«دبي للإخصاب» يؤكد:

السمنة وتكيّس المبايض وبطانة الرحم المهاجرة أسباب رئيسة للعقم عند النساء

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعاني المرأة غير القادرة على الإنجاب من انتقادات اجتماعية مختلفة ومشكلات نفسية مؤلمة، وقد ظل الرجل لفترة يرفض الاعتراف أنه قد يكون المتسبب متخيلاً أن ذلك يقلل من شأنه ورجولته أمام الآخرين، غير أن التطور العلمي والنهضة الحضارية الحديثة أثبتا أن كلاً من المرأة والرجل لهما مشكلات صحية معينة تعيق أو تؤخر عملية الإنجاب.

وقد لعبت التطورات العلمية والاكتشافات الجديدة دوراً كبيراً في علاج العقم، حيث أصبح ممكناً أكثر من أي وقت مضى، وقد سجل مركز دبي للأمراض النسائية والإخصاب العام الماضي رقماً عالمياً في العلاج وصل إلى 62%. ويعد مركز الإخصاب التابع لهيئة الصحة في دبي من أكثر المراكز العلاجية جذباً للسياحة العلاجية، إذ تشير أرقام المركز إلى أن نسبة 44% من زوار المركز هم من غير المواطنين نظراً للسمعة العالمية والنتائج الجيدة التي حققها المركز في علاج كافة أنواع ومسببات العقم.

نتائج

هناء طحوارة مديرة «دبي للإخصاب» أكدت أن المركز أصبح من المراكز العالمية، التي يشار إليها بالبنان، بسبب النتائج التي تم تحقيقها في علاج العقم خلال السنوات الماضية، مشيرة إلى أن المركز حقق الاستقرار الأسري والاجتماعي لـ 4182 أسرة، بعد أن حرمت لسنوات طويلة من القدرة على الإنجاب، في حين حققت مبادرة أمل، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عام 2013 لإعفاء المواطنين من رسوم العلاج بالمركز الهدف السامي لها، حيث بلغ عدد الأطفال المولودين 79 طفلاً حتى نهاية شهر ديسمبر 2016 مع الأخذ بعين الاعتبار، عدد المسجلين بالمركز وصل إلى يوم الاثنين الماضي 557 زوجاً.

وأوضحت أن المركز طرح باقات علاجية بأسعار مخفضة تتراوح بين 12 و25% لتمكين المتعاملين مع المركز، من إعادة تكرار عمليات الإخصاب في حال عدم نجاحها في المحاولة الأولى، إضافة إلى تبسيط إجراءات الدفع لرفع مستوى الرضا وتحقيق الاستقرار الأسري والاجتماعي لهم. وتشمل الأسعار الجديدة، التي تم طرحها على شكل باقات عمليتي أطفال الأنابيب والحقن المجهري والتلقيح المجهري للبويضات المجمدة والتلقيح الاصطناعي وتحفيز التبويض، إضافة إلى حزم التسجيل للزيارة الأولى والتي تتضمن الاستشارة الطبية والتصوير بالموجات فوق الصوتية.

باقات

وأوضحت أن الباقات الجديدة تشمل عملية الحقن المجهري من بويضات مجمدة الدورة الثانية بـ11500 درهم، وعملية الحقن المجهري بـ18000 درهم، وأطفال الأنابيب بـ14000 درهم والتلقيح الصناعي بـ3650 درهماً والاستشارة بـ900 درهم، مبينة أن المركز قدم العلاج لأكثر من 21563 عائلة من عام 1991 ولنهاية عام 2016، وبحسب إحصاءات المركز خلال آخر 3 سنوات 2014-2016، هناك أكثر من 14 ألف زياره للمركز سنويا، وأكثر من 4955 عملية إخصاب شملت تقنية أطفال الأنابيب والتلقيح المجهري وعدد من العمليات المتخصصة، وأكثر من 592 فحص لخدمات الأمراض الوراثية والفحص الجيني.

معدل

وقالت إن المعدل العام لنجاح عمليات الإخصاب خلال عام 2016 وصل إلى 62% مقابل 57% خلال عام 2015 و 52% خلال عام 2014، وتجاوزت نسبة النجاح والحمل من خلال تقنية أطفال الأنابيب،والتلقيح المجهري،والفحص الجيني لكشف الأمراض الوراثية وتحديد جنس المولود أكثر من 60% خلال عام 2016، وحقق المركز أعلى نسبة نجاح للحمل بـ 73 % للفئة العمرية ( من 35 إلى 37) خلال عام 2016 مقابل نسبة 65 % خلال عام 2015.

وبينت أن معدل مؤشر الحمل حسب الفئات العمرية خلال العام 2016 كانت 63% للفئة العمرية الأقل من 30 سنة، 72% للفئة العمرية بين 30- 34 سنة، و73% من 35- 37 سنة، و53% من 38- 40 سنة، و32% من 41_42 سنة في حين وصلت إلى 11% للأعمار الأكبر من 43 سنة، مشيرة إلى انخفاض نسبة الحمل المتعدد عن معدل مؤشر الأداء بموجب تطبيق خطط التحسين ومقاييس الأداء، بما يتماشى مع الخطط الاستراتيجية للهيئة، حيث سجلت نسبة تراجع إلى 18% خلال عام 2016 مقابل 28% خلال عام 2015، وأن معدل مؤشر الحمل المتعدد تراوحت بين 25-30% خلال 3 سنوات، ففي العام 2016 وصلت الى 18% مقابل 28% في العام 2015 و21% في العام 2014.

أنواع العقم

يرى إستشاري أمراض النساء والولادة في مركز دبي للإخصاب الدكتور محمد القليوبي أن العقم ينقسم إلى نوعين الأول عقم حقيقي وفي هذه الحالة يكون الشخص غير قادر على الإنجاب بصورة مطلقة أو دائمة، العقم النسبي، وهو الأكثر شيوعاً وهي الحالات التي تستوجب المعالجة والتي تنتج عادة عن أسباب يمكن تجاوزها ومعالجتها وقد يكون العقم (أولياً) أي من بداية الزواج، أو (ثانوياً) يحدث بعد أن يكون الزوجان قد أنجبا طفلاً أو أكثر ثم تتوقف قابليتهما على الإنجاب، وفي المرأة قد يحدث العقم نتيجة التهابات تصيب المبيض أو نتيجة خلل في هرمونات الغدة النخامية، الغدة الدرقية أو الغدة الكظرية، أو نتيجة التهابات المنطقة المجاورة للمبيض تمنع وصول البويضة إلى أنابيب الرحم، كما أن أي خلل يصيب قناة فالوب سواء كان خلقياً أو مرضياً قد يؤدي إلى العقم، لأن هذا الأنبوب يصل ما بين المبيض والرحم، إضافة لأسباب أخرى مثل تشوهات أو أمراض أخرى مثل بطانة الرحم المهاجرة، وانسداد الأنابيب، وتشوهات الرحم وانسداد الأنابيب، كما أن السمنة والتدخين والكحول تلعب دوراً أيضا في التأثير على إنتاج البويضات أو الحيوانات المنوية وغيرها وتصل نسبة العقم عند النساء إلى 40% والنسبة نفسها للرجال و20% يكون العقم لأسباب غير معروفة.

أما في ما يتعلق بالعقم عند الرجال فيشكل نحو 40% من حالات العقم وتكون إما بسبب قلة وإما عدم تكوين الحيامن أو الفشل في إيصال الحيامن إلى المكان المناسب للإخصاب. ومن أهم أسباب العقم عند الرجل نذكر ضعف في تكوين الحيوانات المذكورة، وذلك قد ينجم عن عوامل عدة أهمها: تشوهات خلقية أو نقص، أو عدم وجود الأنسجة التي تنتج الحيامن وعوامل فيزيائية تؤثر مباشرة على الخصية مثل، التعرض للإشعاع، إضافة لأمراض جينية أمراض عامة مثل سوء تغذية، تشمع الكبد، وقصور الكلية، وأمراض الغدد الصماء خلل في توصيل الحيوانات المذكورة إلى مكان الإخصاب انسداد الحبل المنوي في الجانبين ما يمنع وصول الحيوانات المذكورة إلى السائل المنوي المقذوف وخلل في القذف، حيث يكون القذف ارتدادياً، أي يتوجه المقذوف إلى المثانة بدلاً من توجهه إلى الخارج، وغيرها.

أبحاث عالمية

وقال الدكتور د وائل إسماعيل إستشاري أمراض النساء والولادة والمدير الطبي في مركز دبي للإخصاب إن المركز شارك في ثلاثة أبحاث عالمية، تم نشرها في المجلات العالمية المحكمة خلال الثلاث سنوات الماضية 2014-2016.

وأشار إلى أن موضوع البحث الأول كان حول الخيارات العلاجية الإنجابية للسيدات اللواتي يعانين من انخفاض نسبة هرمون AMH، حيث أشارت نتيجة البحث إلى أن تقنية الإخصاب المساعد يعد الخيار الأمثل لأفضل نتائج للحمل للنساء ذوات المستوى المتدني من هرمون AMH.

والبحث الثاني كان بعنوان هل نقل الأجنة المتتابع يحسن من معدل الحمل للمريضات اللاتي يعانين من فشل نقل الأجنة المتكرر، حيث تحسنت نتائج الحمل للمريضات اللاتي يعانين من فشل الزرع المتكرر، حيث أثبتت التجارب تحسن ملحوظ في نتائج الحمل في حالات النقل المتتابع مقارنة مع اليوم الثالث للنقل، ما كان له شأن في تحسين النتائج وخاصة لحالات عدم التمكن من التجميد للأجنة.

والبحث الثالث استخدام هرمون البروجستيرون لمساعدة مرحلة ما بعد الإباضة مقارنة بهرمون الاستراتيجيون والبرستيرون في حالات العلاج بدورات المضاد في عمليات الإخصاب المجهري حيث بينت نتيجة البحث الى ان إضافة الأستروجين 4 مليغرامات يومياً إلى هرمون البروجسترون لدعم الجسم الأصفر في دورة علاج الحقن المجهري ليست مفيدة لنتائج الحمل من خلال العلاج المساعد بتقنية الحقن المجهري.

إشعاعات الهاتف

أظهرت دراسة طبية حديثة أن الإشعاعات والاهتزازات الصادرة عن الهاتف النقال يمكن أن تؤثر على خصوبة الرجل، وتؤدي إلى تدمير الحيوانات المنوية في جسده، بما يمنعه من الإنجاب ويقلل من خصوبته.

وبحسب الدراسة التي نشرتها جريدة «ديلي تلغراف» البريطانية فإن الإشعاعات الكامنة في الهاتف النقال يمكن أن تؤدي إلى «طبخ» الحيوانات المنوية في جسم الرجل، وذلك في حال احتفظ الرجل بهاتفه النقال بشكل قريب جداً من جسده.

كما نصحت الدراسة الرجال بحمل هواتفهم النقالة في الجيوب العلوية من الجسم بدلاً من أسفل الجسم، حتى تكون بعيدة نسبياً عن الحيوانات المنوية، بما يحافظ عليها من الإشعاعات الراديوية، التي تصدر عن الموبايل.

ووجدت الدراسة أن ثمة ارتباطاً وثيقاً بين تراجع نسب الخصوبة، والقدرة على الإنجاب لدى الرجال وبين الاستخدام الكبير للهواتف النقالة، لتكون هذه الدراسة قد حسمت جدلاً واسعاً وطويلاً في الأوساط العلمية عن الأضرار المحتملة للموجات الصادرة عن الهاتف النقال على جسم الإنسان.

مواطنون يطالبون بتحمل التأمين تكاليف الإخصاب

تختلف أسباب العقم التي تصيب الرجال والنساء باختلاف أنواعه، وتبدأ رحلة اللجوء للأطباء في حال تأخر الإنجاب عدة أشهر أو سنوات، دون استعمال أي موانع للحمل من قبل الزوجين، للوقوف على السبب، وإذا ما تم اكتشاف أسباب تعيق الإنجاب فإن ذلك يلقي بآثاره النفسية وضغوطه الاجتماعية على الزوجين، ولكن مع التقدم الهائل في عالم الطب أصبح هناك إمكانية في معرفة الأسباب بدرجاتها، وتوفير الحلول لحالات العقم حسب الآراء التي يقدمها الأطباء والاختصاصيون للزوجين.

وفي هذا السياق تقول نهى كسواني إن لعدم الإنجاب خصوصاً في البلاد العربية عواقب نفسية وعائلية واجتماعية، وقد تكون أحد الأسباب الرئيسية للطلاق، فإذا ما أثبت عدم القدرة على الإنجاب بعد مرور سنة من الزواج أو أكثر يتعرض الزوجان إلى العديد من التحاليل والفحوصات السريرية وغيرها، الأمر الذي يرهق ميزانيتهما، خاصة في حال قرر الطبيب المعالج أن الحل يكمن في إجراء عمليات تلقيح صناعي أو أنابيب أو ما شابه، مما يزيد الضغط النفسي والعائلي على الزوجين ويسبب لهما القنوط والاكتئاب والقلق والمشاكل الزوجية والعائلية. وتعتقد نهى بأن مسألة الاكتئاب والقلق تكون أشد لدى النساء مقارنة بأزواجهن.

ويقول إيهاب محمد إن مسألة العقم تسبب الكثير من المشكلات للأزواج خصوصاً في العالم العربي، حيث تقاس الرجولة أحياناً بعدد الأولاد، وحيث يكون للإنجاب أهمية قصوى لتوطيد العلاقة بين الزوجين وتثبيت الأواصر العائلية بينهما وبين عائلتهما وأقاربهما، ورغم أن العقم بحد ذاته لا يشكل مرضاً خطيراً يهدد حياة الزوج أو الزوجة إلا أن لحدوثه أثراً سلبياً عميقاً من الناحية الزوجية والنفسية.

وطالب إيهاب بأن يتم إجراء عمليات الإخصاب للزوجين مجانا في المراكز الحكومية، بعيداً عن روح التجارة والابتزاز المالي المعيب، خاصة وأن الزوجين العقيمين اللذين قد يتخبطان في براثن العذاب المعنوي والضغط الفكري.

ويقول محمد هلال تتسبب حالات عدم إنجاب الزوجين في حال مرور أكثر من عام على زواجهما بشعور الزوجين بالقلق الشديد من هذه الحالة، فيلجآن إلى زيارة الأطباء المختصين لإيجاد العلاج الناجع لهما بغية تمكنهما من إنجاب الطفل، وقد يترتب على هذه الحالة عدد من المشكلات الاجتماعية، والاقتصادية.

استقرار أسري

ولفت إلى أن مشكلة العقم لدى بعض الأزواج أصبحت من أكبر المشكلات التي تواجه الاستقرار الأسري، مطالبا بإدراج عمليات الإخصاب ضمن التأمين الصحي، أو إعفائهم من تكاليف العلاج أسوة بمبادرة «أمـــل».

وأكدت صالحة الكأس أنه من الضروري إدراج تكاليف العلاجات الإخصابية ضمن التأمين الصحي بما يساهم في مساعدة الأسر المواطنة في تحمل التكاليف العلاجية للخدمات التي يقدمها مركز دبي للأمراض النسائية والإخصاب.

Email