستمر، إذ في السابق كان المراجع يشتكي من الانتظار الطويل لكثرة المراجعين في العيادات الخارجية والطوارئ خاصةً، أما الآن فتحسنت الخدمة ومدة الانتظار والتواصل مع المرضى خفضت إلى أدنى مستوى ما ساهم في اختفاء ظاهرة الازدحام بالعيادات الخارجية.

وأضافت: كان يتميز القطاع الطبي الخاص بخدماته على الخدمات الحكومية في السابق لأن انتظار المريض المراجع بمستشفى خاص لا يتعدى نصف ساعة مقارنة بالمنشآت الحكومية، فضلاً عن الازدحام الذي تشهده أقسام الطوارئ بأي مستشفى حكومي، مشيراً إلى أن الأطفال والنساء وكبار السن كانوا يفضلونه لهذا السبب أما الآن فقد أصبحت خدمات صحة دبي تضاهي الخاص وتتفوق عليه.

حلول عملية

كما أكد حسام عبد الفتاح أن المريض همة الأول تشخيصه وعلاجه بطريقة مثلى إلى جانب تلقي الخدمة في وقت مثالي، وعدم الانتظار لساعات في المستشفيات والعيادات، مثمناً تطبيق صحة دبي للحلول العملية من أجل تقليص معدل الازدحام في العيادات الخارجية، مطالباً بتعميم التجربة وتمديد ساعات العمل في المراكز الأخرى.

وثمن مجدي حمامرة من جامعة الفلاح، حرص الهيئة على ضمان تلبية كافة احتياجات المرضى والارتقاء بخدماتها، مشيراً إلى أن قرار تمديد ساعات تقديم الخدمة في المراكز أثلج صدور الكثيرين، الذين سيصبح من السهل عليهم مراجعة هذه المراكز، دون تكبد عناء الانتظار، خاصة أنها أصبحت تشهد تطوراً ملموساً خلال الفترة الماضية، وتوفر مختلف الخدمات الصحية التخصصية بمستويات راقية، بكل سهولة ومن دون معاناة.

Email