انخفاض أسعار الشوكولاتة هدية لعشاق الحلويات في موسم الأعياد

لم تشهد أسعار الكاكاو مثل هذا التراجع الكبير منذ عامين

مع اقتراب العام من نهايته، يبدو أن الشوكولاتة ستكون الهدية المفضلة خلال موسم الأعياد. يأتي ذلك في أعقاب فترة دفعت فيها تقلبات أسعار الكاكاو، التي بلغت ذروتها مرتين خلال العامين الماضيين، صانعي الشوكولاتة إلى البحث عن بدائل اقتصادية.

وفي محاولة للابتكار في ظل ارتفاع الأسعار خلال تلك الفترة، اضطرت شركة نستله العملاقة للأغذية إلى إعادة تسمية رقائق التوفي ورقائق بلو ريباندز، بعد ما لم تعد تحتوي على الشوكولاتة بالمعنى الحرفي؛ كما تم تخفيض تصنيف بسكويت كلوب وبينجوين من إنتاج شركة «ماكفيتيز» من «الشوكولاتة» إلى «بنكهة الشوكولاتة» نظراً لانخفاض محتواه من الكاكاو.

وأسعار الكاكاو تتراوح بين 6000 و7000 دولار للطن المتري، وهي لم تشهد هذا الانخفاض منذ عامين. وكانت الأسعار المرتفعة دفعت بقوة إلى انخفاض الطلب، كما هو متوقع. ولذلك، كان على صانعي الشوكولاتة اللجوء إلى استخدام زبدة الشيا والزيوت، مما قلل من مشتريات المستهلكين. تُشير تقديرات شركة باري كاليبو، مُصنّعة الكاكاو، إلى أن الارتفاعات التي شهدها السوق خلال وقت سابق هذا العام والعام الماضي أدت إلى ارتفاع سعر الشوكولاتة إلى ثلاثة أضعاف خلال أربعة أشهر فقط.

ورغم أن هذا الأمر غير مُستساغ للمستهلكين والمستثمرين على حدٍ سواء، إلا أن ديناميكيات القطاع تُفسّر تأخر الاستجابة، فالكاكاو محصول يستغرق من سنتين إلى أربع سنوات ليثمر؛ أما المُصنّعون، فيُثبّتون الأسعار عادة عن طريق الشراء بعقود آجلة.

والأهم هو ما سيحمله العام المقبل. وبغض النظر عن البداية المُحتملة الصعبة، فإن بلومبيرغ ستعيد إدراج الكاكاو في مؤشرها للسلع الأساسية في الأول من يناير بنسبة 1.7%، مما سيُؤدي إلى مزيد من إعادة التوازن في المؤشر والاستثمارات.

وتعد الارتفاعات الصاروخية التي رفعت السعر إلى 12,000 دولار للطن المتري تُعدّ نادرةً للغاية. وقد خفت حدة المضاربات في الأسواق. ويحصل المزارعون في ساحل العاج وغانا، اللتين تنتجان نصف إنتاج الكاكاو العالمي، على أسعار محسّنة لمحاصيلهم بموجب اتفاقيات حكومية تحدد أسعار البيع من المزرعة. ويُعاد استثمار جزء من هذه الأسعار، نظرياً على الأقل، في المزارع عبر الأسمدة والشتلات الجديدة. كما يتجه المزارعون في أمريكا الجنوبية وغيرها إلى زراعة الكاكاو، ويحققون ذلك بكفاءة عالية.

لكن ليس من المتوقع أن يؤدي ذلك كله إلى إعادة الأسعار إلى مستواها المنخفض التاريخي، الذي يتراوح بين 2000 و3000 دولار أمريكي للطن. ولكنه يشير إلى أن العرض يفوق الطلب المتراجع بعد انتهاء موسم الحصاد الحالي. ويتوقع السماسرة بسوق ماريكس فائضاً يصل إلى 300 ألف طن هذا العام، الذي يمتد حتى نهاية سبتمبر، أي ما يعادل 5% من الإنتاج العالمي.

لذا، من المرجح أن تنخفض الأسعار بدرجة كبيرة، وإن لم يكن بالقدر الذي يتمناه عشاق الكاكاو. وتتوقع شركة باري كاليبو أن يصل سعر الطن إلى 5000 جنيه إسترليني أو 6700 دولار أمريكي العام المقبل. وقد يعكس ذلك حذر السويسريين، أو قد يُظهر ببساطة أن التنبؤ بأسعار الكاكاو لا يقل عبثية عن مقاومة علبة شوكولاتة فاخرة في موسم الأعياد.