«صحة دبي»: فحص العاملين فيهـا شرط للموافقة على إصدار الإقامة

صالونات الحلاقة والتجميل.. بيئة خصبة لانتقال العدوى والأمراض

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد أطباء الأمراض الجلدية في هيئة الصحة في دبي أن بعض صالونات الحلاقة ومراكز التجميل قد تكون بيئة خصبة لنقل الأمراض والعدوى من شخص مصاب إلى آخر سليم، نتيجة إهمال النظافة وتعقيم الأدوات المستخدمة في الحلاقة والتجميل، مؤكدين أن خير وسيلة لتجنب الإصابة بالأمراض يكمن في استخدام مغلف الحلاقة لمرة واحدة، مشيرين إلى أن انتقال التهاب الكبد الفيروسي B عبر أدوات الحلاقة وارد جداً.

وفي هذا الإطار، وضعت هيئة الصحة في دبي قوانين صارمة لفحص الحلاقين والعاملين في هذه المحال للتأكد من خلوهم من الأمراض المعدية التي تنتقل عن طريق الدم وفق إجراءات الموافقة على إصدار الإقامة، وإعطاؤهم التطعيمات اللازمة لحماية الزبائن.

خطورة كبيرة

وقال الدكتور أنور الحمادي استشاري ومدير مركز دبي للأمراض الجلدية التابع لهيئة الصحة بدبي، إن التجاوزات تحدث بنسبة أكبر في الصالونات النسائية، مشيراً إلى أن المشكلة تتفاقم في أوقات المناسبات والأعياد والأعراس، التي تقبل فيها النساء على الصالونات، إذ يقل اهتمام الصالونات خلال تلك الفترة بأمور النظافة والقيام بممارسات لا تتلاءم مع هذه الأماكن مثل استعمال كريمات التقشير التي قد لا تناسب أنواع البشرة المختلفة.

وأضاف الحمادي أن تجاوزات بعض الصالونات وصلت لحد وصف الأدوية للزبائن، مشيراً إلى أن بعض الأدوية قد تحتوي على الكورتيزونات المضادة للفطريات، الأمر الذي يشكل خطورة كبيرة على صحة مرتادات هذه الصالونات.

ولفت إلى أنه تفاجأ بهذا الأمر حين أرسلت له إحدى متابعاته على وسائل التواصل الاجتماعي تسأله عن مدى صحة استخدامها لهذه الكريمات التي وصفها لها الصالون الذي ترتاده، حيث أرسلت له صورة هذه الكريمات، التي تحتوي على الكورتيزونات ومضادات الفطريات، مشيراً إلى أن هذا الأمر يعتبر في غاية الخطورة على صحة مرتادات الصالونات.

ضرر

وحول استخدام وصلات الشعر في الصالونات التي يتم وصلها بأنواع معينة من اللصقات، قال الدكتور الحمادي إن عدداً كبيراً ممن استخدمن هذه الوصلات راجعن العيادات الجلدية نظراً للضرر اللافت الذي تعرض له شعرهن بسبب تلك الوصلات.

وأضاف أن بعض صبغات الشعر كذلك تسبب الحساسية للمرأة فضلا عن تأثيرها المضر للشعر، بالإضافة إلى أنواع الحناء التي يضاف لها المواد المحظورة مثل الصبغة السوداء والتي تتسبب في إصابة الجلد بحساسية والتهاب شديدين.

حزمة خدمات

وذكر الحمادي أنه في السابق كان من المتعارف عليه أن الرجل يذهب إلى صالونات الحلاقة الرجالية لحلق شعره أو لحيته، أما الآن فإنه عندما يرتاد هذه الأماكن يتفاجأ بتقديم قائمة خدمات تشبه قائمة الطعام في المطاعم، لذا ينصح بضرورة استخدام الأدوات الخاصة بكل زبون على حدة، حتى لو أضطر الزبون بشراء حقيبة تحتوي على أدواته الخاصة ليستخدمها هو وأبناؤه فقط تجنبا لانتقال العدوى والأمراض، حتى لو كلفته مبلغا من المال إذ إن الوقاية خير من ألف علاج.

وبالنسبة إلى خدمة حمامات البخار وغيرها التي تقدمها بعض الصالونات، أشار الحمادي إلى أن مضارها قد تكون أكثر من نفعها، مشيراً إلى أن من أكثر الأمراض التي تنتقل عبر الصالونات هي العدوى بالفطريات خاصة لدى استعمال الأدوات نفسها.

وأشار إلى ضرورة التوعية الشخصية قبل الرقابة من قبل الجهات المعنية، مؤكداً أن بعض الصالونات تراعي هذه القضية وتلزم العاملين فيها بارتداء القناع الطبي، والقفازات حماية لهم ولمرتادي هذه الصالونات من العديد من الأمراض خاصة أمراض البرد والانفلونزا وغيرها.

وبين أنه من ضمن الممارسات الخاطئة التي لاحظها في الصالونات الرجالية وحتى النسائية، هي محاولة علاج مرض الثعلبة الذي يصيب الشعر بالسقوط، وذلك من خلال حك فروة الرأس بالشفرة، فضلاً عن استخدام الخلطات المختلفة سواء للشعر أو للبشرة.

تدخل طبي

من جانبها أوضحت الدكتورة أماني الفلاسي، استشارية أمراض جلدية في هيئة الصحة في دبي أن أبزر الحالات الشائعة التي ترد إلى الهيئة بسبب صالونات التجميل تعود إلى تحسس الحالات من استخدام المواد الصبغية حيث تقوم الحالة بالصبغ مباشرة دون إجراء فحص التحسس والذي يستوجب إجراؤه قبل الصبغ بيومين، وغالبا ما تكون هذه الحالات صعبة وتحتاج إلى تدخل طبي فوري ويتم صرف علاجات لهم عن طريق الفم إلى جانب كورس علاجي من الأدوية.

وقالت إنه من الحالات الأخرى المتعلقة بمعالجة الشعر أو «الكرياتين»، فقبل أسبوع وردتني حالة قامت بعمل «كيراتين» يحتوي على مادة فورمادليهايد، والتي تعتبر مادة مسرطنة وفي بعض الأحيان تكون غير مرخصة تجاريا، حيث تعرض شعرها للحرق بنسبة تفوق 90%، وعند التدقيق على الصالون وجدنا عليه عدة مخالفات مسجلة من قبل المفتشين.

وتابعت الفلاسي حول الممارسات غير الصحية الأخرى ومنها خدمات البديكير والمنكير والتي تسبب التهاب فطريات للأظافر بسبب التنظيف الشديد وإزالة الطبقة الموجودة على الأظفار.

قلة الخبرة

وأشارت الفلاسي إلى وجود ممارسات أخرى تتعلق بتقشير الوجه يكون بدرجات قوية ينجم عنه حروقات وتحسس وتصبغات في الوجه نواجه صعوبة في علاجها.

ونوهت بأن بعض العاملات في الصالونات يفتقرن إلى الخبرة الكافية والمهارة اللازمة وفي بعض الأحيان تقوم بعض الصالونات باستخدام أجهزة غير مصرح بها أو حقن مواد غير مسموح بها مما يؤدي إلى مشاكل عديدة.

رقابة مشددة

من جانبها أكدت بلدية دبي تشديدها لإجراءاتها التفتيشية على الصالونات النسائية والرجالية للتأكد من استيفائها لشروط الصحة والسلامة، حيث بلغ عدد الزيارات التي نظمتها للصالونات النسائية والرجالية 5264 صالوناً خلال النصف الأول من العام الجاري، بحسب المهندس رضا سلمان مدير إدارة الصحة والسلامة في بلدية دبي.

وكشف سلمان عن أن عدد المخالفات التي ارتكبتها الصالونات بلغ 1888 مخالفة خلال الفترة نفسها، لافتا إلى أن الصالونات الرجالية تصدرت المخالفات حيث بلغت 1144 مخالفة مقابل 744 مخالفة في الصالونات النسائية.

وأفاد بأن البلدية أغلقت 17 صالوناً لمدة 5 أيام خلال النصف الأول من عام 2017، مؤكداً أن أبرز المخالفات تمثلت في عدم اتباع أساليب النظافة العامة والتعقيم، بالإضافة إلى عدم تجديد البطاقات الصحية المهنية، وعدم الالتزام بالزي الموحد للعمل، فضلا عن الممارسات الخاطئة.

مضاعفات

وأكد سلمان أن بلدية دبي تمنع خلط المنتجات والمواد الكيميائية، ويتم ضبط تلك الممارسات وإيقاف النشاط، لافتاً إلى أنه في حال حصول أي مضاعفات للجلد من الحناء فإن الصالون يتحمل ذلك، كما تم منع تمليس الشعر باستخدام أفران اللهب لتجنب أي مضاعفات قد تحصل، مع الاستعاضة عنها بالأجهزة الكهربائية المعتمدة.

حملات توعية

وذكر سلمان أن بلدية دبي تنظم حملات بهدف التوعية باستخدام الأدوات الأحادية، بدلاً من متعددة الاستخدام لخدمات العناية الشخصية في الصالونات النسائية في الإمارة، بهدف الحد من انتقال الأمراض الوبائية المعدية بين الزبائن والعاملين في هذا المجال.

وأوضح أن بلدية دبي وضعت اشتراطات عدة للصالونات النسائية والرجالية، منها نظافة المعدات والأدوات التي تعتبر مصدراً رئيساً لانتشار الأمراض، وضرورة اتباع إرشادات النظافة والسلامة، وكذلك توفير عدد كافٍ من الفوط النظيفة على أن تستبدل لكل زبون.

Email