مراقبة تواريخ صلاحية الأدوية وطريقة الحفظ لتجنب الأضرار

صيدلية المنزل خط الدفاع الأول ولكن بمحاذير عدة

ت + ت - الحجم الطبيعي

كثيرة هي الحوادث والأمراض التي يمكن التعرّض لها في المنزل، وتتطلب معالجة سريعة بالوسائل العلاجية المنزلية المتاحة، حيث لا يكون الوقت كافياً للتوجه إلى الطبيب أو الصيدلية، أو حتى قد لا تكون هناك حاجة إلى ذلك بوجود الحد أدنى من الأدوية وحاجيات الإسعافات الأولية في متناول اليد في المنزل.

وللحفاظ على سلامة العائلة، وخصوصاً في حال وجود أطفال، من الضروري توفير أدوية معينة للكبار والصغار لا يمكن الاستغناء عنها في أي وقت من الأوقات ولا تحتاج إلى وصفة طبية عند تعرض أي من أفراد العائلة لمشكلة.

لا يخلو منزل من وجود صيدلية صغيرة تحتوي على بعض المسكنات والمراهم للحالات الطارئة. وفي ما يلي بعض النصائح والإرشادات حول محتويات الصيدلية المنزلية لمواجهة مختلف حالات الطوارئ.

ضرورة

وقال الدكتور علي السيد مدير إدارة الخدمات الصيدلانية في هيئة الصحة في دبي، بأن صيدلية المنزل تعتبر من الضروريات خاصة مع وجود الأدوية، سواء كانت للصغار أم للكبار في كل بيت، لافتاً إلى أن هناك شروطاً ومحاذير تنطوي على تخزين الأدوية لا بد من مراعاتها، خاصة من قبل الأم، لأنها هي من تقوم بإعطاء الدواء للأطفال والكبار أيضاً.

وقال بأن هيئة الصحة في دبي أطلقت في وقت سابق حملة توعوية للتوعية بأهمية وجود الصيدلية المنزلية وطرق حفظ الأدوية وأماكن تعليق الصيدلية، بحيث تكون محتوياتها بعيدة عن متناول الأطفال ومغلقة أيضاً بطريقة محكمة لا يسهل فتحها وبعيدة عن الحرارة أو الرطوبة العالية لأن الأدوية عبارة عن مواد كيميائية تتأثر بسرعة بالمتغيرات المحيطة، حيث يجب حفظها في درجات حرارة معينة ويبدو ذلك جلياً من تغير لونها، خاصة إن كانت عبارة عن شراب للأطفال، وبالتالي لا بد من التأكد من جميع هذه الأمور قبل إعطاء الدواء للطفل.

نصائح

وينصح الدكتور السيد بحفظ الأدوية مع نشرة البيانات المرفقة بها، حتى يتمكن المرء من معرفة الجرعة المناسبة، بالإضافة إلى ضرورة مراعاة تاريخ انتهاء صلاحية الأدوية في الصيدلية المنزلية، ولا يجوز أن تعطى هذه الأدوية بعد انتهاء صلاحيتها، ومن الأفضل أن تتم مراجعة محتويات الصيدلية المنزلية مرة واحدة كل عام، لكي يتم التخلص من المحتويات منتهية الصلاحية واستبدالها بمحتويات جديدة واستشارة طبيب الأسرة بشأن المادة الفعالة المناسبة.

وشدد على ضرورة حفظ الصيدلية المنزلية في مكان بارد وجاف ومظلم، وبالتالي فإن الحمام أو المطبخ ليس من الأماكن المناسبة. ولذلك ينصح الدكتور علي بوضع الصيدلية المنزلية في مكان بارد دائما مع عدم تعرضها لأشعة الشمس المباشرة، وأن تكون بعيدة عن متناول يد الأطفال، ومن الأفضل أن يتم وضعها في الخزانات، التي يمكن تأمينها بقفل.

خطورة

وقال بأن التخلص من الأدوية غير المستخدمة، سواء كانت صالحة للاستخدام أو منتهية الصلاحية، عبر إلقائها مباشرة في القمامة أمر فائق الخطورة، كما أن سكبها في المراحيض أو الأحواض أمر ذو خطورة أشد، إذ إنه يؤثر على البيئة بشكل سلبي، فمياه الصرف المحملة بالمركبات الكيميائية الدوائية قد تختلط بمياه الأنهار والبحار، مما قد يؤثر على البيئة النهرية والبحرية والكائنات المختلفة التي تعيش بها، كما أن إعطاء الأدوية الزائدة عن الحاجة لأشخاص آخرين، يعتبر خطراً بسبب ابتعاده عن الإشراف المباشر للطبيب أو الصيدلي، ويعرض صحتهم للخطر، فليس كل ما يصلح لمريض بعينه قد يصلح لمريض آخر حتى ولو تشابهت الحالة المرضية.

وأكد حرص هيئة الصحة في دبي على الارتقاء بمستوى الأمان الصحي والبيئي من خلال رفع الوعي والتثقيف الصحي للمرضى وذويهم حول الطرق والوسائل الصحيحة للتعامل مع الأدوية أثناء الاستخدام، وسبل التخلص الآمن منها.

شمولية

وبدوره قال الصيدلاني محمد سامح مسؤول صيدلية في مستشفى راشد: «صيدلية المنزل يجب وجودها في كل منزل لأن وجود بعض الأدوية في المنزل مثل الأدوية الخاصة بالأطفال والإسعافات الأولية تعتبر ضرورية جداً ولا يمكن لأحد الاستغناء عنها».

وأضاف: «يجب أن تشتمل الصيدلية المنزلية على مقص وملقط، لإزالة الشظايا مثلاً، كما يجب حفظ الأرقام الهاتفية الهامة، مثل خدمة طوارئ السموم وخدمة طوارئ الصيدليات وأقرب مركز طوارئ، في الصيدلية المنزلية أيضاً. وفي حالة تعاطي أدوية لا يتم صرفها إلا بواسطة وصفة طبيب، فمن الأفضل أن يتم حفظ هذه الأدوية بعيداً عن الصيدلية المنزلية، حتى لا يحدث خلط بينها وبين مكونات الصيدلية المنزلية».

وفي حالة وجود أطفال صغار أو رضع في الأسرة فمن الضروري أن تتضمن الصيدلية المنزلية أقماعاً أو شراباً لخفض الحرارة، ويتم تحديد الجرعة من هذه المسكنات حسب عمر الطفل ووزنه. ويجب شراء قطرات الأنف المخصصة للأطفال، كما يجب توفر مرهم للجروح في الصيدلية المنزلية.

وأضاف: هناك بالطبع درجات حرارة معينة يجب أن يحفظ فيها الدواء داخل المنزل، وهناك أدوية يجب أن تبقى في الثلاجة طيلة فترة الاستخدام أو حتى عند نقلها من الصيدلية إلى المنزل مثل الأنسولين الخاص بمرضى السكري وهكذا.

أضرار

وشدد على ضرورة التخلص الآمن من الأدوية بعد انتهاء صلاحيتها، لأن التخلص من الأدوية بالحاويات المخصصة للنفايات من شأنه أن يلحق أضراراً للبيئة والأفراد. وأضاف: «إن مسألة انتهاء صلاحية الأدوية مسألة معقدة وشائكة، وتدخل فيها اعتبارات صحية للمرضى واقتصادية للشركات المنتجة».

وأقرت منظمة الأغذية والأدوية الأميركية قانوناً يلزم الشركات منذ سبعينيات القرن الماضي بكتابة تاريخ الإنتاج، وتاريخ انتهاء الصلاحية على جميع الأدوية لضمان المفعول الأمثل للأدوية التي تؤخذ في ذلك المدى الزمني.

وقال: «إن انتهاء فترة صلاحية الدواء لا تعني حدوث ضرر من تناوله، ولكن قد تبدأ فاعلية الدواء في التناقص التدريجي كلما مر الوقت، أي إنه ليس معنى أن الدواء اليوم سليم، وغداً يصبح مادة سامة، ولكن ربما يتجه الدواء إلى فقدان نسبة معينة من مفعوله كلما مرّ الوقت على تاريخ انتهاء المفعول، ولا ننسى أن الأدوية عندما تتعرض لسوء تخزين تفقد مفعولها حتى وإن كان تاريخ الصلاحية ما زال فعالاً».

أنواع

ومن جانبه قال الصيدلاني محمد مرتضى مسؤول صيدلية في مستشفى دبي: «من الضروري أن تحتوي كل صيدلية صغيرة على أهم الأدوية والأدوات التي يتم استخدامها دون وصفة طبية». وأضاف: «عادة ما تضم صيدلة المنزل الأدوية التي تباع دون وصفة طبية، وتهدف لعلاج المشاكل الصحية الثانوية مثل الصداع والحمى والسعال، أما بالنسبة للأدوية التي تعالج مشاكل صحية أساسية فلا تتواجد في هذه الصيدلية، بل يجب أن يلجأ المريض إلى الطبيب مباشرة للحصول على الأدوية المناسبة».

أدوية مسكنة للألم

وبين مرتضى أنه يجب أن تحتوي الصيدلية على أدوية مسكنة للألم، ونقصد هنا الأدوية التي تسكن الألم الذي تشعر به مثل الأسبرين والباراسيتامول، فهذا النوع من الأدوية يكون فعالاً في تخفيف الألم مثل الصداع وحتى ألم الطمث، كما بإمكان هذه الأدوية أن تقلل من الأعراض الناتجة عن الإصابة بنزلات البرد، ويجب عدم إعطاء الأسبرين للأطفال دون الـ 16 من عمرهم، كما يجب أن تضم أدوية مضادة للهيستامين وهذه الأدوية فعالة ومفيدة في التعامل مع الحساسية ولسعات الحشرات.

وهذه الأدوية تكون عبارة عن كريم يتم وضعه على الجلد مباشرة، وعادة ما يعالج هذا الشكل منه لسعات الحشرات المختلفة والطفح.

كما يجب أن تضم الصيدلية المنزلية حبوباً يتم تناولها بهدف علاج حمى الكلأ، بالإضافة إلى التخفيف من بعض أعراض الحساسية من أنواع معينة من الأطعمة، كما من شأن هذا الشكل من الأدوية أن يساهم في تخفيف الحكة الناتجة عن جدري الماء.

وأضاف مرتضى: «لكن تجدر الإشارة إلى أن بعض الأدوية المضادة للهيستامين قد تسبب النعاس، لذا اسأل الصيدلي حول بدائل لهذه الأنواع».

متعاملون: الصيدلية المنزلية ضرورة حتمية

اعتبر عدد من المتعاملين، الصيدلية المنزلية من الأشياء الأساسية في كل منزل، نظراً لأهميتها في حالات الإسعاف السريع، فاحتواء الصيدلية على المستلزمات الضرورية يساهم في إسعاف المصاب في الدقائق الأولى مما يساعد على الشفاء السريع، وقد يقلل من تعرض المصاب لعاهات مستدامة والتي تحدث أحيانا نتيجة التأخر في إسعاف المريض، غير أنهم تساءلوا: ما هي الأدوية التي يجب أن تكون في صيدلية المنزل؟

وحول ذلك ترى الدكتورة نجوى فضل أن من الأهمية وجود بعض الأدوية في المنزل، مثل خافضات الحرارة، ومسكنات الألم، فضلاً عن أدوية الإسعافات الأولية، مؤكدة أن وجود صيدلية بالمنزل من الأشياء المهمة، وخاصة للأسر ذات الأعداد الكبيرة ومن لديها عدد كبير من الأطفال، لأنه من المحتمل حدوث أي جرح أو إصابة مفاجئة، أو حتى ظهور ألم بسيط أو مفاجئ لدى أحد أفراد الأسرة، خاصة في الساعات المتأخرة من الليل، ما يستدعي وجود إسعافات أولية كاملة داخل صيدلية المنزل.

واتفق معها في الرأي الدكتور وديع عبود، مشيراً إلى أن أهم هذه الإسعافات والمكونات للصيدلية التي يجب الحرص على اقتنائها، مسكن عام للأمراض الشائعة مثل الصداع والمغص، ومطهرات الجروح، مشيراً إلى أنه في حالة وجود أطفال بالمنزل، لا بد من توافر أدوية خاصة بالانتفاخ والتقلبات المعوية، كونهم أكثر عرضة لذلك خلال فترة الرضاعة.

سرعة التعامل

وأوضح أنه من الأدوية المهمة للأطفال داخل المنزل، خافضات الحرارة، لاحتمال تعرضهم لارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة، ما يتطلب سرعة التعامل مع ذلك، لما يسببه هذا الارتفاع من خطورة على الحالة الصحية العامة للطفل، أما في حالة وجود كبار السن في المنزل، فيجب توافر أدوية خاصة بالحموضة، وعسر الهضم، كون جهازهم الهضمي قد يعاني من مشكلات بسيطة في هذه السن المتقدمة.

وشددت كذلك مها الهاشمي على أهمية الصيدلية المنزلية، مطالبة بضرورة إيجاد وسيلة إرشادية للأمهات وربات البيوت، يتعلمن من خلالها أهم مكونات الصيدلية، وأيضاً طرق الاستخدام المثلى لمحتوياتها من ضمادات الجروح، وأنواع العقاقير المختلفة، الشائعة بين الناس والمسكنات بمختلف أنواعها، وكذا تبيين مخاطر الإفراط في أي من هذه الأدوية واستخدامها بشكل سلبي.

وطالبت بوجود حملات توعوية دائمة بأهمية وضرورة توافر الصيدلية المنزلية في كل بيت باعتبارها من أساسيات الحفاظ على صحة وسلامة أفراد الأسرة، وبالتالي توفير عبء كبير على أقسام الطوارئ في المستشفيات، وتخفيض أعداد المراجعين لها والمترددين عليها، بفعل حسن التعامل مع أعراض الأمراض البسيطة.

حياة آمنة

وذكر الدكتور إسلام بوريني من جامعة الفلاح، أن الصيدلية المنزلية من الأمور الحيوية لدى كل أسرة، نظراً لأهميتها في تيسير إسعاف المصاب في الدقائق الأولى من إصابته، ما يساعد على الشفاء السريع، ويقلل من خطورة حدوث عاهات مستديمة نتيجة للتأخر في عملية الإسعاف، مشدداً على أن الصيدلية المنزلية ليست رفاهية كما يعتقد الكثيرون، بل هي من ضرورات الحياة الآمنة، إلا أنه من الضروري توعية ربات البيوت بأساسيات الإسعافات الأولية ما يساعدهم على التخفيف كثيراً من حدة الحالات الطارئة التي تصيب أفراد الأسرة.

ومن ناحيته قال حميد أحمد: على الرغم من أهمية الصيدلية المنزلية، إلا أنه يجب تنظيم حملات توعية بما يجب أن تحويه هذه الصيدلية، وكيفية تخزين الأدوية والمدة الآمنة للتخزين، وبالمكان المناسب الذي يجب أن توضع فيه صيدلية المنزل، حتى نضمن سلامتنا وسلامة أطفالنا وأبنائنا في سن المراهقة، فضلاً عن طريقة التخزين التي قد تتسبب في إفساد الأدوية بها، ما يجعل خطر تناولها أشد من عدمه.

وأضاف أن التوعية ضرورية تجنباً للاستخدام السيئ لمحتويات الصيدلية المنزلية، ما يضر بصحة أفراد الأسرة، مشددا على ألا تحوي الصيدلية إلا الأدوية اللازمة للتعامل مع الحالات الطارئة فقط.

حلول

الإصابة بالحمى والإسهال والقيء يساهم في فقدان الجسم للكثير من الماء والمعادن الأساسية، الأمر الذي من شأنه أن يسبب الإصابة بالجفاف، وعند الإصابة بهذه المشاكل الصحية يكون الحل الأمثل عادة هو محلول الجفاف الفموي، فهو يساعد في استعادة توازن المعادن والسوائل في الجسم ويخلص من التعب وعدم الراحة الناتجة عن الجفاف.

1500

توفر هيئة الصحة في دبي أكثر من 1500 صنف من الأدوية منها أحدث أنواع أدوية السرطان وأدوية القلب وغيرها

14

يفضل عدم إعطاء المضادات الحيوية التي تذاب عن طريق إضافة الماء بعد 14 يوماً من فتح واستخدام المضاد

8

يمكن للأنسولين أن يظل ساري المفعول إذا حفظ في الثلاجة ضمن درجة برودة تتراوح بين 2 و8 درجات مئوية

2

تتكون الصيدلية المنزلية من ركنين أساسيين هما: حقيبة الإسعافات الأولية وخزينة الأدوية

15

لا تباع المضادات الحيوية إلا بوصفة طبية وتم العام الماضي إغلاق 15 صيدلية تقوم ببيع المضادات الحيوية عشوائياً

28

يمكن للأنسولين أن يحتفظ بفاعليته إذا خرج من الثلاجة لمدة 28 يوماً ضمن درجات حرارة تتراوح بين 15 و30 درجة

Email