مكاسب الأسهم الأمريكية تتضاءل أمام أداء بقية أسواق العالم في 2025

مؤشرات الصين وكوريا الجنوبية واليابان والمملكة المتحدة تتفوق على «ستاندرد آند بورز 500».

تراجع أداء الأسهم الأمريكية مقارنة بمكاسب الأسواق العالمية في عام 2025، حيث ساهمت المخاوف بشأن التقييمات المرتفعة، والتقدم الصيني في مجال الذكاء الاصطناعي، والسياسات الاقتصادية الجذرية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في عام نادر من الأداء الضعيف لوول ستريت.

وارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 18% هذا العام، وهو ما يقل عن مكاسب مؤشر «إم إس سي آي» العالمي باستثناء الولايات المتحدة البالغة 29%، بأكبر فارق منذ الأزمة المالية العالمية في عام 2009.

وقد أسهم ازدهار الذكاء الاصطناعي في وول ستريت في انتعاش الأسواق بعد موجة البيع التي أعقبت حملة ترامب لفرض تعريفات جمركية مكثفة في نيسان الماضي. لكن الآثار المتبقية للحرب التجارية التي شنها الرئيس

بالإضافة إلى المخاوف بشأن التقييمات المرتفعة للغاية لشركات التكنولوجيا الأمريكية، دفعت العديد من المستثمرين إلى تساؤلات بشأن المكانة المهيمنة التي تتمتع بها الأسهم الأمريكية في المحافظ العالمية منذ فترة طويلة.

وقال ماثيو بيسلي، الرئيس التنفيذي لشركة جوبيتر لإدارة الأصول، الذي التزم نهجا في الاستثمار في الأسهم عام 2026 على أساس «أي شيء عدا أمريكا»:

«الأسهم الأمريكية أغلى من العديد من الأسهم الأخرى، ومن المرجح أن يواجه مسار النمو تحديات، والجميع يمتلك الكثير منها. وهذا وقت مناسب للتفكير في أي شيء لا يمتلكه المستثمرون بكثرة».

وقد تفوقت المؤشرات في الصين واليابان وألمانيا والمملكة المتحدة على مؤشر ستاندرد آند بورز 500، وشهدت الأسواق التي لم تحظَ بشعبية كبيرة انتعاشاً

بينما ارتفع مؤشر«إم إس سي آي» للأسواق الناشئة بنسبة تقارب 30%، مدعوماً بضعف الدولار. وتقول نيام برودي- ماشورا، كبيرة مسؤولي الاستثمار في الأسهم لدى شركة فيديليتي إنترناشونال:

«هناك حاجة لتنويع المخاطر. وبالفعل، يدرس العديد من المستثمرين الذين أتحدث إليهم توزيع استثماراتهم الجغرافية في ضوء الأحداث الكبرى التي شهدها العام الماضي».

كانت أسواق الأسهم الآسيوية من بين الأفضل أداءً، مدعومة جزئياً بشركة «ديب سيك» الصينية الناشئة، التي عززت فرص المنافسة الجادة لأنظمة الذكاء الاصطناعي الأمريكية بفضل إنجازها الكبير في مجال نماذج اللغة في يناير. وارتفع مؤشر «إم إس سي آي تشاينا» بأكثر من 30%، بينما صعد مؤشر «هانغ سينغ» في هونغ كونغ بنسبة تقارب 28%.

وكان سهم شركة «أنفيديا» الأمريكية لصناعة الرقائق تراجع بنسبة 17% في يوم واحد عقب إطلاق نموذج «ديب سيك» الذي نافس أداء منافسيه الأمريكيين بتكلفة أقل، مما دفع المستثمرين إلى التساؤل عما إذا كان الاستثمار الضخم في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي ضرورياً.

ورغم أن «إنفيديا» استعادت مكانتها لتصبح أول شركة في العالم تصل قيمتها إلى 5 تريليونات دولار في أكتوبر، إلا أن الشكوك المستمرة حول تقييمات الذكاء الاصطناعي قد أثرت على السوق الأمريكية، مما أدى إلى موجة بيع حادة في نوفمبر. وقالت هيلين جويل، كبيرة مسؤولي الاستثمار في الأسهم الأساسية لدى بلاك روك:

«إن السبب الحقيقي وراء فقداننا للحماس بشأن الأسهم الأمريكية حدث في يناير 2025 في «يوم ديب سيك». وأضافت: «أدركنا فجأة أن «المبالغة في الاستثمار في الأسهم الأمريكية» لم تكن الطريقة المثلى لبناء محفظة استثمارية».

كما أبدى المستثمرون العالميون اهتماماً واضحاً بالأسهم الصينية هذا العام. وقال ميسلاف ماتيكا، رئيس استراتيجية الأسهم العالمية والأوروبية في جيه بي مورغان، إن البنك «حوّل تركيزه بالكامل» إلى الاستثمار في الصين هذا العام بعد ظهور بوادر انتعاش اقتصادي.

كذلك، كان من اللافت ارتفاع مؤشر كوسبي الكوري الجنوبي بأكثر من 75% هذا العام، حيث ارتفعت أسهم عملاقي التكنولوجيا سامسونج وإس كيه هاينكس بنسبة 124 و268% على التوالي.

كما شهدت الأسهم الأوروبية انتعاشاً مدفوعاً بآمال النمو الاقتصادي الناجم عن حزمة التحفيز المالي الألمانية «التي تتطلب كل ما يلزم»، والتي يتوقع معظم المستثمرين أن يبدأ تطبيقها فعلياً العام المقبل.

تفوّق مؤشر داكس الألماني على مؤشر ستاندرد آند بورز 500، بينما دفع النمو الاقتصادي القوي مؤشر إيبكس 35 الإسباني إلى الارتفاع بنسبة 48% ومؤشر أثيكس اليوناني بنسبة 44%.

وقال ماتيكا من جيه بي مورغان: لسنوات، كانت الولايات المتحدة هي المهيمنة، لكن ينبغي على المستثمرين الآن الاستعداد لـ«التوسع في الأداء على الصعيد الدولي».