الهيئة استخدمت نظامــاً إلكترونياً رائداً عالمياً

«صحة دبي» تخفض أخطاء صرف الأدوية بنسبة 99.5%

ت + ت - الحجم الطبيعي

عادةً ما يتوجه المريض بعد التشخيص بالوصفة الطبية إلى الصيدلي لصرفها، ولكن الأمر قد لا يخلو من أخطاء، سواء في العلاج الموصوف، أو مقدار الجرعة بالزيادة أو النقصان، أو صرف الدواء الخطأ، أو حدوث خطأ في اسم المريض.

وقد استطاعت هيئة الصحة في دبي، من خلال تطبيقها نظام صرف أدوية إلكترونياً رائداً دولياً، خفض نسبة الأخطاء بنسبة تصل إلى أكثر من 99.5%، بفضل استخدام أفضل التقنيات لخفض نسب الأخطاء الدوائية، وطرح فكرة الاستخدام الآلي في عمليات تسليم الدواء للحد من كتابة الوصفة باليد تجنباً لحدوث خلط بين الوصفات، وتمكين الصيدلي من قراءة الوصفة بوضوح، خاصة أن الدراسات تشير إلى أن 20% من الأخطاء الدوائية على المستوى العالمي تحدث نتيجة أخطاء في عملية الوصف الدوائي.

تقنيات

ويقول د. علي السيد، مدير إدارة الخدمات الصيدلانية في هيئة الصحة في دبي، إن الهيئة من أوائل المؤسسات الصحية التي أدخلت نظام صرف الأدوية إلكترونياً، إضافة إلى إصدارها دليلاً للأدوية المتوافرة في الهيئة، يتضمن أكثر من 1500 دواء، ليكون مرجعاً علمياً للأطباء والصيادلة وكل من له علاقة برعاية المرضى.

وأوضح أن الدليل يتضمن الاسم العلمي لكل دواء واستخداماته وتركيبته وجرعاته وتسعيرته بهيئة الصحة في دبي والتخصص الطبي المخول بصرفه، مشيراً إلى المميزات المتعددة لهذا الدليل الذي يساعد الطبيب على اتخاذ قراره المتعلق بتحديد نوع الدواء وكمية الجرعة والبدائل المتوافرة للدواء، من خلال تخصيص صفحة كاملة لكل دواء متوافر في الهيئة على حدة، تتضمن التفاصيل عن الاستخدامات والجرعات الدوائية ومعلومات عن الأسعار (وتشمل ثمن الوحدة الواحدة، إضافة إلى التكلفة العلاجية)، وموضحاً أنه تم تأشير معظم الأدوية ذات الخطورة العالية والكلفة العالية بعلامة (drug use evaluation).

أسباب

وأوضح د. علي السيد أن الأخطاء الدوائية بشكل عام تكون ناجمة عن عملية الوصف الدوائي أو عملية الصرف الدوائي أو عملية تناول الأدوية،سواء من قبل المريض نفسه أو من قبل الجهاز التمريضي، وأيضاً هناك عوامل كثيرة تزيد احتمالية حدوث الأخطاء الدوائية، منها خلل في عملية التواصل بين أفراد فريق الرعاية الصحية أو تشابه الأدوية، إما في المسمى اللفظي أو شكل العبوات، وكذلك أي عوامل تؤثر في مجريات التخزين الجيد للأدوية.

وأضاف أن الخطأ قد يحدث عن طريق المريض، فربما يغفل تناول الدواء في الوقت المحدد، فيتناول جرعتين للتعويض عن الجرعة السابقة، وتجنباً لحدوث أخطاء من قبل الأطباء والصيادلة، تلتزم هيئة الصحة في دبي بتطبيق نظام لصرف الوصفات الطبية إلكترونياً في كل الصيدليات التابعة لها.

وتابع: «لا شك أن وجود المئات من أصناف الأدوية التي تزخر بها أرفف الصيدليات وتقارب الأسماء وتشابه علب التغليف والازدحام الكبير تربك بعض الصيادلة أحياناً وتجعلهم عرضة للأخطاء، ففي هيئة الصحة هناك 1500 صنف من أصناف الأدوية يتم تداولها يومياً، ومن الطبيعي أن يحدث هناك بعض الأخطاء، وقد كانت نسبتها تراوح قبل تطبيق النظام بين 5.1% و5.2%، أما الآن فقد انخفضت إلى 5.0%، والخطة هي أن نصل بها إلى صفر».

تطور

وأشار إلى حرص هيئة الصحة على استخدام التقنيات المتطورة الحديثة في مجال الخدمات الطبية التخصصية، ومنها أنظمة الخدمات الصيدلانية، بهدف رفع مستوى الأمان والسلامة في صرف الأدوية وتناولها، وتحقيق أعلى معدلات الكفاءة من خلال الاستخدام الأمثل للموارد البشرية والتقنية، فضلاً عن تقليل نسبة الأخطاء في صرف الأدوية، مشيراً إلى أن دليل الأدوية مفهرس حسب الترتيب الأبجدي للاسم العلمي للدواء، لتسهيل الوصول إلى الدواء المطلوب على المستخدمين خلال مدة زمنية قصيرة، في حين أن الأسماء التجارية قد استخدمت في حالة الأدوية المركبة التي يصعب ذكر جميع محتوياتها.

وشدد على ضرورة عدم وصف الأدوية العشوائي وغير المدروس للمضادات الحيوية لما له من عواقب وخيمة، خاصة أن إساءة استخدام هذه الأدوية أو استخدامها بشكل غير صحيح يؤدي إلى ظهور سلالات جديدة من البكتيريا المقاومة لكثير من المضادات الحيوية، إضافة إلى ارتفاع الكلفة العلاجية والإصابة بالتهابات فطرية، وزيادة إمكانية حدوث تفاعلات عكسية مختلفة، وهو الأمر الذي يؤكد أهمية وجود دليل إرشادات خاص باستخدام المضادات الحيوية.

دليل

وقال د. علي السيد إن الهيئة أصدرت دليلاً للإرشادات الخاصة باستخدام مضادات الميكروبات، ليكون مرجعاً علمياً للأطباء والصيادلة وكل أفراد فريق الرعاية الصحية، بهدف الوصول إلى النتائج العلاجية المثلى، وتقليص نسبة المخاطر والعدوى الثانوية، والحد من ظهور أنواع مقاومة من البكتريا، وكذلك تقليل الكلفة العلاجية، ويركز دليل المضادات الحيوية على عدد من الموضوعات المتعلقة بإرشادات العلاج بمضادات الميكروبات عند البالغين وعند الأطفال التي تحوي التشخيص المرضي وموقعه والكائن المسبب له والعلاج الدوائي، وكذلك الكلفة العلاجية لليوم الواحد، والاستخدام الوقائي للمضادات الحيوية في العمليات الجراحية، واستخدام المضادات الحيوية في الحمل والرضاعة، واستخدام مضادات الميكروبات في حالات القصور الكلوي، وتصنيف مضادات العدوى والميكروبات المسببة لها.

وفيما يتعلق بصرف الأدوية ذات تاريخ الصلاحية القريبة الانتهاء، قال إنه لا يتم صرف أي دواء في الهيئة إلا بعد التأكد من أنه سيتم استخدامه خلال المدة المحددة للمريض التي لا تتجاوز فترة انتهاء صلاحيته.

وتابع: «يجب على المريض أن يلتزم بالجرعات المحددة له من قبل الطبيب المعالج، كما ينبغي له الالتزام بالوقت المحدد للدواء علاوة على طريقة تناوله، إما قبل الأكل أو بعده، مع الأخذ بعين الاعتبار مراعاة التفاعلات الدوائية عند استعمال أصناف دوائية عدة في آن واحد، وكل ما يلزم اتخاذه من إجراءات للاستخدام الأمثل والرشيد للدواء».

المرضى

ولفت إلى أن هناك العديد من الأخطاء التي قد يقع فيها المريض أثناء تناوله الدواء، كأن يغفل تناول الجرعة الدوائية في الوقت المحدد، خاصة في المضادات الحيوية، فيلجأ إلى تناول جرعة زائدة أو مضاعفة لتعويض الجرعة السابقة، أو أن يسيء استخدام حفظ الأدوية، خاصة تلك التي تتطلب حفظها في الثلاجة، ويضعها في مكان عرضة للضوء وأشعة الشمس، وهنا يفقد الدواء فاعليته نتيجة للتفاعلات الكيميائية، أو يستخدم أدوية تم استخدامها قبل مدة، مثل شراب الأطفال، أو ما تبقى من مضادات حيوية، أو يستخدم دواء بعد انتهاء صلاحيته، وكل هذه الأمور مهمة جداً، لأن الأدوية عبارة عن مركبات كيميائية تتفاعل مع الجسم سريعاً، وقد تحدث مضاعفات خطرة في حال عدم الالتزام بتعليمات الطبيب أو النشرة المرفقة بالدواء.

تكرار

وبيّن أن نظام الصرف الإلكتروني يُظهر التفاعلات الدوائية والتكرار الدوائي وحفظ سجل الملفات للمرضى، وجميع الأدوية الموصوفة للمريض سابقاً التي تتعارض مع الوصفة الحالية.

وأضاف: «أدت التقنية دوراً مهماً في تغيير دور الصيدلي، وظهور ما يسمى بالرعاية الصيدلية، حيث أتاح التطور الكبير في شبكة الاتصالات إمكانية التعامل والاتصال بكمية كبيرة من المعلومات، وإجراء العمليات الحسابية من حساب الجرعات، ونظام الوصفة الطبية الإلكترونية الذي يعد ثورة تقنية، حيث يتيح للطبيب طلب الوصفة الطبية وإرسالها ضمن شبكة داخلية إلى جهاز الحاسب لدى الصيدلي، ليراجعها الصيدلي ويطابقها بملف المريض قبل صرفه، كما وفر على الهيئة كميات كبيرة من الأدوية كانت تُصرف للمرضى من جراء مراجعتهم أكثر من مركز صحي أو مستشفى».

وأكد ضرورة تحري الصيدلاني الدقة عند قراءة الوصفة الطبية، وتحضيره الأدوية بعناية، مع أهمية مراجعة الوصفة والأدوية المحضرة مرة أخرى للتأكد، كما يفضل أن تكون المراجعة من قبل صيدلاني آخر لزيادة الحرص والتأكد ثم صرف الدواء، مشيراً إلى أنه في حالة عدم توافر صنف دوائي مذكور بالوصفة الطبية مع عدم وجود البديل له، يجب أن يتواصل الصيدلاني مع الطبيب الذي حرر له الوصفة ويطلب منه البديل، علماً بأنه ليس من حق الصيدلاني أن يقرر البديل بمادة فعالة مكونة للدواء إلا بعد الرجوع إلى الطبيب، وفي حال عدم توافر الدواء المطلوب يفضل عدم الصرف للمريض إلا بعد مراجعة الطبيب المعالج واستشارته.

وضوح

وقال د. عبد الرحمن الجسمي، المدير التنفيذي لمستشفى دبي، إن الأخطاء الطبية في وصفات الأدوية تختلف من دولة إلى أخرى، إذ تقل عدد حالات الأخطاء في الدول التي تستند إلى الوصفات الطبية الإلكترونية عن غيرها، لأن أسماء الأدوية تكون مكتوبة بخط واضح ومطبوع، ولا مجال لكتابة الدواء بصورة خاطئة، كما أن مراقبة الصيدليات الخاصة بصورة مستمرة تسهم في نجاح السيطرة على أخطاء الوصفات الطبية.

وقال إن معدل الخطأ في صرف الأدوية في مستشفى دبي صفر استناداً إلى الدفاتر الدوائية والمعايير العالمية للدواء والقوانين المنظمة لمهنة الصيدلة في الدولة.

وشدد على ضرورة تحري الصيدلاني الدقة عند قراءة الوصفة الطبية، وتحضيره الأدوية بعناية مع أهمية مراجعة الوصفة والأدوية المحضرة مرة أخرى للتأكد، لافتاً إلى أن مراجعة الوصفة الطبية في مستشفى دبي تتم من قبل صيدلاني آخر لزيادة الحرص والتأكد قبل صرف الدواء. وأضاف أنه في حالة عدم توافر صنف دوائي مذكور بالوصفة الطبية، يتواصل الصيدلاني مع الطبيب الذي حرر الوصفة ويطلب منه البديل، ولا يحق للصيدلاني أن يقرر البديل، إلا بعد الرجوع إلى الطبيب، أما في حالة وجود أدوية بديلة بالمادة الفعالة نفسها، فيجب على الصيدلاني أيضاً إبلاغ الطبيب قبل التصرف في وصف الدواء.

معلومات

وقال محمد سامح علي، المسؤول عن صيدلية مستشفى راشد، إن الوصفة الإلكترونية أسهمت بشكل كبير في تقديم المعلومات المتعلقة بالأدوية والمرضى بشكل ميسر وسهل للأطباء في عياداتهم، مما أسهم في ضبط عمليات الوصف والصرف في الأدوية، مشيراً إلى أن جميع الدراسات العلمية المتعلقة بتطبيقات الوصفة الإلكترونية في الهيئة بينت مدى نجاعتها وأهميتها في التقليل من الأخطاء الطبية والتقليل من كلفة العلاج للمريض.

ولفت إلى أن نظام الوصفات الإلكترونية أسهم في اختصار الوقت والجهد للمريض، خاصة أن الوصفة تُكتب من الطبيب، وتذهب إلى الصيدلية مباشرة، بمعنى أنه لا داعي إلى استخدام الأوراق، وهو ما قلل الأخطاء الطبية التي تنتج من الكتابة الخطية، مثل الخطأ في اسم الدواء، أو الخطأ في اسم المريض.

 

متعاملون: نظام صرف الأدوية إلكترونياً يحقق السلامة

أكد عدد من المتعاملين أن نظام صرف الأدوية إلكترونياً الذي تطبقه كل مستشفيات ومراكز هيئة الصحة بدبي، وفر عليهم الكثير من حمل الوصفات الطبية المطبوعة وتجنب تلفها وضياعها خلال زيارتهم للأطباء بالمستشفى، وخاصة في حال اضطروا للحصول على أكثر من وصفة في نفس اليوم، الأمر الذي يبعث في نفوسهم السعادة.

وقال خالد محمد إننا في عصر التكنولوجيا والحكومة الذكية التي من أهم ملامحها أن تكون مضيافة كالفنادق، وسريعة في معاملاتها، وقوية في إجراءاتها، وتستجيب بسرعة للمتغيرات، وتبتكر حلولاً للتحديات، وتسهل حياة الناس وتحقق لهم السعادة.

وأشاد بالنظام الذي لن يكلفه عناء حمل الكثير من الأوراق والتنقل بها من مكان لآخر ومن طبيب لآخر، مشيراً إلى أن طبيعة عمله تضطره لاستقبال الكثير من المكالمات خلال النهار، والرد عليها، لذا فإن حمله للعديد من الأشياء والأوراق يعيق ذلك كما قد يضطر لوضع الأوراق جانبا لانشغاله بالرد على الهاتف، الأمر يعرض أغراضه للضياع.

امتنان

وتقول نهال السيد إنها ممتنة كثيراً لنظام صرف الأودية إلكترونياً كونه سهل عليها زيارة الطبيب خاصة وأنها تضطر لاصطحاب أطفالها كلهم معها خلال زيارتها للطبيب نظراً لعدم توفر من تأمنهم عليهم، وبالتالي فهي لا تريد أن تشق على نفسها بحمل المزيد من الأوراق والأغراض، فضلا عن كون النظام يوفر الوقت والجهد .

وأضافت أن هذه الطريقة تعمل على ضبط وتنظيم محكم للعملية العلاجية واستهلاك الأدوية تجنباً لهدر الطاقة المادية والمعنوية، وسهولة حصول المرضى على حاجتهم من الأدوية مع عدم وجود أخطاء طبية في صرف الأدوية.

وأكد حمد الشحي أن نظام صرف الأدوية إلكترونياً يمكن الطبيب من الاطلاع على التاريخ الدوائي الكامل للمريض وأصناف وكميات الأدوية التي تم وصفها وصرفها وإعطاؤها له إلى جانب موقع وصفها، الأمر الذي يسهل من عملية مراجعة سجل المريض، لافتاً إلى أنه بإمكان الطبيب من خلال هذا السجل القيام بإعادة وصف الأدوية، سواء كان دواء واحدًا أو مجموعة من الأدوية، الأمر الذي يسهل على الطبيب ويوفر من وقت استخدامه للنظام وكذلك من وقت انتظار المريض، كما يضمن الدقة في عملية الوصف.

توثيق

وأضاف أن هذا النظام يضمن كذلك سلامة وأمان المريض من خلال تنبيه الطبيب لأية مداخلات دوائية مثل التفاعلات الدوائية والجرعات المسموح بها وازدواجية الأدوية الموصوفة مما يضمن عملية الوصف الدوائي، ويمكن الطبيب أيضا من توثيق أية معلومات عن حساسية المرض تجاه أي نوع من الأدوية أو الأغذية، فلا يضطر المريض أن يخبر المعالجين في كل مرة عن تاريخه المرضي، مما يساعد غيره من مقدمي الرعاية الصحية من الاطلاع عليها واتخاذ اللازم حيالها في كل من مراحل الرعاية الطبية المقدمة للمريض ويوفر معلومات عن مختلف الأدوية.

وأشارت خولة بالجافلة إلى أن النظام يسرع من عملية صرف الأدوية للمرضى ويقلص أوقات انتظار الحصول على الدواء بما يسهل حياة الناس ويسعدهم، ويرسخ مكانة الهيئة التنافسية عالمياً، مضيفا أنه لم يستغرب أن تحرص هيئة الصحة بدبي على توفير أفضل الخدمات وسبل الرعاية لجمهورها من المتعاملين، من خلال إحداث طفرة نوعية وتحول استثنائي في خدماتها في واحدة من أسرع مدن العالم نمواً، لتصبح دبي نموذجاً صحياً عالمياً من الطراز الأول.

وأضافت خولة أن نظام صرف الأدوية إلكترونياً سيمكن من السيطرة على تداول الأدوية المخدرة والحد من استخدامها بطرق غير مشروعة، وضمان عدم وصولها للمدمنين الذين يستخدمونها كمواد مخدرة وليست أدوية للعلاج، مما يساهم في حماية المجتمع وأبنائه من هذه الآفة، كما أنه سيمنع اساءة استخدام الوصفات من قبل البعض.

Email