روبرت أرمسترونغ - هاكيونغ كيم
لا نعرف في معظم الأحوال السبب وراء ارتفاع أسواق الأسهم، لكن، في الولايات المتحدة، تعد الآن إحدى الفترات النادرة التي نعرف فيها سبب قفزات الأسعار، فالأسهم ترتفع لأنها باتت تُسعّر بسرعة غير عادية تمهيداً للخفض التالي المتوقع في سعر الفائدة من قِبَل الاحتياطي الفيدرالي.
فما الذي أحدث الفرق؟ لتبسيط الأمر نستعرض رأي جون ويليامز، وكريستوفر وولر، وبعض البيانات الاقتصادية غير المستقرة.
وبعدها ببضعة أيام، قال كريستوفر والر محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي (الذي كان حتى وقت قريب المرشح الأوفر حظاً في السباق على منصب رئيس البنك المركزي القادم)، إن ضعف سوق العمل يجعل خفض سعر الفائدة أمراً معقولاً.
وقد أوقف ذلك انخفاض مؤشر ستاندرد آند بورز 500، ودفعه إلى الارتفاع بنحو 5 %، وكان تكوين هذا الارتفاع موحياً تماماً مثل التوقيت.
وبينما لا تزال أسهم التكنولوجيا، وتحديداً أسهم أشباه الموصلات، تُسهم بشكل كبير في رسم أداء السوق، شهدت الأسهم الدورية الحساسة لأسعار الفائدة (شركات بناء المنازل والنقل والمواد الكيميائية)، أداءً رائعاً خلال الأسابيع القليلة الماضية. وكذلك الحال بالنسبة لعدد من الأسهم التي تواجه تحديات كبيرة في التعامل مع المستهلكين.
قد يكون جزء من هذا، وخاصةً في أسهم قطاع الإسكان، هو إجبار البائعين على المكشوف على تغطية خسائرهم. وقد يكون جانب آخر هو الرأي - الذي يُقارب الإجماع الآن - بأن الاقتصاد جاهز للانتعاش العام المقبل، بعد التباطؤ الذي سجله في الربع الأخير. لكن سردية خفض أسعار الفائدة، تبقى بلا شك نجم العرض.
وسيكون من الخطأ القول بأن خفض أسعار الفائدة في ديسمبر، يُمثل مؤشراً على تغيير أكبر في مسار أسعار الفائدة. فقد ظلت تقديرات السوق لوجهة الاحتياطي الفيدرالي، أو «السعر النهائي»، ثابتة بشكل ملحوظ عند نحو 3 % لعدة أشهر.
فهل يشير ذلك إلى أن ارتفاع أسعار الفائدة قائم على أسس هشة؟ ربما، لكن التنبؤ بمستقبل أسواق الأسهم القريب، بناءً على ماضيها القريب، غالباً ما يكون مضيعة للوقت.
ويقول جوزيف وانغ من «مانتري ماكرو»: «يُنبئك التعيين ما إذا كان لديك مجلس احتياطي فيدرالي مستقل أم لا.
فإذا كان لديك والر، فسيكون لديك مجلس احتياطي فيدرالي مستقل.. هاسيت هو أكثر خيار سياسي ممكن بعد تعيين دونالد جونيور.. ومن المعتقد على نطاق واسع، أنه سيكون مطيعاً جداً للرئيس».
فقد التزم هاسيت بنهج ترامب في كل كلمة ولفتة ومقابلة لسنوات. لكن تعيينه بحد ذاته، لن يكون كافياً لتغيير مسار أسعار الفائدة بشكل ملموس، أو تقويض الثقة في الاحتياطي الفيدرالي.
صحيح أن الدولار شهد ضعفاً، لكن قد يكون ذلك مرتبطاً بشكل أكبر بضعف البيانات الاقتصادية الأمريكية، وتحسن البيانات الخارجية إلى حد ما. وفكرة أن استقلال الاحتياطي الفيدرالي مهدد واردة بالفعل، لكن، إذا أراد هاسيت تغييراً جذرياً في سياسة أسعار الفائدة، فعليه إقناع بقية أعضاء لجنة السوق المفتوحة.
