باتريك تمبل - ويست - هانا كوشلر
بفضل أدوية إنقاص الوزن التي تقدمها إيلي ليلي، أصبحت الشركة أول شركة أدوية تصل قيمتها السوقية إلى تريليون دولار، وهو ما يُمثل تحولاً جذرياً عن صيف هذا العام عندما تأثرت أسهم الشركة سلباً بنتائج مخيبة للآمال لدواء جديد لعلاج السمنة.
وتنضم الشركة، التي تتخذ من إنديانابوليس، عاصمة ولاية إنديانا الأمريكية مقراً لها، إلى مجموعة صغيرة من الشركات التي تزيد قيمتها السوقية على تريليون دولار، بما في ذلك ثماني شركات عملاقة في مجال التكنولوجيا، بالإضافة إلى تيسلا وبيركشاير هاثاواي المملوكة لوارن بافيت.
وأغلقت أسهم ليلي على ارتفاع بنسبة 1.6% عند 1.059 دولار يوم الجمعة، ليصل إجمالي مكاسبها هذا العام إلى ما يقرب من 40%، متفوقة بذلك على منافستها الرئيسية نوفو نورديسك في معركة السيطرة على سوق أدوية السمنة. وقد ارتفع السهم بنسبة تصل إلى 2.2% خلال تداولات اليوم. ورغم أنها لم تتمكن من الحفاظ على هذه المكاسب حتى جرس الإغلاق، إلا أنها أنهت الجلسة بتقييم تريليون دولار.
وصرح ريك برادت، مدير محفظة في نيوبرغر بيرمان، بأن الارتفاع السريع في سهم ليلي خلال الأسابيع القليلة الماضية يعزى جزئياً إلى ابتعاد المستثمرين عن شركات التكنولوجيا الكبرى التي تسعى وراء الاستفادة من النمو الكبير للذكاء الاصطناعي.
وأضاف: «أدى الضجيج حول فقاعة الذكاء الاصطناعي إلى تسارع وتيرة دوران أسهم القطاع بشكل كبير». ونتيجة لذلك «شهدنا أداءً متفوقاً على نطاق واسع في قطاع الرعاية الصحية. وتبرز ليلي وحدها في قطاع الأدوية على جميع المستويات».
ونجحت شركة «ليلي» في مضاعفة مبيعاتها من أدوية إنقاص الوزن بأكثر من الضعف خلال الربع الثالث مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي بعد إطلاقها في أسواق جديدة. وحقق دواء موجارو، الذي يتم وصفه لعلاج مرض السكري، ودواء زيباوند، الذي يتم استخدامه لإنقاص الوزن، إيرادات إجمالية بلغت 10.1 مليارات دولار في هذا الربع.
ويأتي هذا الارتفاع رغم انخفاض سهم ليلي في أغسطس بعد نتائج تجارب مخيبة للآمال لحبوب إنقاص الوزن الجديدة، أورفورجليبرون، لكن كارين أندرسن، مديرة أبحاث الرعاية الصحية في شركة «مورنينغستار»، قالت: «كان هذا هو الجانب السلبي الوحيد الذي أستطيع التفكير فيه لشركة ليلي. وفيما عدا ذلك، من الصعب نوعاً ما إيجاد ثغرات في استراتيجية ليلي في الوقت الحالي. لقد سارت الأمور في صالح ليلي».
ويزداد حماس المستثمرين تجاه أسهم شركات الأدوية. فقد ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 للأدوية بأكثر من 25% منذ أواخر سبتمبر، مدفوعا بتفاؤل بأن خطر الرسوم الجمركية الأمريكية وتخفيضات أسعار الأدوية، الذي ظل يخيم على الصناعة منذ تولي الرئيس دونالد ترامب السلطة، قد بدأ في الانحسار.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، انضمت ليلي إلى مجموعة من ثلاث شركات أخرى لتوقيع اتفاقية مع البيت الأبيض، وافقت فيها على خفض أسعار بعض الأدوية مقابل إتاحة الوصول إلى المرضى المشمولين ببرنامجي الرعاية الصحية «ميديكير» و«ميديكيد»، وإعفاء لمدة ثلاث سنوات من الرسوم الجمركية المحتملة.
وتعني الاتفاقية أيضاً أنه في حال الحصول على الموافقة، يمكن لشركة ليلي إطلاق دواء أورفورجليبرون قبل الموعد المتوقع العام المقبل. ويبدي المستثمرون حماساً أكبر تجاه خط إنتاج ليلي لعلاجات السمنة مقارنة بخط إنتاج نوفو نورديسك. ومع ارتفاع سعر سهم ليلي، قامت مؤسسة ليلي الخيرية، أكبر المساهمين في شركة «إيلي ليلي» ببيع أسهمها.
ووفقاً لبيانات «فيريتي داتا/ تي إم إكس داتا لينكس»، التي تتتبع مبيعات الأسهم، باعت المؤسسة أسهماً من الشركة بمبلغ قياسي قدره 2.4 مليار دولار في الربع الأخير من العام المالي، بزيادة عن الرقم القياسي السابق البالغ 1.3 مليار دولار في الربع الثاني من عام 2024. وصرحت ليلي عن بلوغها حاجز تريليون دولار: تبقى الشركة ملتزمة بتحقيق إنجازات علمية واستثمارات استراتيجية لدعم خط إنتاج قوي يلبي احتياجات المرضى.
