فنون تستوحى من الزجاج المتكسر والسماء الملبدة بالغيوم

ت + ت - الحجم الطبيعي

قد يهيأ للبعض أن مصممي الخزف والزجاج يتصفون بالرقة، ففي النهاية أعمالهم يمكن كسرها بسهولة، لكن نظرة سريعة داخل عملية الصهر والنفخ والتكسير في تلك الصناعة، قد تكون كافية لتغيير وجهة نظهرهم.

هكذا هو حال الفنانة اليابانية روي ساساكي، في أشهر مجسم من انتاجها "إشراق الشمس السائلة"، والمعروض داخل متحف كورننيغ للزجاج بنيويورك، والذي تأجل عرضه في "حديقة بورتلاند اليابانية" باوريغون، بسبب الجائحة.

المجسم مكون من أكثر من 200 قطعة من الزجاج الفوسفوري على شكل قطرات مطر، وتبدع الفنانة الآن نسخة جديدة عنه لمتحف توياما للفنون الزجاجية في اليابان.
عن أعمالها.

قالت ساساكي لصحيفة "نيويورك تايمز" من منزلها في كانازاوا باليابان: "الهشاشة وتكسير الزجاج هما مصدر الهامي، لأن الزجاج هش للغاية لكنه قوي، بل أقوى بكثير من الحديد من بعض النواحي".

يشكل الطقس موضوعها الأساسي، وهي خبيرة في إضفاء الحركة على مجسماتها. فداخل متحف كورنينغ بنيويورك، يختبر الزوار "أشعة الشمس السائلة" في غرفة مظلمة حيث تنطفئ الأضواء في كل مرة يدخل أحدهم وتتوهج قطع من مواد فوسفورية، يجري شحنها باستمرار، ثم تتلاشى بمرور الوقت مع بقاء الزوار معلقين في الفضاء.

وقد كتبت ساساكي في وصفها للعمل: "هذه هي الطريقة التي تتلاشى فيها ذاكرة أشعة الشمس خلال أيام الشتاء المظلمة".

غالبا ما تستخدم المادة الفوسفورية في أعمالها، وهي تتقدم بطلب خاص للحصول عليها من الصين، وقد التقت بعلماء لفهم كيف يتناسب الزجاج الشفاف مع الفوسفور.

وعلى الرغم من إبداعها أشياء ممتعة جمالياً، إلا أن أعمالها تخفي جانباً من التهديد. في عام 2010، ابدعت مجسمها "السير على الزجاج" فاندفع الزوار وحطموا الالواح الزجاجية، وصنعت في عام 2015، مجسماً بعنوان "الحاوية الذاتية رقم 2"، وهو عبارة عن صندوق من كتل زجاجية شفافة، مفتوح من أعلى بالكاد يناسب جسمها في وضعية ملتفة.

وهي نادراً ما تستخدم الزجاج الملون، وتفضل الشفاف لمشاريعها، وهذا يعود لطفولتها، حسب قولها، حيث كانت ترغب في البقاء في المحيط او البرك طيلة الوقت، وبعد زيارة لأوكيناوا مع والدها، ربطت في ذهنها تلك العلاقة: "الماء هو الزجاج، والزجاج هو الماء".

ساسكي التي تعمل عضو هيئة تدريس في مدرسة للفنون الجميلة في اليابان، تحدثت عن معرضها المنتظر بأوريغون، معربة عن إعجابها بالمنطقة التي تصفها بالممطرة، فيه غالبا ما اثارت اهتمامها تلك الاشياء الغامضة كالغيوم، التي لا يمكن لمسها او الإمساك بها، ولها شكل ضابي وبطبيعتها مؤقتة.

كلمات دالة:
  • فنون،
  • الخزف،
  • الزجاج،
  • أشعة الشمس،
  • مدرسة الفنون الجميلة
Email