روتشير شارما
في ظل تزايد المخاوف من فقاعة الذكاء الاصطناعي، يشعر العديد من المستثمرين بأنهم عالقون بين فريق المتفائلين الذين يرون أن التقييمات المرتفعة لأسعار الأسهم منطقية لأن الذكاء الاصطناعي يمثل أكبر ثورة تكنولوجية على الإطلاق، ومجموعات المتشائمين الذين يقولون إن هذه المرة لا تختلف، وإن أي فقاعة لا بد لها من أن تنفجر في النهاية.
من بين الشركات السبع الرائعة التي تقود طرح الذكاء الاصطناعي، اجتازت 5 منها اختبارات «الجودة»، ومع ذلك، فإن وجود أسماء مثل ألفابت ومايكروسوفت لم يمنع فئة أسهم الجودة من التخلف عن الركب، لأنها لم تشمل أياً من الأسهم منخفضة الجودة التي كانت تتلقى دفعة كبيرة من موجة المضاربة المدفوعة بالسيولة.
هذا العام، كانت عوائد الأسهم الأمريكية عالية الجودة أقل من سُبع عوائد «التكنولوجيا غير المربحة»، التي ارتفعت بنسبة 70%، وقد تجاهل المستثمرون، في ظل شغفهم بالمضاربة، قطاعات ودولاً عدة تكثر فيها الأسهم عالية الجودة، ومنها -على سبيل المثال- الرعاية الصحية والسلع الاستهلاكية الأساسية في الأسواق المتقدمة.
ونظرًا لشعورهم بأن كل شيء من الأسهم إلى الذهب يبدو باهظ الثمن، ينسحب بعض المستثمرين طويلي الأجل من الأسواق، قائلين إن تحركات الأسعار الأخيرة «غير منطقية» وخطِرة للغاية.
ويتخذ آخرون موقفاً دفاعياً من خلال الاحتفاظ بكميات كبيرة من النقد، على الرغم من أن ذلك يُدر عوائد منخفضة بعد حساب التضخم.
ومع ذلك، هناك طريقة لتحقيق عوائد جيدة في هذه البيئة، وذلك من خلال شراء الأسهم عالية الجودة.
ومن بين هذه الطرق صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) ذات التصنيف عالي الجودة، والمدرجة في بورصات مختلفة.
ومع ذلك، فإنّ أفضل مكان للاستثمار حالياً يكمن في محفظة استثمارية عالية الجودة خالية من الأسهم الأكثر مبالغة في قيمتها.
وقد قمت باستبعاد الشركات الصغيرة، قليلة السيولة، والمعرضة لتقلبات الأسعار أو لممارسات تحذيرية مثل حزم تعويضات الأسهم السخية بشكل غير معتاد.
وأخيراً، قمت بفحص القيمة بناءً على عائد التدفق النقدي الحر ونسبة السعر إلى الأرباح المستقبلية مع استبعاد معظم أسماء شركات التكنولوجيا الكبرى ذات القيمة العالية.
كانت النتيجة هي قائمة تضم نحو 400 سهم عالي الجودة يتم تداولها بتقييمات جذابة، ومنها ما يقرب من 140 سهماً في الولايات المتحدة وأكثر من 40 شركة صينية مدرجة في هونغ كونغ، كما يمكن العثور على مجموعات من هذه الأسهم في المملكة المتحدة والبرازيل والهند.
وحسب القطاع، فإن أكثر من 20% من هذه الفئة عالية الجودة والمُقوَّمة بأقل من قيمتها الحقيقية هي أسهم صناعية، تليها الأسهم المالية والسلع الاستهلاكية التقديرية.
تشمل أفضل 30 شركة في كل فئة، الولايات المتحدة، والأسواق المتقدمة الأخرى، والأسواق الناشئة لوكهيد مارتن وسي في إس هيلث، وتيسكو وأسترازينيكا، وفيرست راند ولينوفو. «وهذه النتائج مُقدَّمة كونها نتائج تمثيلية، وليست أسهماً أمتلكها أو أديرها أو أوصي بها بالضرورة».
ولم تكن أسعارها، كمجموعة، أكثر جاذبية من أسعار السوق منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، لكنها تُتداول الآن بخصم 30% عن سعر السوق، وهي فجوة حدثت آخر مرة في نهاية فقاعة الدوت كوم.
وهذا يفوق بكثير العوائد المتوقعة لفئات الأصول الأخرى، والأهم من ذلك، أن الأمر لا يتطلب التساؤل عما إذا كان جنون الذكاء الاصطناعي سينتهي، ومتى؟.
