كما قلصت شركة فولكس فاجن الألمانية دورة تطوير سياراتها الكهربائية الجديدة المنتجة في الصين بنسبة 30 % مقارنةً بالعملية التقليدية التي تستغرق ما يزيد قليلاً على أربع سنوات.
وأطلقت نيسان سيارتها السيدان الكهربائية الجديدة «إن 7» N7، التي يقل سعرها عن 20 ألف دولار، في الصين هذا العام بعد تطويرها بالتعاون مع شريكها المحلي دونغفنغ في غضون عامين تقريباً. وسيتم تصدير هذا الطراز إلى أسواق أخرى ابتداءً من العام المقبل.
مع ذلك، حذر آخرون من صعوبة الموازنة بين التطوير السريع وأولويات السلامة الأساسية. وصرح جيريمي بابين، المدير المالي لشركة نيسان، بأن التطوير السريع «ضروري للغاية»، لا سيما للشركات التي تفتقر إلى الحجم الكبير. وأضاف: «هذه هي الطريقة الأمثل لبناء سيارة تنافسية من حيث التكلفة، لأن ذلك يقلل الوقت المُستغرق في الهندسة، وبالتالي يخفض التكلفة».
ومع ذلك، شدد بابين على وجود فترة «لا يمكن اختصارها» تبلغ حوالي 12 شهراً، ينتقل خلالها المهندسون من المرحلة الرقمية إلى المرحلة المادية لإعداد السيارة.
التعلم من الصينيين لتحقيق سرعة ومرونة أكبر. وقال جيم بومبيك، رئيس فورد في أوروبا، إن شركة «بي واي دي» وغيرها من شركات صناعة السيارات الصينية حققت السرعة باستخدام قطع غيار أكثر شيوعاً.
ورغم أن طرازاتها الجديدة قد لا تبدو مختلفة كثيراً عن الإصدارات السابقة، إلا أن التغييرات الأهم تكمن في البرمجيات والتقنيات الرقمية الأخرى.
وأضاف بومبيك: «يكمن جوهر التغيير الحقيقي وسرعة الإنجاز في الجمع بين إعادة الاستخدام الذكي والتشابه، وتعزيز التغيير بالبرمجيات والتقنيات الرقمية، ووضوح المنتج النهائي».
قال فيتوريو دارينزو، أحد المديرين التنفيذيين في وحدة سيارات رينو الكهربائية «أمبير»: «منذ لحظة تصميم قطعة ما ورؤيتها بين يديك، تسير الأمور وفق مسار محدد في أوروبا.
فعليك التواصل مع المورد، وتقديم عرض، وقد يستغرق هذا من شهر إلى ثلاثة أشهر. أما في الصين، فالموردون معتادون على تصنيع القطع في الموقع، لذا يستغرق الأمر نصف الوقت».
وفي مرحلة ما، قرر فريق رينو أنه غير راض عن تصميم مقبض باب داخلي. وقال فيتوريو دارينزو: «كنت أعلم أن المورد سيضغط على الزر ويبدأ في تصنيعه خلال ثلاثة أيام، لذلك لم يكن هناك وقت لإعادة مناقشة كل شيء مع كل مدير على جميع المستويات».
وسيكون تطوير سيارة داسيا هيبستر الصغيرة الجديدة، باستخدام المنصة نفسها، أسرع بكثير، حيث سيستغرق 16 شهراً فقط. وقال فرانسوا بروفوست، الرئيس التنفيذي لشركة رينو: «نحن بحاجة إلى دفعة قوية لنكون قادرين على المنافسة مع الصينيين في أوروبا».
وقال بابين من شركة نيسان:«ما نحاول القيام به عالمياً مستوحى الآن بشكل كبير مما نختبره في الصين». يتطلب الأمر تغيير أساليب العمل، إضافة إلى تقبل حقيقة ضرورة تحمل المزيد من المخاطر لتقليل وقت تطوير السيارة.
فإضافة إلى الهيكل التنظيمي الأقل هرمية وبنية السيارة الأبسط، كان هناك تركيز أقل على اختبارات المتانة. تجري شركات تصنيع السيارات الكهربائية الصينية اختبارات متانة تغطي في المتوسط 600 ألف كيلومتر فقط لكل سيارة، مقارنة بـ3 ملايين كيلومتر التي تتطلبها شركات صناعة السيارات الأجنبية عادةً، وفقاً لبحث أجرته شركة أليكس بارتنرز.
وتنتظر بدلاً من ذلك حتى يتم التحقق من كل شيء بشكل كامل قبل الإطلاق، حسبما ذكر ستيفن داير. وأضاف داير أن الشركات الصينية «قد تقدم على الإطلاقات الجديدة قبل اكتمال جميع عمليات التحقق من أجل الالتزام بمواعيد الإطلاق». وتابع: «في صناعة تعتمد على البرمجيات وتتسم بالمرونة العالية، فإن التأخير في الإطلاق يعني أن تقنيتك قد تتقادم بالفعل».
