مستشفيات هيئة الصحة في دبي حققت أعلى المعايير العالمية

حقوق المرضى ترسّخ لمجتمع صحي.. والالتزام بالمواعيد أبرز واجباتهم

ت + ت - الحجم الطبيعي

ترتكز أخلاقيات المهنة الطبية على العديد من القوانين والأنظمة والمعايير، التي تؤطر حقوق وواجبات وأخلاقيات التعامل في ما بين المريض والطبيب والممارسة داخل المنشأة الطبية، ما يتوجب معها وعي ومعرفة كل الأطراف بهذه الحقوق وتطبيقها والالتزام التام بها.

وتبرز أهمية نشر هذه الحقوق وهذه الثقافة والتعريف بها داخل المؤسسات الصحية والسعي للارتقاء بها وزيادة ثقة المريض بالمنشأة وبالطبيب المعالج لا سيما في ظل التطورات والممارسات والتداخلات في بعض جوانب المهنة، والتي قد تتسبب في غموض أو عدم الإيفاء بهذه الحقوق.

ومن أهم الحقوق الخاصة بالمريض الخصوصية والسرية عند التعامل مع كل بياناته وكشوفاته وحق حصوله على الرعاية المناسبة والحماية أو السلامة داخل المنشأة الطبية والاحترام والتقدير والمعاملة الحسنة وتلقي العلاج اللازم وحصوله على معلومات كافية من الطبيب عند التشخيص والعلاج ومعرفته بتكاليف العلاج وحقه في رفع شكوى ورفض العلاج، والمشاركة في برامج البحث ووضوح نماذج الإقرار، التي تحتاج لإقرار، وحقه في المشاركة في خطة الرعاية الصحية، ويندرج تحت كل حق الكثير من الجوانب المهمة، التي ينبغي تعزيزها والتوعية بها وتثقيف المريض بها للوصول لعلاقة تكاملية تضمن تطبيق أخلاقيات المهنة وضمان نجاح العلاج، وتحسين العلاقة بين المريض والطبيب والمنشأة الصحية.

وثيقة

وتمثل وثيقة حقوق المرضى وواجباتهم أحد مظاهر الرقي والتقدم التي توضح الحقوق والواجبات الكاملة للمرضى وذويهم، وتعد بمثابة عقد للأهداف بين الطرفين، انطلاقاً من حرص هيئة الصحة على تقديم أرقى الخدمات التشخيصية والعلاجية لمرضاها، ضمن معايير النزاهة والأمانة والخصوصية.

واجبات

وقال الدكتور أحمد بن كلبان المدير التنفيذي لقطاع المستشفيات، إن الهيئة اعتمدت وثيقة حقوق المرضى وواجباتهم منذ العام 2006، ضمن رؤيته وتطلعاتها لبناء مجتمع صحي أكثر سعادة وأمناً، وتم تنظيم حملات توعوية وورش عمل لتعريف الكوادر الطبية والكوادر الفنية والتمريضية لتعريفهم بمسؤولياتهم تجاه المرضى وكذلك تعريف المرضى بشكل خاص، والناس بشكل عام عن حقوق وواجبات المرضى وعائلاتهم.

وأوضح ،إن وثيقة حقوق المرضى وواجباتهم توضح حقوق الطرفين إلا أن هناك نسبة من المرضى للأسف لا يلتزمون بالمواعيد، ولا يكلفون أنفسهم حتى بالاعتذار عن الموعد، علماً بأن مراكز المواعيد تبعث للمريض برسالة بذلك، وتقوم بتذكيره مرة ومرتين بالموعد، وهو ما يكلف الهيئة والحكومة الكثير، لافتاً إلى أن هناك أعداداً محددة لكل طبيب، وعدم حضور المريض يحرم مرضى آخرين من تلقى العلاج، ووفقاً للإحصاءات والأرقام المتوفرة لدى الهيئة هناك نسبة 32%من المرضى لا يلتزمون بالحضور في الموعد المحدد، وهذا بطبيعة الحال يؤثر على معدل فترة الانتظار للحصول على موعد في أي من العيادات التخصصية، كما أن عدم الالتزام بالحضور في الموعد المحدد يؤثر على فترة الانتظار للدخول إلى الطبيب، ما يكون له الأثر أحياناً في تقليل عدد المواعيد في اليوم الواحد للعيادة التخصصية المعنية، وذلك نظراً لالتزام الطبيب بتقديم الاستشارة التخصصية ضمن وقت الدوام الرسمي المحدد في الفترتين الصباحية والمسائية، إضافة لوجود سبب آخر للمشكلة إذ إن هناك رغبة دائمة من قبل بعض المرضى لزيارة عيادات الاختصاصيين في المستشفيات وعدم الاكتفاء بزيارة عيادات الرعاية الصحية الأولية أو عيادات الأسرة المنتشرة في أكثر من 12 مركزاً تنتشر في مختلف مناطق دبي.

حملة

ولفت إلى أن هيئة الصحة أطلقت حملة تحت شعار «عساك بخير»، بهدف زيادة التزام الناس بمواعيدهم والحضور إلى عيادات الاختصاص، حسب ما هو محدد لهم، وفي حال عدم رغبتهم أو عدم تمكنهم من الحضور في الموعد المحدد لأسباب خارجة عن إرادتهم أحيانا كالسفر فعليهم الاعتذار قبل ثلاثة أيام على الأقل هاتفياً، ليتسنى تحديد موعد جديد للمريض، لكى يتسنى للطبيب متابعة المريض والوقوف على حالته الصحية، منوهاً بأن وثيقة حقوق المرضى وواجباتهم تتضمن 40 مادة تقريباً منها 27 مادة بحقوق المرضى 13 مادة بواجبات المرضى التي يجب عليهم الالتزام بها ومن ضمنها الالتزام بالإجراءات المعمول بها في المستشفى أو المركز ومن ضمنها الالتزام بالمواعيد ، وللمريض المتردد على مراكز المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية حقوق نتعهد بالالتزام بها، كما أن على المريض واجبات يجب عليه مراعاتها.

حقوق

وفي ما يتعلق بحقوق المريض قال الدكتور أحمد بن كلبان إن من ضمن حقوق ومسؤوليات المريض التي حددتها الوثيقة، حق المريض في معرفة اسم الطبيب أو الممرض أو الكادر الطبي المسؤول، والتحدث بحرية وصراحة مع الطبيب عن التشخيص والعلاج المقترح، وكذلك تطور الحالة الصحية، وتلقي الإرشادات المطلوبة لمتابعة العلاج، وأن يتم التعامل مع المريض بمهنية وشفافية، وخلال وقت محدد ومناسب، ووجوب مناقشة حالته الصحية بطريقة مفهومة وإعلام المريض بدواعي التحاليل والإجراءات، التي يخضع لها، والعلاج الطبي المقترح، والكادر الطبي المسؤول عن حالته الصحية، وإبلاغه بطبيعة حالته الصحية والأخطار المترتبة على العلاج المقترح، واحترام الخصوصية التامة في التعامل مع المريض، وعدم كشف أي معلومات خاصة به إلا بعد الموافقة الخطية المسبقة، وطلب الرأي والمشورة من طبيب آخر أو عيادة أخرى، والمشاركة في أي مناقشات عملية خلال تلقي العلاج أو الرعاية الصحية.

أما الواجبات تتضمن حرية اختيار القبول أو الرفض، للمشاركة في أي برنامج طبي تدريبي مقترح من قبل المركز الطبي، وتلقي العلاج والرعاية الصحية المتوفرة في المركز الصحي بغض النظر عن «العمر، اللون، الأصل، الجنس، العرق»، وتلقي العلاج والرعاية الصحية في بيئة سليمة وآمنة، ومعرفة نتائج العلاج أو الرعاية الصحية المقترحة والنتائج المتوقعة عند الخضوع لعلاج معين، وعلى المريض مسؤوليات أيضاً، تشمل التعاون الكامل ومتابعة العلاج والرعاية الصحية المقترحة من قبل الطبيب أو الكادر الطبي المشرف على العلاج وإبلاغ الطبيب المختص أو الممرض في حالة عدم فهم أي من الشؤون المتعلقة بالرعاية الصحية أو العلاج، وتقديم المعلومات الصحية والشخصية للطبيب بصراحة وشفافية للتعامل الصحيح مع الحالة، ومراعاة خصوصية المرضى الآخرين واحترام قوانين ونظام المركز الطبي، واحترام المواعيد والإبلاغ المسبق في حالة إلغاء أو تغيير الموعد. والإبلاغ عن رفض أي علاج أو خدمات صحية مقترحة وبصراحة، وقبول الالتزامات المالية المرافقة للعلاج إذا تمت الموافقة عليها مسبقاً.

مترجمون

وأضاف الدكتور أحمد بن كلبان، إن هيئة الصحة توفر مترجمين لتسهيل عملية التخاطب بين الطبيب والمريض ولديها مترجمون يجيدون معظم اللغات، وفي حال تعذر مترجم بلغة ولهجة المريض نفسه يتم التواصل مع سفارة تلك الدولة أو قنصليتها في دبي لإرسال شخص يتحدث لغة المريض نفسها ،تماشياً مع وثيقة حقوق المرضى وواجباتهم.

بدوره قال الدكتور عبد الرحمن الجسمي المدير التنفيذي لمستشفى دبي، إن وثيقة حقوق المرضى وواجباتهم المعمول بها، منذ سنوات طويلة أسهمت في زيادة نسبة الوعي بحقوق وواجبات جميع الأطراف وخضت مع عدد الشكاوى التي كانت تحصل بالسابق، بسبب عدم معرفة الناس بحقوقهم وواجباتهم، مبيناً أن الوثيقة تلزم المرضى بضرورة إشعار المستشفى أو العيادة التخصصية بعدم إمكانية الحضور في الموعد المحدد له، ولكن للأسف نسبة كبيرة من المرضى لا يلتزمون بذلك رغم أن مركز الاتصال بالهيئة يقوم بتذكير المرضى، عبر الرسائل النصية مرات عديدة قبل الموعد، لافتاً إلى أن هناك عدداً محدداً من المرضى، يتم استقبالهم من قبل الطبيب يومياً وفي حال عدم حضور الشخص في الموعد يحرم مريض آخر من الموعد.

تقدم

وقالت الدكتورة منى تهلك المديرة التنفيذية لمستشفى لطيفة للنساء والولادة، تطبيق وثيقة حقوق المرضى وواجباتهم يعد بمثابة مرحلة من مراحل التقدم في مستوى ونوعية وجودة الخدمات، التي تقدمها الهيئة لعملائها على اختلاف أجناسهم وجنسياتهم لأنها تشدد على أهمية إشراك العميل وذويه في اتخاذ القرارات المتعلقة بصحته وعلاجه، مشيرة الى أن رضا العميل يعد من أولويات الهيئة، والتي عززت من سمعة ومكانة دبي كونها مركزاً طبياً وخياراً مثالياً لطالبي العلاج والاستشفاء، مشيرة إلى أن تطبيق الوثيقة بمختلف المستشفيات والمراكز الصحية عمل على تعزيز ثقة العميل بمستوى ونوعية وجودة ما يتلقاه من خدمات.

مواطنون ومقيمون يؤكدون أهمية التوعية بمضمون الوثيقة

أكد أغلب من استطلع «البيان الصحي» آراءهم عدم علمهم بمضمون وثيقة حقوق المرضى، في الوقت الذي تحرص فيه هيئة الصحة بدبي على تقديم كافة الخدمات الصحية في مرافقها للمرضى بدون تمييز لأي سبب، وتوفر حقوق وواجبات المرضى وذويهم بمختلف المستشفيات والمراكز الصحية التابعة لها من خلال وثيقة معتمدة ومعلنة، وهي بادرة تستحق عليها الشكر، وتتوقع من جميع المرضى وذويهم تحمل مسؤولياتهم التي يفترض أن يلتزموا وأن يكونوا على إلمام كامل بحقوقهم وواجباتهم التي تضمنتها الوثيقة، وفهم وممارسة كافة الحقوق بشكل تام.

وفي هذا السياق يقول محمد محسن أنه لم يكن يعلم بوجود هذه الوثيقة، وأرجع ذلك إلى فقر الحملات التوعوية التي تضمن وصول هذه المعلومات الهامة للمتعامل، ويطالب بتفعيل دور الهيئة في توعية المتعاملين بحقوقهم وواجباتهم التي نصت عليها الوثيقة، بطريقة سهلة ومبسطة.

ترويج

واقترح محمد عدة سبل لترويج مضمون الوثيقة من خلال طباعتها على ورقة المواعيد أو النشرة الطبية، لافتا إلى أن المسألة تحتاج لحملات إعلامية واسعة وبعدة لغات ولا سيما الأوردو حتى تتمكن شريحة العمال من الاطلاع على حقوقهم وواجباتهم، لافتا إلى أن إثارة هذا الموضوع عبر «البيان الصحي» سيلفت نظر المرضى وذويهم إلى وجودها وسيبحثون في الشبكة العنكبوتية للاطلاع على بنودها، غير أنه ليس كل المتعاملين يستطيعون ذلك، لذا يجب إيصال المعلومة لهم بشكل ميسر.

ويقول محمد صلاح إن الثقافة السائدة بين المرضى، هي طلب العلاج فقط والخروج من المستشفى أو المراكز الصحية مع عدم علمهم التام بما هي الحقوق والواجبات، ويطالب بتوعية المرضى من خلال وضع لوحات إرشادية بالصور على الجدران الداخلية للمراكز والمستشفيات وفي غرف انتظار المرضى للاطلاع عليها بشكل مباشر وواضح.

ويقول محمد العوضي إنه سمع عن الوثيقة غير أنه لا يعلم بنودها ولا ما هي حقوقه أو واجباته التي تضمنتها الوثيقة، ويقترح أن يتم الإعلان عنها وتوعية الناس بها من خلال الإعلام المجتمعي الذي أصبح متداولا بين الناس، مشيرا إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي تعتبر أسرع طريقة للحصول على المعلومات وتوعية الناس في عصرنا الحالي الذي يشهد ثورة تكنولوجية.

مواقع التواصل

وأشار إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي تعتبر أداة هامة للتوعية بين أوساط مجتمع الشباب وذلك لارتباطهم بالإعلام المجتمعي واتخاذه منبرا لطرح قضية ما، قائلا: إن مسألة التوعية بحقوق وواجبات المريض مهمة للغاية، كونها تؤطر أخلاقيات التعامل فيما بين المريض والطبيب والممارسة داخل المنشأة الطبية.

ويقول علي أحمد إن العلاقة ‬ بين المريض والمؤسسة التي يتلقى فيها العلاج تقوم على الثقة المتبادلة،‮ ‬فالمريض‮ ‬يتحدث عن حالته بموضوعية ويروي‮ ‬لطبيبه معاناته وأعراض مرضه بكل شفافية حتى‮ ‬يسهل للطبيب التعرف بالمشكلة التي‮ ‬يعانيها‮ ‬،‮ ‬والطبيب في‮ ‬كل الأحوال مؤتمن على أسرار مريضه ولا‮ ‬يبوح بها لأي‮ ‬شخص أو جهة.

Email