اعتلالات النسيج العضلي الهيكلي ألم ثابت ومحدودية في الحركة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتسم اعتلالات النسيج العضلي الهيكلي عادةً بالألم (ألم ثابت غالباً)، والمحدودية في قابلية التحرّك والمهارات الحركية والقدرات الوظيفية، ما يقلّل قدرة الأشخاص على العمل والمشاركة في الأدوار الاجتماعية، مع ما يرتبط بذلك من تأثيرات في العافية الذهنية، وتداعيات أوسع نطاقاً على رفاه المجتمعات المحلية. واعتلالات النسيج العضلي الهيكلي الأكثر شيوعاً، والمسبِّبة للإعاقة، هي الفُصال العظمي الوخيم، وآلام الظهر والرقبة، والكسور المرتبطة بهشاشة العظام، والإصابات والاعتلالات الخاصة بالتهابات الأجهزة، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي.

وتشمل اعتلالات النسيج العضلي الهيكلي، الاعتلالات التي تؤثر في ما يلي:

• المفاصل، مثل الفُصال العظمي الوخيم، والتهاب المفاصل الروماتويدي، والتهاب المفاصل الصدافي، والنقرس، والالتهاب الفقري.

• العظام، مثل ترقُّق العظام، وقلة كثافة العظام وما يرتبط بها من كسور الهشاشة، والكسور الرَضِّيّة.

• العضلات، مثل الفقد التنكُّسي لكتلة الهيكل العظمي العضلية.

• العمود الفقري، مثل آلام الظهر والرقبة.

• مناطق أو أجهزة متعددة في الجسم، مثل اضطرابات الألم الموضعي والواسع الانتشار، والأمراض الالتهابية، مثل أمراض النسيج الضام، والالتهابات الوعائية المصحوبة بأعراض متعلقة بالنسيج العضلي الهيكلي، ومنها، على سبيل المثال، الذئبة الحمامية المجموعية.

شيخوخة

وتحدث اعتلالات النسيج العضلي الهيكلي طيلة العمر، ومن الشائع أن تصيب الأشخاص من سنّ المراهقة، وحتى مرحلة الشيخوخة. ويُتوقع أن يرتفع معدل حدوث اعتلالات النسيج العضلي الهيكلي، وأن يزداد تأثيرها مع شيخوخة سكان العالم، وارتفاع معدل انتشار عوامل خطورة الأمراض غير السارية، لا سيما في السياقات ذات الدخل المنخفض والمتوسط. ويشيع حدوث اعتلالات النسيج العضلي الهيكلي، مع أمراض غير سارية أخرى، في حالات المِراضة الصحية المتعددة.

العمر

وتؤثر اعتلالات النسيج العضلي الهيكلي في الأشخاص طيلة العمر، في جميع مناطق العالم. وكانت اعتلالات النسيج العضلي الهيكلي، السبب الرئيس للإعاقة في أربع من مناطق المنظمة الست في عام 2017 (حيث احتلّت المرتبة الثانية في منطقة شرق المتوسط، والثالثة في المنطقة الأفريقية). وفي حين يزداد حدوث اعتلالات النسيج العضلي الهيكلي مع التقدم في العمر، فإن الشباب يصابون بها أيضاً، في الأغلب أثناء ذروة سنوات كسب الدخل في مراحلهم العمرية.

وتوفّر دراسة عبء المرض العالمي، بيّنات على تأثير اعتلالات النسيج العضلي الهيكلي، تسلّط الضوء على عبء الإعاقة الكبير، المرتبط بهذه الاعتلالات. ففي دراسة عبء المرض العالمي لعام 2017، كانت اعتلالات النسيج العضلي الهيكلي، هي ثاني أعلى العوامل المساهِمة في الإعاقة عالمياً (حيث مثّلت نسبة 16 % من جميع سنوات العيش مع الإعاقة)، وظلت آلام أسفل الظهر، تشكّل السبب الرئيس للإعاقة، منذ أن تم قياسها لأول مرة في عام 1990 (1). وفي أن حدوث اعتلالات النسيج العضلي الهيكلي، يتفاوت حسب العمر والتشخيص، فإن ما يتراوح بين 20 % و33 % من الأشخاص في أنحاء العالم، يتعايشون مع أحد اعتلالات النسيج العضلي الهيكلي المؤلمة.

ويشير تقرير صدر مؤخراً من الولايات المتحدة الأمريكية، إلى أن واحداً من كل اثنين من الأمريكيين البالغين، يتعايش مع أحد اعتلالات النسيج العضلي الهيكلي – وهو نفس عدد أولئك المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية، أو الأمراض التنفُّسيّة المزمنة مجتمعة (2).

ويشير تحليل البيانات المأخوذة من دراسة منظمة الصحة العالمية عن الشيخوخة وصحة البالغين في العالم، إلى ارتفاع معدل حدوث التهاب المفاصل في السياقات ذات الدخل المنخفض والمتوسط، لا سيما بين أولئك الذين يحتلون مكانة أدنى في الهيكل الاجتماعي الاقتصادي (3).

علامات

الشعور بالألم ومحدودية الحركة، هما السمات الموحدة لطائفة اعتلالات النسيج العضلي الهيكلي. وعادةً ما يدوم الألم في ما يتعلق بالاعتلالات الطويلة الأمد. وفي بعض الاعتلالات، قد يحدث تشوّه في المفاصل، في الحالات التي لا يتاح فيها التشخيص والعلاج في وقت مبكر.

وقاية

وتتشابه اعتلالات النسيج العضلي الهيكلي في بعض عوامل الخطورة، مع أمراض غير سارية أخرى، مثل عدم كفاية النشاط البدني، والسمنة، والتدخين، وسوء التغذية. وفي حين أن التدبير العلاجي لبعض اعتلالات النسيج العضلي الهيكلي، غالباً ما يتطلب رعاية متخصصة و/أو جراحية، فإنه يمكن تدبير كثير من اعتلالات النسيج العضلي الهيكلي علاجياً، في إطار الرعاية الأولية، عبر توليفة من التدخلات غير الدوائية الأساسية، مثل ممارسة الرياضة، وتنظيم الوزن والعلاجات النفسية، إلى جانب العلاجات الدوائية.

انعكاسات

إن التكلفة الصحية والاجتماعية على نطاق أوسع لاعتلالات النسيج العضلي الهيكلي باهظة. ويطرح قياس الإنفاق على اعتلالات النسيج العضلي الهيكلي، تحديات، نتيجة اتساع طائفة اعتلالات النسيج العضلي الهيكلي، والمحدودية في نظم الترصّد الصحي. وتشكّل إجراءات جراحة الأطفال، كالاستبدال الكلي للمفاصل، على سبيل المثال، واحدة من أعلى النفقات بالمستشفيات. ويندر وجود البيانات، بصفة خاصة في المناطق ذات الدخل المنخفض والمتوسط.

وتستأثر اعتلالات النسيج العضلي الهيكلي، بأعلى نسبة من فاقد الإنتاجية في أماكن العمل. ففي عام 2011، بلغت تكلفة اعتلالات النسيج العضلي الهيكلي، 213 مليار دولار أمريكي – بنسبة 1.4 % من الناتج المحلي الإجمالي.

حقائق

• اعتلالات النسيج العضلي الهيكلي، هي العنصر الرئيس الذي يسهم في الإعاقة على نطاق العالم، حيث تمثل آلام أسفل الظهر، السبب الرئيس للإعاقة عالمياً.

• اعتلالات النسيج العضلي الهيكلي، تَحُدّ بدرجة كبيرة من قابلية التحرُّك والمهارات الحركية، ما يؤدي إلى التقاعد المبكّر عن العمل، وقلة أسباب العيش، وضعف القدرة على المشاركة في الأدوار الاجتماعية.

• تُعزى أعلى نسبة من الاعتلالات الأليمة الثابتة لأسباب غير السرطان، إلى اعتلالات النسيج العضلي الهيكلي.

تشمل اعتلالات النسيج العضلي الهيكلي، أكثر من 150 تشخيصاً، تؤثر في الجهاز العضلي الهيكلي – أي العضلات والعظام والمفاصل والأنسجة ذات الصلة، مثل الأوتار والأربطة، كما يرد في التصنيف الدولي للأمراض. وتتراوح بين الاعتلالات التي تظهر فجأة، وتكون قصيرة العمر، مثل الكسور والتواءات المفاصل وحالات الشدّ، وحتى الاعتلالات طويلة الأمد، المرتبطة بألم مستمر وبالإعاقة. «منظمة الصحة العالمية»

Email