جوش سبيرو
نقل نصف أثرياء جيل الألفية مقر إقامتهم الضريبي الرئيسي العام الماضي أو يعتزمون القيام بذلك هذا العام، مما يزيد من التحديات التي يواجهها مديرو الثروات الساعون للاحتفاظ بالعملاء الشباب المربحين. وأفاد ربع جيل الألفية الذين يمتلكون أصولًا قابلة للاستثمار تزيد قيمتها على مليون دولار بأنهم غيروا مكان الإقامة في عام 2024، بينما يخطط ربع آخر للانتقال في عام 2025، وذلك وفقاً لمسح أجرته شركة كابجيميني الاستشارية (Capgemini) على مجموعة ضمت 3400 شخص تتراوح أعمارهم بين 28 و43 عاماً في عام 2025.
ويُشكل تزايد التنقل الدولي للشباب الأثرياء تحدياً لمديري الثروات، الذين يخشون كثيراً فقدان عملاء قدامى عند انتقالهم. وقال وارن طومسون، المدير الإداري لفريق مكتب العائلة في بنك كوتس الخاص، إن «الجيل الجديد أكثر تنقلاً دولياً من أي وقت مضى».
والجيل «زد» يتصف بكثرة التنقل هو الآخر، حيث أشار نصف المشاركين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و27 عاماً، إلى أنهم انتقلوا العام الماضي أو يخططون لذلك هذا العام، وفقاً للمسح الذي أجرته شركة كابجيميني للأفراد الأثرياء. وغالباً ما يواجه مديرو الثروات صعوبة في الاحتفاظ بالعملاء القدامى عند انتقال الأصول إلى الجيل التالي، حيث يختار الكثيرون من هذا الجيل قطع العلاقات مع مستشاري آبائهم حتى لو لم ينتقلوا.
وأظهر مسح كابجيميني أن 81% ممن ستنتقل إليهم الثروة يعتزمون «تغيير شركة إدارة ثروات آبائهم في غضون عام إلى عامين بعد الميراث». وقال إلياس غانم، الرئيس العالمي لمعهد كابجيميني لأبحاث الخدمات المالية: «لم يعد الاحتفاظ بالأموال في نفس المكان الذي نمت فيه هي العادة بالنسبة للجيل القادم»، مضيفاً إن العديد من العملاء الأصغر سناً «لا يفعلون ما كان يفعله آباؤهم» بثرواتهم.
وفي محاولة لكسب أعمال الأجيال الشابة والاحتفاظ بها، بات مديرو الثروات والمستشارون يلجأون إلى استراتيجيات جديدة. ووفقاً لتقرير حديث لشركة كابجيميني، فإن هذه الاستراتيجيات تشمل توفير المزيد من فرص الوصول إلى الأصول المشفرة، وإنشاء منصات رقمية مدعمة بالذكاء الاصطناعي، ورفع مستوى مديري العلاقات. وأكد غانم ضرورة تحديث مديري الثروات نماذج أعمالهم بسرعة للاحتفاظ بعملائهم من جيل الألفية.
وأوضح جيمس موريل، نائب الرئيس التنفيذي لشركة روتشيلد وشركاه لإدارة الثروات في المملكة المتحدة، أن الشركة وظّفت مستشارين شباباً في محاولةٍ للاحتفاظ بعملائه الأصغر سناً. وقال: «من الشائع جداً أن نرسل فرقاً متعددة الأجيال للتعامل مع العملاء من الأجيال المختلفة». وأضاف إن روتشيلد «تنفق الكثير من الوقت والمال في محاولة دمج الذكاء الاصطناعي» في عملها.
وصرحت بريانكا هندوتشا، رئيسة قسم مكاتب العائلات في المملكة المتحدة لدى شركة إدارة الثروات ستونهيدج فليمنج، بأن شركتها تقدم برنامج «الجيل القادم» حيث يأتي الورثة إلى المكتب للتعرف إلى الشؤون المالية ومقابلة آخرين في نفس المرحلة.
وحذر مديرو الثروات من أن بعض الأشخاص الذين ينتقلون من ولاية قضائية إلى أخرى لا يأخذون أصولهم معهم دائماً. وقال مسؤول تنفيذي في إحدى أكبر شركات إدارة الأصول في المملكة المتحدة إن العديد من الأثرياء الذين غادروا المملكة المتحدة بسبب تغييرات في نظام الضرائب على غير المقيمين في البلاد قد تركوا كميات كبيرة من الأصول لدى مديري استثمارات بريطانيين.