«عن المسؤول» تأملات شعرية لمحمد بن راشد تحتفي بالعزيمة واحترام المعرفة

ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة القصيدة PDF أضغط هنا

نشر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على حساب سموه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «إنستغرام»، أمس، قصيدة بعنوان: «عن المسؤول»، افتتحها سموه بتصوير يؤيد من خلاله ما استعرضه من تجاربه الحياتية الغزيرة بالبراهين المنطقية، التي يستخدم فيها سموه ميزان العقول والأفكار لجعله وسيلة إقناع ودعم للقضايا التي يوردها.

وأوضح سموه في ثنايا رائعته الشعرية معاني الشرف والشجاعة، وفلسفة الخير والشر، واضعاً إياها في قوالب تفسيرية منطقية، تكون النتائج فيها مبنية على مقدمات لا تنفك عنها.

كما يؤكد سموه أن المجهول لا يمكن أن ترسم له صورة ذهنية، وأن القلوب ترى ما لا تراه الأعين، فما لم يكن مرئياً للإنسان بعينه فإن له سبيلاً آخر لمعرفته، محيلاً سموه إلى استخدام عين الإيمان لما لا ينكشف بالأبصار.

ويوجِّه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الإنسانَ أن يفكر بوجوده الذي عجز العقل عن إدراكه، مذكراً إياه بأنه سينزل يوماً من ركب الحياة، مغادراً الدنيا مهما طال به الزمان، وهذا هو شأن كل موجود، فإنه إلى زوال.

من هنا، فإن سموه يحثُّ الإنسانَ على أن يمعن النظر في مآلات الأمور وما يخبئه قادم الأيام، وأن لا يغترَّ بالحاضر، لأن الزمان لا يطول بصاحبه، وأن خلود المرء إنما يكون بما يحمل في فكره، ولم يكن يوماً لأحد أن يخلد بجسده، بل الأعمال والأفكار هي التي تخلّد أصحابها.

ويستعرض سموه في قصيدته بعضاً من تجاربه الثرة، مبيناً أنه خبر هذه الحياة، فلم يرَ أقسى من الجهل والحرمان على من تجرع مرارة معاناتهما.

ويختتم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رائعته الشعرية، وهو يبعث في النفوس الإصرار وعدم اليأس، فهو، كما يقول سموه، لم يتوقف يوماً عن البحث والمحاولة مهما كانت العوائق، ولم يستسلم أبداً عن السعي لفتح أبواب المجهول المغلقة لاكتشاف مكنوناته، والوصول إلى المعرفة الحقيقية.


الـصِّـورَهْ الـلِّـي رسَـمـها الـعقـلْ لـلمـعقـولْ
فـيـهـا أحاسـيسْ تـاخـذْ بـالـصِّوَرْ بـرهـانْ
أمَّــا الـمِـجرَّدْ فـمشكِلْ ماحصَـلْ محصـولْ
مِـثْـل الـشَّـرَفْ والـشِّـجاعَهْ مـالـها تـبـيــانْ
يـاكـيـفْ نــرسـمْ وجـــوهْ لـكـاينٍ مـجـهــولْ
نـحـنـا نـحـسِّـهْ وَلَــكِـنْ نـجـهـلْ الـعـنـــوانْ
لـلـخـيـــرْ والــشَّــرْ والــعــلاَّتْ والـمـعــلـولْ
تـفـسيرْ يـوضَـحْ ويـخـفىَ ويــوزَنْ بـمـيزانْ
والـمـنطـقْ إيـقــولْ أنِّ الـشَّـكلِ لـهْ مـدلــولْ
ولــي مـاتـشوفَهْ بـعـيـنـكْ شـوفَهْ بـالإيمــانْ
فـلـسِفْ وجــودكْ لـذاتـكْ وإنـتهْ الـمــسؤولْ
إِنْ خـانكْ الفهــمْ وأمسىَ العقلْ بكْ حـيرانْ
ولــكـلْ شـــيٍّ نـهــايِهْ لــوُ الـزِّمــانْ إيـطـولْ
والـخـالدْ الـفِـكرْ ومـاهـي خـالـدِهْ الأبـــدانْ
ومـادمـتْ حَــيْ وتــفـكِّرْ لــي يـزولْ إيــزولْ
بـيـتمْ فـكـركْ طــري لــوُ يـختفي الـجثـمانْ
شـفتْ الـحيـاهْ وعِـشِتْها بـينْ عَـرضْ وطـولْ
وماشفتْ أقسَىَ مِنْ الجَـهْلْ ومنْ الحرمــانْ
وردِّيــتْ عـنـدْ الـحـقيقَهْ وبـابـها الـمـقفــولْ
وحـاولـتْ أفـتَـحْ قـفِـلها ورفـضَـتْ الـبـيبانْ
ولـلـحـيـنْ وآنـــا أحـــاولْ فـتـحَـها وآقــــولْ
أكــيـدْ فـــي يــومْ بـقـدَرْ أفـهَـمْ الإنـــسـانْ

كلمات دالة:
  • محمد بن راشد آل مكتوم،
  • قصيدة،
  • عن المسؤول
Email