الشائعة أقوال أو أحداث كاذبة، تنتشر أحياناً في المجتمع، وتتناقل في الأوساط الاجتماعية على اختلاف مستوياتها، وتخصصاتها، وتطلق عادة للتأثير على شخص بعينه، أو للتأثير على مجتمع بأكمله، وفي كلتا الحالتين تكون مدروسة من قبل من أطلقها، كي تحقق أهدافها، بالأخص عندما تنمو في ظروف مساعدة تساهم في انتشارها، مثل بعض الأسس أو المعلومات الأولية التي تساند صحتها.
ويعتبر الوسط الثقافي من الأوساط المستعدة لتلقي الشائعات، سواء بالعلاقات الثنائية بين المبدعين أو الأصدقاء، وهو ما ينعكس على مشهدهم أمام المجتمع ومؤسساته المختلفة، لما لمجتمع المثقفين وذوي المناصب الإدارية العليا من وضع لا يخلو من التعقيد، والخفاء في الوقت نفسه.
مع سيطرة الحالة الإبداعية التي تفرض نوعا من التغطية والتمويه في المراحل التي تسبق إظهارها للناس، ولهذا تطلق شائعات لا تمت للواقع بصلة، ورغم هذا تكون قابلة للتصديق، فالشائعة مغرية بحد ذاتها، وتجذب الكثير من المبدعين لما في إطلاقها من حبكة وخيال وإخراج للحدث المزعوم.
وهذا ما يفسر اعتماد بعض المؤرخين، وكتاب السير الشخصية، في العصور القديمة، أو الحديثة، إلى سرد بعض الأحاديث الكاذبة من خلال حوادث كانوا أطرافاً فيها، ولكنها في الواقع لا تتعدى كونها شائعات انتشرت لسبب، أو آخر.
وبشكل عام لا تنحصر الشائعات في وسط من الأوساط، بل تنتشر في الأوساط الفنية والأدبية، والسياسية وغيرها من شرائح المجتمع، بهدف البحث عن الإثارة، أو تحقيق هدف معين إذا كانت الشائعة مغرضة، خاصة تلك الشائعات التي تنتشر أثناء نشوب الحروب، أو قبل فرض قوانين ما قد لا يتقبلها الناس، فتأتي الشائعة لتخفف من حدة ما سيحدث.
وبالعموم فالشائعة تؤثر بشكل سلبي على الناس، الذين يفتقدون إلى الثقة بأنفسهم، لأنها تدمرهم نفسياً، وتحد من مسيرتهم، وهناك من يستخدمها لشد الانتباه إليه، خاصة الفنانين، الذين يخدمهم الإعلام كثيراً في نسج هذه الإبداعات الكاذبة، وهنا قد يرصدون مبالغ طائلة، من أجل أن تنتشر شائعة ما عنهم تجعلهم حديث الناس، ولهذا تكتسب الشائعة أهميتها من أهمية الشخص المستهدف، وتأثيره على الجماهير.
وفي المحصلة تندرج الشائعة في قائمة الأكاذيب ولا أحد يعرف كم من حقائق اندثرت، على مر العصور لصالح شائعات محبوكة بمهارة.
