الاستشارة الطبية ضرورية للحوامل ومرضى السكري والقلب وضغط الدم

الصيام.. تعزيز للمناعة وفرصة للتخلص من السموم في الجسم

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يسهم الصيام في تعزيز مناعة الجسم، ويشكل فرصة للتخلص من السموم، وقد أثبتت الدراسات أن الصيام لساعات طويلة يجدد نشاط جهاز المناعة، من خلال تحفيزه لإنتاج خلايا جديدة.

كما يعد الصيام في رمضان فرصة لفئات كثيرة من المرضى خصوصاً من ذوي الأمراض المزمنة، ولكن هناك بعض الفئات التي تستدعي حالتهم الصحية رقابة شديدة خصوصاً لحالات الحمل وبعض الأمراض المزمنة مثل السكري والقلب والضغط، ويجب عليهم استشارة أطبائهم لتعديل معدل جرعاتهم الدوائية، لذا شدد أطباء هيئة الصحة في دبي على ضرورة استشارة الطبيب قبل البدء في عملية الصيام، لتعديل الجرعات ومواعيد أخذها للحفاظ على صحتهم وسلامتهم في الشهر الفضيل.

وقالت الدكتورة منى تهلك المديرة التنفيذية لمستشفى لطيفة واستشارية أمراض النساء والولادة: الحمل يمر بثلاث مراحل وفي الأشهر الثلاثة الأولى تكون النصيحة الأساسية للمرأة هي عدم الصيام، لأن الصيام لمثل هذه المرأة يكون في غاية الخطورة على صحتها، وعلى صحة الجنين أيضاً، لأن الجنين في هذه المرحلة تتكون أعضاؤه الأساسية، وتكون في طور التكوين، وإذا صامت المرأة يتعرض طفلها لعدم اكتمال تكوين أعضائه، فيولد ناقص النمو أو بأعضاء مشوهة، هذا بالنسبة للجنين، أما بالنسبة للمرأة فهي أيضاً تصبح عرضة لخطر الإجهاض.

وأضافت: في المرحلة الثانية من الحمل أي خلال الأشهر الثلاثة الثانية، وتشمل الشهر الرابع والخامس والسادس، فإن المرأة في هذه المرحلة يمكنها الصيام، ولكن بشروط أو باحتياطات معينة، وأهمها التغذية المتكاملة بالحرص على تناول الأغذية الغنية بعناصرها الغذائية الصحية، وذلك خلال وجبتي الإفطار والسحور، ومن أفضل المأكولات التي تفيد الحامل اللحوم والسمك والبيض والعسل الأبيض، مع الحرص على شرب السوائل بكثرة.

وأشارت إلى ضرورة أن تنتبه المرأة في هذه الحالة لظروفها الصحية، فإذا لاحظت أو شعرت بأي إرهاق أو جفاف أو صداع أو غير ذلك من الأعراض التي تتعب معها، فإنها يجب عليها استشارة الطبيب فوراً وبإمكانها الإفطار، خصوصاً إذا كانت تعاني من مرض السكري قبل رمضان.

وبالنسبة للمرحلة الثالثة من الحمل أي خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، فإن الصيام خلالها لا يكون مصدر خطر على المرأة، ولكن عليها استشارة الطبيب لتحديد مدى قدرتها عليه تبعاً لحالتها الصحية.

مرضى السكري

من جانبه، أكد الدكتور بلال الشماع استشاري أمراض الغدد الصم والسكري بهيئة الصحة بدبي أهمية توعية مرضى السكري بطرق إدارة مرضهم، خلال شهر رمضان ، لاعتبارها تشكل تحدياً كبيراً لهم وللأطباء في الوقت نفسه.

وأضاف: «تحصل تغييرات في عملية الأيض خلال الصيام، تؤدي إلى مضاعفات حادة لدى مريض السكري، ما يستدعي المراقبة المشددة لحمايته من انخفاض معدل السكر في الدم أو ارتفاعه ومن جفاف السوائل في جسمه، خصوصاً مع حلول شهر رمضان في فصل الصيف، وارتفاع الحموضة الكيتونية، لهذا على الأطباء أن يكونوا في غاية الحرص عند تقديم الإرشادات لمرضاهم، لأن ساعات الصيام تكون أطول، ويجب على المريض التخطيط لوجباته الغذائية وممارسة الرياضة وكسر الصوم عند الحاجة».

وشدد الدكتور الشماع على أهمية كسر الصيام في حال انخفاض معدل السكر في الدم إلى ما دون الـ 70 ملغ/‏‏‏‏دل، ويجب على المرضى الذين يعانون السكري من الفئة الأولى ويعتمدون على الأنسولين، أن يفطروا إذا ارتفعت نسبة السكر في الدم إلى أكثر من 250 ملغ/‏‏‏‏دل، كما ينصح مرضى السكري المتذبذب (غير المنتظم) بعدم الصوم، لتجنب ارتفاع أو انخفاض السكر.

مرضى القلب

بدوره، قال الدكتور فهد باصليب المدير التنفيذي لمستشفى راشد واستشاري أمراض القلب: «الصيام لا يؤثر بصورة سلبية على مرضى القلب، الذين يتمتعون بحالة مستقرة، والذين لا يصابون بأعراض متكررة كآلام الصدر أو الصعوبة في التنفس، حيث إن الصيام يكون غالباً مفيداً لتلك الحالات، لأنه يساعد على تقليل كميات الطعام، الذي يتم تناوله، والابتعاد عن التدخين، والحد من التوتر، ما يسهم في تخفيف المخاطر العامة الناجمة عن أمراض القلب، وينعكس إيجابياً على صحة مريض القلب».

وأوضح الدكتور باصليب أن هناك فئات من مرضى القلب يجب عليهم عدم الصوم لأسباب صحية، ومنهم المرضى الذين يعانون من آلام متكررة في الصدر، ومريض قصور القلب الاحتشائي، الذي يعاني من التعب الشديد وضيق التنفس، فهو يحتاج لتعاطي مدرات البول باستمرار، ومرضى الأزمة القلبية، الذين لا يستطيعون الصوم عادة خلال الأسابيع الستة، التي تعقب حدوث الأزمة القلبية، ومرضى جراحات القلب، الذين لا يستطيعون الصوم عادة خلال الأسابيع الستة، التي تعقب إجراء الجراحة، ومرضى التضيق أو الالتهاب الشديد للصمامات، ومرضى عدم انتظام ضربات القلب من النوع الخبيث، الذين يعالجون بالأدوية، ومرضى القلب، الذين تتطلب حالاتهم البقاء تحت الملاحظة داخل المستشفى.

وشدد على أهمية تناول كميات صغيرة من الطعام على 4 مراحل، مقسمة على مدار اليوم بدلاً من تناول وجبتين كبيرتين، خلال شهر رمضان الفضيل، وشدد على ضرورة الحفاظ على ممارسة التمارين الرياضية كالمشي حتى وإن كان لفترة قصيرة.

ونصح الدكتور باصليب مرضى القلب بتجنب الأطعمة الدسمة والغنية بالدهون والأملاح، وعدم تناول كميات كبيرة من السوائل، لأنها تؤدي إلى حدوث صعوبة في التنفس، مضيفاً أنه يسهم تقسيم الطعام إلى حصص صغيرة وتناولها على مراحل في إحداث تغيرات إيجابية في الهرمونات وعملية الأيض، حيث تحفز إنتاج الكوليسترول الجيد، وتقلل من الكوليسترول الضار، وأن المرضى سيشعرون بتغيرات إيجابية إذا تمكنوا أيضاً من تخفيف أوزانهم.

فاعليّة

وعن الفوائد الصحية للصيام، قال الدكتور حسن يوسف حطيط استشاري ورئيس قسم الأنسجة في هيئة الصحة: للصيام آثار متعددة ومتنوعة على صحة الإنسان البدنية والنفسية بشكل عام، وعلى جسمه وأجهزته وأعضائه بشكل خاص، وتتوزع مفاعيله المباشرة وغير المباشرة على كل الصعد المتعلقة بصحة الإنسان من الوقاية من الأمراض إلى التخلص من آثارها، كما يتحكم الصيام في الكثير من الأنشطة البدنية الحيوية، فيحسّن من أدائها ويرفع من مستوى فعاليتها ويجدّد حركتها.

وأضاف: إن التجارب العلمية أثبتت أيضاً أن الصيام يزيد من استجابة الخلايا للأنسولين، ويزيد من فعالية مستقبلات الهرمونات كالأديبونيسيتين، ما يزيد من فرص الوقاية من داء السكري أو التخفيف من آثاره السلبية، كما أثبتت دوراً مهماً للصيام في تركيز ورفع مستويات الكوليسترول الحميد أو «هـ. د. ل.»، وخفض مستويات الكوليسترول الضارّ وترسبات الدهون بشكل عام، ما يساعد بشكل واضح وفعال على الوقاية من أمراض العصر: «أمراض القلب والشرايين».

مقاومة الأورام

وأضاف: ظهرت في المدة الأخيرة دراسات علمية جديدة تطرقت لنظريات أخرى؛ كمقاومة الخلايا لنشوء الأورام في جسم الصائم أو مقاومة الجسم نفسه للخلايا السرطانية عند الصائمين، وأجريت أبحاث مخبرية على الفئران والثدييات وعلى مجموعات من المتطوعين الصائمين وعلى مرضى السرطان أنفسهم، وقد ظهرت نتائج باهرة، ونشر بعضها في بعض المجلات الطبية الأمريكية والأوروبية، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر تدني نسبة سرطان الغدد اللمفاوية إلى مستويات قاربت «الصفر» في إحدى الدراسات الفرنسية، التي تناولت دور الصيام المتقطع في الوقاية من الأورام اللمفاوية.

أمراض جلدية

وأشار إلى أن الصيام يفيد في علاج الأمراض الجلدية، والسبب في ذلك أنه يقلل نسبة الماء في الدم فتقل نسبته بالتالي في الجلد، ما يعمل على زيادة مناعة الجلد ومقاومة الميكروبات والأمراض المعدية الجرثومية، والتقليل من حدة الأمراض الجلدية، التي تنتشر في مساحات كبيرة من الجسم مثل مرض الصدفية، وتخفيف أمراض الحساسية والحد من مشاكل البشرة الدهنية، ومع الصيام تقل إفرازات الأمعاء للسموم، وتناقص نسبة التخمر، الذي يسبب دمامل وبثوراً مستمرة.

فرصة للراحة

وأضاف: إن الصيام يقوم بعملية خفض نسبة السكر في الدم إلى أدنى معدلاتها، ويتم ذلك من خلال إعطاء البنكرياس فرصة للراحة، لأن البنكرياس يفرز الأنسولين، الذي يحوّل السكر إلى مواد نشوية ودهنية تخزن في الأنسجة، وعندما يزيد الطعام عن كمية الأنسولين المفرزة يصاب البنكرياس بالإرهاق ويعجز عن القيام بوظيفته، فيتراكم السكر في الدم، وتزيد معدلاته بالتدريج حتى يظهر مرض السكر، وللوقاية من هذا المرض أقيمت دورة للعلاج تتبع نظام حمية وتوقف عن تناول الطعام باتباع نظام الصيام لفترة تزيد على 10 ساعات، وتقل عن عشرين؛ كل حسب حالته، ثم يتناول المريض وجبات خفيفة، وذلك لمدة متوالية لا تقل عن 3 أسابيع، وقد حقق هذا الأسلوب في المعالجة نتائج مهمة في علاج مرض السكر، ودون الاستعانة أو استخدام أية عقاقير كيميائية.

مستويات

يفيد النظام الغذائي المتوازن في السيطرة على مستويات السكر والكوليسترول في الدم، ما ينعكس بالفائدة أيضاً على قدرة الجسم على التعامل مع مرض السكري وارتفاع ضغط الدم، إضافة إلى ذلك، يجب الإكثار من شرب الماء ​للحفاظ على نسبة السوائل في الجسم، والحد من الإفراط في تناول الطعام. وقد يساعد الصيام أيضاً على تحسين المزاج، فعلى الرغم من الصعوبة التي يعانيها الصائم لتعويد الجسم على الروتين الجديد في البداية، لكن سرعان ما تبدأ نفسيته بالتحسن بعد بضعة أيام عندما يتكيف الجسم مع نمط الأكل والشرب، ويبدأ بإنتاج كميات أكبر من الإندورفين.

Email