تطوير دواء لعلاج مرض التهاب الرئتين بالذكاء الاصطناعي

ت + ت - الحجم الطبيعي

قبل بدء تطبيق الذكاء الاصطناعي على المعلومات الطبية بدءاً من عام 2000، كانت النماذج التنبؤية في مجال الرعاية الصحية لا تأخذ في الاعتبار إلا متغيرات محدودة في البيانات الصحية المنظمة بطريقة جيدة، أما اليوم، أثبتت أدوات التعلم الآلي الحديثة التي تستخدم الشبكات العصبية الاصطناعية لتعلم العلاقات المعقدة للغاية أو تقنيات التعلم العميق دعمها - وفي بعض الأحيان تجاوزها - للقدارات البشرية في أداء بعض المهام الطبية وتم تصميم أنظمة الذكاء الاصطناعي لمعالجة البيانات المعقدة التي تنشأ من الرعاية السريرية الحديثة.
 أعلنت شركة Insilico Medicine، بصفتها إحدى كبرى شركات التكنولوجيا الحيوية الدولية، أن عقاراً اكتشفه الذكاء الاصطناعي اجتاز بنجاح لأول مرة في العالم المرحلة الأولى من التجارب السريرية، والآن، لا يقوم الذكاء الاصطناعي برسم الصور وكتابة النصوص وتأليف الموسيقى فحسب، بل ويعمل أيضا بنشاط لصالح الطب.

ويتم تطوير الدواء، الذي يحمل اسم ISM001-055 ، لعلاج التليف الرئوي المجهول السبب (IPF)،  وأسباب هذا المرض ليست واضحة تماماً، ومن هنا جاءت كلمة "مجهول السبب" وفق روسيا اليوم. 

ويصيب هذا المرض بشكل رئيسي كبار السن، والمرض مزعج للغاية، حيث تصبح أنسجة الرئتين متندبة ومتيبسة، وفي النهاية قد يموت المريض. وكل عام  يصاب 5 ملايين شخص بهذا المرض في العالم، ومتوسط ​​العمر المتوقع بعد التشخيص هو 3 إلى 4 أعوام. ومن المفترض أن يكون الدواء لهم "تعويضاً" ، فهو لن يساعد رئتي الشخص فحسب، بل سيصبح أيضا أداة تجديد لحيوية جسم الإنسان بأكمله.

وفي الواقع، لم يعمل الذكاء الاصطناعي بمفرده، بل عمل ضمن فريق، في المرحلة الأولى من المشروع الخاص بتطوير الدواء ، المسمى PandaOmics ، استخدم الذكاء الاصطناعي البيانات الطبية كلها في هذا الموضوع بحثا عن بروتين يمكن أن يسبب تليفا رئويا (النمو المفرط للنسيج الضام مع ظهور التندب)، وبمجرد العثور على البروتين المستهدَف، تم توصيل ذكاء اصطناعي آخر يسمى  Chemistry42 وهو ما يسمى شبكة الخصومة التوليدية (GAN).

 وكانت المهمة المطروحة أمامه هي ابتكار جزيء من المادة يمكن أن يصبح علاجا فعالا للمرض، ويفكر GAN في اتجاهات مختلفة حيث يولد جزء من عقله اقتراحات، وجزؤه الآخر ينتقدها، إذن فإن مثل هذا "اثنان في واحد" يعني "أنا نفسي أتوصل إلى حل ، وأنا أنظر بنفسي إلى نقاط الضعف فيه، نتيجة لذلك، يتم تحديد الخيار الأنسب، وعندما أنشأ الذكاء الاصطناعي الجزيء، تم تصنيع دفعة صغيرة من الدواء المحتمل بسرعة في المختبر.

في المرحلة الثالثة، تتبع الذكاء الاصطناعي كيفية عمل تلك  المادة على 8 متطوعين في أستراليا، واستغرقت دورة تطوير الدواء كلها حوالي 2.5 عام وكلفت 2.6 مليون جنيه إسترليني، وهو ما يعادل قطرة في بحر، مقارنة بالطريقة الكلاسيكية لإنتاج الأدوية، وشعر جميع الأستراليين المتطوعين الثمانية الشجعان بالرضا بعد الدورة الأولى من تعاطي العقار، لذلك قرر المطوّرون المضي قدما.

Email